منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه Support


    التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه Pi-ca-10

    التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه Empty التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه

    مُساهمة من طرف ابو انس 11/4/2010, 6:22 am

    التسري ... مدخل لمدح الإسلام لا ذمه




     التسري: هو اتخاذ مالك الأمة منها سَرِيَّة يعاشرها معاشرة الأزواج، وهو أمر مرتبط بالرق والاسترقاق الناتج عن الحروب والأسر والأسرى.

     

    ولم يكن الرق والاسترقاق تشريعًا ابتدعه الإسلام، وإنما كان موروثًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا، ذاع وشاع في كل الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، وبالتالي لم يكن التسري نظامًا اخترعه الإسلام والمسلمون، فخليل اللَّـه إبراهيم عليه السلام قد تسرى بهاجر المصرية، ووُلد له منها إسماعيل عليه السلام، كما تسرى نبي اللَّـه سليمان عليه السلام بثلاثمائة سرية، فضلًا عن أن التسري شاع وانتشر عند العرب قبل الإسلام.

     

    هذا هو الميراث الذي ورثه الإسلام، لكن هذا الدين الحنيف لم يقف مكتوف اليدين أمام الأوضاع الموروثة عن هذا النظام وهي في معظمها أوضاع غير إنسانية، بل  وضع ضوابط جعلت من التسري زواجًا حقيقيًّا، تشترط فيه كل شروط الزواج، باستثناء عقد الزواج؛ لأن عقد الزواج هو أدنى من عقد الملك، إذ في الأول تمليك منفعة، بينما الثاني يفضي إلى تلك الرقبة، ومن ثم منفعتها. 

     

    ونستطيع القول إنه في الوقت الذي كثرت فيه السبايا، وتعددت فيه مصادر الاسترقاق، انطلق الفقه الإسلامي من إلغاء وتجفيف كل روافد ومصادر الاسترقاق، ولم يستثن من ذلك إلا الحرب الشرعية المشروعة.

     

    ولذلك؛ فإن تجارة الرقيق، وأسواق الأرقاء، وشيوع التسري الذي جاء ثمرة لاختطاف الفتيات والفتيان، وللحروب غير المشروعة، وغيرها من سبل الاسترقاق التي حرمها الإسلام، وضع لها الإسلام نظامًا لتصفيتها.

     

    وهكذا، فإن الضرورة التي أباحت استرقاق الأسرى هي ذاتها اقتضت إباحة التسري؛ لأن المحاربين الأعداء عندما يأخذون النساء المسلمات أسيرات يعاملونهن شر معاملة، إذْ في نظرهم أن الرقيق كالحيوان مسلوب الإرادة كما هو مسلوب الحرية، وإن السبية عندهم تصبح كالمتاع يتمتع بها ويفترشها كل من يبتغيها.

     

    وأما الإسلام فإنه يبرز فيما يختص بالإماء الجانب الإنساني فيهن، كي لا يحس أحد أن آدميتهن مهدورة، أو أنهن من الناحية الإنسانية هابطات، أو من نوع أو مستوى آخر غير مستوى الحرائر، فإنه يحظر نكاح السبايا إلا ضمن شروط اشترطها وراعى فيها الحقوق والمصالح والمجتمع، وهي:

     

    أولًا: إذن الإمام بالاسترقاق، لأن الرق والتسري لا يثبت بمجرد الأسر، كما أشرنا إليه آنفًا.

     

    ثانيًا: انتظار براءة الرحم بالعدة أو بالوضع إن كانت حاملًا.



    ثالثًا: أن لا يكون زوجها أسيرًا معها.

     

    وعند توفر هذه الشروط تصبح الأسيرة مملوكة لمن هي في يده وتسمى ملك اليمين حسب التعبير القرآني، ولمالكها حق التسري بها عملًا بقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3]، أي ما ملكتم من إماء، وقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5- 6].

     

     وعند تسري مالكها بها تظل مملوكة إلى أن تلد فتصير أم ولد ويعتبر المولود منها حرًا، ولما كان ليس من العدل أن تبقى الأم رقيقة ويكون الولد حرًا، فقد حظر الشارع على السيد بيعها والتصرف بها، وأمره أن يكرمها كما يكرم الزوجة الحرة في جميع شئونها وأن يحسن معاشرتها ومعاملتها، وحكم لها بالحرية التي تستكملها بوفاة مالكها. 

     

    وقد أباح الله تعالى للرجل أن يتزوج بالأمة من مالكها زواجًا كزواج الحرة، ويتحقق من هذا مصالح عديدة، منها إعفاف النفس، ودفع الفاحشة، وإعادة كرامتها لها ورفع مستواها، وإشعارها بأنها امرأة مصونة كالنساء الحرائر، وقد تفضلهن بتقواها، والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، إذ المدار على القلوب، فرب رقيقة أفضل من حرة بسبب إيمانها، قال الله تعالى: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: 221].

     

    والشريعة تهدينا إلى عدة أمور من شأنها رفع مستوى الأمة وجعلها بمصاف الحرائر من كل الوجوه:

     

    1- فالله سبحانه وتعالى أطلق على الرقيقات اسم (الفتيات) ليصرف عن أذهاننا كلمة الرقيق أو الأمة، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدكم عبدي وأمتي، ولكن ليقل فتاي وفتاتي) [رواه البخاري، (2552)].

     

    2- أوجب سبحانه استئذان السيد بزواجهن، كما يستأذن البنت الحرة بزواجها.

     

    3- أمر بأداء المهر لهن تطييبًا لقلوبهن، كما هو الحال في البنات الحرائر.

     

    4- فرض عليهن التحصن ليرفع مستواهن ويكن طيبات طاهرات عفيفات، كما هو حال السيدات الحرائر.

     

    5- حرم عليهن الزنا واتخاذ الأخدان ليعشن شريفات قانتات عابدات سائحات.

     

    ومن يتصف من الفتيات بهذه الصفات النبيلة ويتزوجهن يترتب عليهن ما يترتب على الأحرار من الأحكام الشرعية، وهي: حرمة الجمع بين الأختين، وتحريم أصولها وفروعها بالزواج منها، كما يحرم عليها أصوله وفروعه، ولزوم الرجل بنفقتها وكسوتها وتهيئة مسكن لها.

     ومن ينظر إلى التشريع الإسلامي النبيل نظر العالم المنصف يرى أن الإسلام وإن كان أباح الاسترقاق مقابلة بالمثل، ولكنه قصد من وراء ذلك اجتثاثه من أصله وترك للزمن القضاء عليه. 

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/3/2024, 2:48 pm