منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
التربية في الإسلام Support


    التربية في الإسلام

    سما رجب
    سما رجب
    مشرفة قسم اسرتنا (ادم وحواء)


    النوع : انثى
    عدد المشاركات : 2549
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    المهنة : التربية في الإسلام Progra10
    البلد : التربية في الإسلام 3dflag23
    الهواية : التربية في الإسلام Sports10
    مزاجي النهاردة : التربية في الإسلام Pi-ca-21
    التربية في الإسلام Empty

    التربية في الإسلام Empty التربية في الإسلام

    مُساهمة من طرف سما رجب 13/4/2010, 8:25 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    Cool رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

    أيُّها الأخوة الكرام : مع الدرس الحادي عشر من دروس تربية الأولاد في الإسلام .



    * الشعور بالنقص مرض أساسه توبيخ الأهل الطفل أمام الناس :
    بدأنا في الدرس الماضي موضوع التربية النفسيّة ، وذكرت وقتها أنّه قد ورد في الأثر : أنّ الإنسان بنيان الله ، وملعونٌ من هدم بنيان الله .

    فالأب حينما يتّهم ابنه بأنّه سارق ، أو بأنّه كاذب ، أو بأنّه شيطان ، أو بأنّه محتال ، أو بأنّه كسول ، هذه الكلمات الكبيرة إذا ألقاها الأب على مسمع ابنه ولاسيّما أمام إخوته ، ولاسيّما أمام أصدقائه ، أو أمام أقربائه ، هذه الكلمات القاسية ، هذه التهم الكبيرة ، هذا القذع في القول ، هذا يسبب مرضاً عند الصغار اسمه الشعور بالنقص ، وقد تستمرُّ هذه العقدة ، عقدة الشعور بالنقص إلى آخر عمر هذا الإنسان .

    أي أنّ أخطر شيء يصيب الإنسان هي الفترة التي يكون فيها صغيراً ، فالتحقير والتوبيخ والسباب والشتائم ، وعدم مراعاة أنّ هذا الطفل له إخوة ، ضربه وعنّفه ووبّخه واتهمه بتهمٍ كبيرة وحقّره وصغّره ، هذا الأب القاسي الذي ينقع غُلّته حينما يرى تقصيراً من ابنه لا يدري أنّه حطّمه وهو لا يشعر .



    *أسباب الشعور بالنقص :

    1 ـ نوع التربية التي يتلقّاها الإنسان حينما كان طفلاً صغيراً :

    فلذلك المرض الثالث من الأمراض النفسيّة التي كثيراً ما يصاب بها الأبناء هو الشعور بالنقص ، أوّل مرض قلنا هو : الخجل ، والثاني : الخوف ، واليوم نتحدّث عن : الشعور بالنقص .

    الشعور بالنقص أحد أكبر أسبابه الآباء والمربّون .. هناك معلِّمون كلماتهم قاسيةٌ جدّاً فأقل كلمةٍ تذكر أمام رفاقه - حمار - توبيخ وتعنيف وتحقير ، ولطم ، وضرب ، وركل ، هذا الطفل الذي يتلقّى كلّ هذا يشعر بأنّه تافه وأنّه لا قيمة له ، فماذا قال النبيّ عليه الصلاة والسلام قال : الشرف معوان .

    عندما تجعل للإنسان قيمة ، وتشعره أنه ذو قيمة ، وأنّه ابن عائلةٍ كريمة ، وتقول له : والدك كان رجلاً عظيماً ، حينما تبثُّ في روع هذا الطفل الصغير أنّه ذو قيمة .. هذا الشعور بأنّه ذو قيمة يردعه عن أن يسقط ، ويردعه عن أن يفعل الفواحش ، ويردعه عن أن يسرق ، أنا أرى أنّ حديث النبيّ عليه الصلاة والسلام حينما قال : الشرف معوان ، خير موجّه نحو المكارم والفضائل ، فالمربّي الحكيم يستعين على تربية أولاده ببث معنوياتٍ عاليةٍ لهم ، ببث الثقة في نفوسهم ، باحترامهم ، هذا الذي يرفع من قيمة الابن .

    لذلك إذا كذب مرّة سمّاه كذّاباً ، وإذا لطم أخاه مرّة سمّاه شريراً ، إذا كان أخذ من أخته حاجةً سمّاه محتالاً ، وإذا أخذ من جيب أبيه شيئاً سمّاه سارقاً ، إذا تقاعس عن تأدية عمل سمّاه كسولاً ، مباشرةً يناديه تعالَ يا كسول . الكسول والمحتال والسارق وما إلى ذلك ، الآباء الجاهلون يسببون لأولادهم عقداً نفسيّةً وأمراضاً لا يعلمها إلا الله ، وهذه العقد والأمراض قد ترافقهم طوال حياتهم ، يقول لك : عمري ثمانون سنة وعندي مركّب نقص .. أسبابه نوع التربية التي تلقّاها حينما كان طفلاً صغيراً .

    2 ـ محاسبة الابن أمام الناس :

    الشيء الثاني : أنَّ هذا الطفل الصغير إذا قمت بتوبيخه على انفراد شيء ، وإذا وبَّخته أمام إخوته شيءٌ آخر ، إذا وبّخته على انفرادٍ شيء ، وإذا وبَّخته أمام أقربائه شيءٌ آخر ، إذا وبّخته على انفرادٍ شيء ، وإذا وبّخته أمام الجيران شيءٌ آخر ، هذا الذي يحطِّمه .. كلّ إنسان له شعور بالأهمّية ، كلّ إنسان يحرص على سمعته ، على مكانته ، على شخصيّته .. فالأب الحكيم لا يحاسب ابنه إلا فيما بينَه و بينَه أي على انفراد .

    فالأب الحكيم يحفظ لابنه كرامته ، ومكانته أمام الصغار ، فأنت كأب كبير تقول إنّ هؤلاء رفاق ابني كلّهم صغار مثله أعمارهم ست سنوات أو ثمان فإذا غلط غلطة فيضربه ويعنّفه أمامهم .. أتعرف أنّك قد أحدثت جرحاً لا يندمل ؟ ولا في أكثر من خمسٍ وعشرين سنة ، قمت بضربه ولطمه أمام رفاقه فليس له قيمة بالمرّة عنده ؟ فكم من أب يفعل هذا، فالتعنيف والضرب والسباب هذا يعدّ عملاً سيّئاً جداً ولكنّ هذا يتضاعف أضعافاً متضاعفة فيما لو فعلته أمام أصدقائه ورفقائه وجيرانه وأقربائه .. هذه هي النقطة الثانية .



    *حقوق الأبناء على الآباء هي :

    1 ـ أن تحسن اختيار أمهم :

    اسمعوا أنّ سيِّدنا عمر جاءه رجل يشكو له عقوق ابنه ، فأحضره عمر رضي الله عنه الرجل وابنه ثمّ بدأ يعاتب الابن على عقوقه ، فقال الولد : يا أمير المؤمنين .. أليس للولد حقوقٌ على أبيه ؟ قال عمر : بلى . قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : أن ينتقي أمّه ، وأن يحسن اسمه ، وأن يعلِّمه القرآن .

    فقال الولد : يا أمير المؤمنين .. إنّ أبي لم يفعل من ذلك شيئاً ، أمّا أُمّي فإنّها زنجيّةٌ كانت لمجوسيّ ، وقد سمّاني جُعلاً (أي خُنفساء) ولم يُعِّلمني من الكتاب حرفاً واحداً .

    فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعُقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.

    أن ينتقي أمّه : أوّل حق من حقوق أولادك عليك .. أن تحسن اختيار أمه ، أوّل حق لأولادك قبل أن يروا ضوء الحياة ، قبل أن يأتوا إلى الوجود لهم عليك حق ، وهو يبدأ قبل أن تتزوّج أمّهم ، فحقّهم عليك أن تحسن اختيار أمهم ، أن تكون أماً ديِّنة طاهرة ، ومن أسرة شريفة ، وتربيتها عالية ، وصاحبة حياء ، حصاناً ، رزاناً.

    2 ـ أن تحسن اختيار اسمه :

    الأمر الثاني أيُّها الأخوة : اختيار الاسم .. أن يكون اسماً راقياً ، فالطفل عندما تناديه باسمٍ راقٍ فهذا شيء جميل جداً يعتزُّ به حتى النبيّ عليه الصلاة والسلام إذا سمع اسماً يثير السخرية كان يبدله فوراً ، من أنت ؟ أنا فلان ، فيقول له : بل أنت فلان ، يعطيه اسماً محبّباً . قال للنبي : اسمي زيدُ الخيل . فقال له النبي اللهم صلِّ عليه : بل زيد الخير.

    قال عمر : لقد عققته قبل أن يعقّك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .. فالأُبوّة مسؤوليّة .

    ومن طرائف ما ذكر أنَّ أباً عيَّر ولده يوماً بأُمِّه وقال له : أَتُخالفني وأنت ابن أَمة (ابن جارية) !! فقال هذا الابن لأبيه : والله يا أبي إنَّ أُمِّي خيرٌ منك . قال : وكيف ؟! قال : لأنّها أحسنت الاختيار فولدتني من حُر ، وأنت أسأت الاختيار فولدتني من أمة .

    هي أحسنت أن تختار وأنت لم تحسن الاختيار ، فالحقُّ عليك .




    * على الإنسان ألا يحاسب ابنه قبل أن يعلّمه :

    أيُّها الأخوة ... لا يوجد حل ، واسمعوا هذا الكلام الدقيق ، فبالطبع الابن قد يسيء ، فعندما أذكر بأنّ الأب ليس له حقّ أن يتكلّم كلاما قاسياً ، ويوبِّخ ، ويُحقِّر ، ويضرب أمام إخوة ابنه (أمام أولاده) ولا أمام أقربائه ، ولا أمام جيرانه ، ليس معنى كلامي هذا أنّه لا توجد إساءة من الابن ، فالابن من شأنه أن يسيء ، لأنّه حينما ينشأ فهو يحتاج إلى تعليم وإلى تربية ، دائماً الآباء غير المتعمقين في أساليب التربية ينتظر ابنه من دون تعليم ، من دون توجيه ، من دون تثقيف ، من دون عناية أن يكون كاملاً مكَمّلاً لا يغلط لا بكلمة ولا بحركة ، ولا بإشارة ، ولا بعبارة ، إذاً فأنّى له أن يتعلّم ؟! فإذا لم تعلّمه أنت ، فمن يعلِّمه ؟! فأنا أتمنّى أن الإنسان لا يحاسب ابنه قبل أن يعلّمه ، يا بني : هكذا قُل .. هكذا تأكُل .. إذا كنت معي ودعيت إلى الطعام فكل هكذا ، بعد ذلك فليحاسبه ، لكن الطفل لا يعرف ، فهو صفحة بيضاء ، فلو طاشت يده في الإناء .

    فالنبيّ أمسك يد الغلام وقال له :

    (( يا غلامُ ، سَمَّ اللَّه ، وكلْ بيمينك ، وكلْ مما يلَيك))

    [ أخرجه البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة]

    وقال صلوات الله عليه : علِّموا ولا تُعنِّفوا ، فإنَّ المعلِّم خيرٌ من المُعنِّف .

    قبل أن تبدأ السباب و اللّطم والشتم فلتكن ذا بال طويل ، وعلِّمه وقل له : افعل هكذا ، يا بني هذه الكلمة لا يجوز أن تقولها ، أو ليست جيِّدة فهي كلمة قبيحة ولا تليق بك ، وهي كلمة تعني كذا ، ومن يتكلّم بهذا الكلام يسقط اعتباره بين الناس ، فعلِّم ، طبعاً أفضل مثال هو في التربية بالإسلام فيوجد في الإسلام منهجٌ تربويٌ كاملٌ ، ولكن على المؤمنين الصادقين أن يُنقّبوا من خلال التراث الإسلامي عن هذا المنهج .



    *العاقل من يربي ابنه تربية تقوم على الخلق الحسن :
    هل من المعقول أن يدخل إنسانٌ على سيِّد الخلق ، على حبيب الحق ، على سيِّد المربِّين ، إمام المعلِّمين ، نبيٍ ، مرسل ، عظيم فيقول له ائذن لي بالزنى . لازم يلطم لطمتين ويطرحوه أرضاً ويسوى بها فما هذا القول ائذن لي بالزنى ، فأين نقعد نحن ؟

    ((... فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا ـ هل تسمّونها وقاحة ؟ فوالله هذه وقاحة ، وإن سميتموها تطاولاً فهي كذلك ، أو قلّة أدب فهي كذلك ومع من ؟ مع سيّد الخلق ، ـ فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه مه ، فقال : ' ادنه ' ، فدنا منه قريباً فقال : ' أتحبه لأمك ؟ ' قال : لا والله جعلني الله فداك قال : ' ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ' قال : ' أفتحبه لابنتك ؟ ' قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : ' ولا الناس يحبونه لبناتهم ' قال : ' أفتحبه لأختك ؟ ' قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : ' ولا الناس يحبونه لأخواتهم ' قال : ' أتحبه لعمتك ؟ ' قال : لا والله يا رسول جعلني الله فداك قال : ' ولا الناس يحبونه لعماتهم ' قال : ' أتحبه لخالتك ؟ ' قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : ' ولا الناس يحبونه لخالاتهم ' قال : فوضع يده عليه وقال : ' اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ' . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء))

    [ أخرجه أحمد عن أبي أمامة الباهلي]

    فقام من بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وليس شيءٌ أبغض إليه من الزنى .

    هكذا تكون التربية .. فلو اعترض وقال : يا أبي من خلق الله ؟ فيثور الأب في وجهه ويلطمه كفّين ويقول له : كفرت .

    الله عزَّ وجلَّ خالق ، فإذا قلت من خلقه ؟ فلم يعد خالقاً ، فتفهّمه بالحسنى أنّه خالق .



    *الطفل لا يقدر لذلك على الإنسان أن يستوعبه :
    فلو سمع الإنسان سؤالاً كبيراً سؤالاً فيه تطاول ، أو سؤالاً وقحاً ، فالوقاحة عند الكبير وهو الذي قيَّمها وعدّها وقاحة ، أمّا عند الصغير فهي براءة ولم يعرف أن يقيِّمها .

    ألم تسمعوا هذا الذي قال لربِّه من شدّة فرحه : يا ربّي أنا ربُّك وأنت عبدي ، فقد قال كلمة الكفر ، قال صلّى الله عليه وسلّم : لله أفرح بتوبة عبده من ذلك البدوي بناقته.

    أحياناً الطفل لا يقدّر .. فقد قال لنا أحد قرّاء القرآن أنّ أحد الأشخاص أحبّ أن يتقرَّب منه فقال له : أَحِبُّ الصالحين ولستَ منهم . فانزعج وقال له : قم عنّي ، وقبّحك الله . وهذا القائل لم يقصد ذلك أبداً بل قصد أن يتقرّب منك ولكنّه لم يعرف في اللغة فبدلاً من أن يقول : ولستُ منهم - بالضم - قال : ولستَ منهم - بالفتح - ممكن الابن أن يتكلَّم بكلمة لا يقصدها ولا يعنيها ، فإذا تلقّـــى على قوله ردّاً عنيفاً جدّاً .



    * الرد العنيف يقطع خير العلم :
    بالمناسبة يوجد تعليم قمعي .. فتوجد إجابة قمعيّة وإجابة تعليميّة علميّة ، فإذا كان قد سأل سؤالاً غير معقول أو غير منطقي وأنت عنَّفت وزمجرت ، فأنت بذلك قد قطعت خير السؤال ، فيخاف أحد أن يسألك بعد ذلك ، أمّا إذا كان لديك صدرٌ رحبٌ لأيّ سؤال ولو كان قاسياً و أو كان فيه جهل ، وتلقيته بصدر رحب ، فممكن أن تشجِع على السؤال بذلك ، فيوجد أشخاص إن سُئِل سُؤالاً غير منطقي أو غير معقول فتجد عنده رداً قمعيّاً ، رداً عنيفاً جدّاً ، مثل هذا الرد العنيف يقطع خير العلم .

    (( بيناَ أنا أُصلّي مع رسول الله - أعرابي يصلّي مع رسول الله - إذ عطس رجل من القوم ، فقلت له : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أماه ، ما شأنكم تنظرون إلي ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أرجلهم فلمّا رأيتهم يصمِّتونني سكتت ، فلمّا انتهى عليه الصلاة والسلام من صلاته دعاني ، فبأبي هو وأُمّي ما رأيتُ معلّماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فو الله ما كفرني ولا ضربني ولا شتمني ولكن قال : إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس ، إنّما هي التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن .))

    [ رواه مسلم عن معاوية بن حكم السلميّ]

    فقال له أثناء الصلاة يرحمكم الله فهو لا يعرف ، فقد سمع عن تشميت العاطس فشمّته أثناء الصلاة .

    (( ....فقلت له : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقد زُوِر زَورة من الصحابة ، فقلت : واثكلَ أُماه - أي الله يعينني على ذلك - ما شأنكم تنظرون إلي - أي لماذا تتكلّمون وتنظرون إليّ أثناء الصلاة - ))

    هناك طرفة : كان أحدهم يصلّي فمرّت من أمامه قطّة فقال لها: بِس . فقال له الذي يصلّي بجواره : لمَ تتكلّم وأنت بالصلاة ؟ فهو أيضاً قد تكلّم .

    (( وجعلوا يضربون بأيديهم على أرجلهم ـ أي اسكت ـ فأوّلاً قال له : يرحمك الله .. فنظروا إليه بشكل حاد . فقال لهم : ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ فجعلوا يضربون على أرجلهم أي أن اسكت فهذه صلاة )) .

    وبعدما فرغ الرسول صلّى الله عليه وسلّم من صلاته دعاني أي قال له تعالَ اقبل : وذكر له عن الصلاة وما يكون فيها ولم يعنِّفه ، فهكذا يكون التعليم .. علِّموا ولا تُعنِّفوا .




    * الرحمة أحسن تعليماً من الشدة :
    فأنت لا تعرف قيمة أنّه عندما يغلط ابنك غلطة .. فقد ذكر لي في ذات مرّة شخص يبلغ من العمر الأربعين عاماً وقال لي : أبي قد عاملني معاملة وقد كان عمري الخامسة عشرة ولا أنساها إلى أن أموت.. فقد ركب سيارة أبيه وطرقها واختفيت من البيت ثلاثة أيام ، ثمّ رجع فأين سينام ، ولم يتكلّم الأب معه ولا كلمة ولا عنّفه وقال له : أنا قد بعت السيّارة فلا تأكل همّ ذلك ، فهو قد توقّع أن يتلقّى تعنيفاً ويطرده من البيت أو يضربه ويعمل له مشكلة ، ولكن بالعكس فقد فاجأه بالمعاملة اللطيفة .. وقال لي هذا الابن وقد كان باراً بوالده : أنَّ أباه يفيق ليلاً مرّتين أو ثلاثاً ويعدّ له كأساً من العصير .

    هذه القصّة عندما كان عمره بالخامسة عشرة وإلى عمر الأربعين عاماً فهو لم ينسَها . ضرب لأبيه السيّارة ولم يتكلّم بأية كلمة (فهذا شيء قد وقع وانتهى الأمر) ولكن الابن كان مضطرباً كثيراً ، والأب رحيماً فقال له لا تحمل هماً فقد بعت السيارة .

    فلا تعرف ما تفعله الرحمة إذا غلط الابن غلطة ولم تفعل معه شيئاً معه .. فهو قد عرف ذنبه ، وأنت لم تفعل معه شيئاً ولكنّك احتويته .

    قال : فبأبي هو وأمّي ما رأيت معلّماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فو الله ما قهرني وما ضربني ولا شتمني ولكن قال : إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس إنما هي التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/4/2024, 9:31 am