منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Support


3 مشترك

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    ابن ادم
    ابن ادم
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 203
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 20/07/2009
    المهنة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Profes10
    البلد : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم 3dflag23
    الهواية : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Huntin10
    مزاجي النهاردة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Pi-ca-10

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Empty مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    مُساهمة من طرف ابن ادم 2/2/2010, 5:40 pm



    مذكرات المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود كامله


    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Mostafa-mahmoud


    مذكرات المفكر الكبير د.مصطفى محمود التــى سجلــهــا قبـــل وفــاتــه:
















    الحلقة السابعه .. وثيقة التفكير

























    جارى اضافة باقى الحلقات تباعا
    bedomaster
    bedomaster
    هيئة الإشراف
    هيئة الإشراف


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1625
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 15/08/2009
    الهواية : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Swimmi10
    مزاجي النهاردة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Pi-ca-18

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Empty رد: مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    مُساهمة من طرف bedomaster 3/2/2010, 1:56 am

    بــــــــــارك الله فيك وتسلم ايدك علي المجهودات الرائعة
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Profes10
    البلد : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم 3dflag10
    الهواية : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Writin10
    مزاجي النهاردة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Pi-ca-10

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Empty رد: مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 3/2/2010, 9:33 am

    هذا الرجل ظلمه التاريح والسياسه ولكن اعماله الادبيه والعلميه تعبر ارثا لابناء العالم العربى
    شكر خاص لابن ادم على مجهوده واختياره الرائع
    ابن ادم
    ابن ادم
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 203
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 20/07/2009
    المهنة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Profes10
    البلد : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم 3dflag23
    الهواية : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Huntin10
    مزاجي النهاردة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Pi-ca-10

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Empty رد: مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    مُساهمة من طرف ابن ادم 4/2/2010, 11:23 am

    «المصرى اليوم» تواصل نشر مذكرات المفكر الكبير
    د.مصطفى محمود التى سجلها قبل وفاته: الحلقة (١٩).. «إلحادى» كان صحياً



      كتب المذكرات
      السيد الحرانى - محمد الساعى

      
    ٢/ ٢/ ٢٠١٠


    (أنا عمرى ما شككت فى وجود الله سبحانه وتعالى.. وأنه الواحد الأحد
    القهار.. ولم ينتبنى الشك مطلقاً فى القدرة الإلهية وأنها تدير هذا الكون
    الكبير من حولنا وأن هذا الكون باتساعه الكبير هو خير برهان ودليل على
    وجود الخالق الأعظم فهو يفصح ويثبت ويبرهن بل يهتف (لا إله إلا الله محمد
    رسول الله).

    ■ الشك كان فى مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار
    والجنة والنار ونوع الخلود وشكله ومظهره. وكان رجال الدين يعتبرون أن مجرد
    التفكير فى مثل هذه المسائل يعتبر الكفر بعينه.. وأنا لم أكن كافراً!..
    وهذا هو السبب فى أن كامل الشناوى قال لى فيما بعد: «قديما كانوا يفكرون
    ويتعمقون فى مثل هذه الشكوك دون أن يعرضوا للشنق وهى قضايا الجبر
    والاختيار.. والقضاء والقدر.. والجنة والنار.. والبعث والخلود»

    مصطفى محمود

    الإلحاد
    كلمة كثيراً ما هاجمها أبناء الدكتور مصطفى محمود وحاربوها بشدة وكرهوا كل
    من أطلقها عليه أثناء حياته.. أمل مصطفى محمود ابنته الكبرى وأمه الروحية
    فى نصف عمره الأخير.. وهبت عمرها منذ زمن لا بأس به لأبيها، تهتم بكل
    تفصيلة فى حياته.. تقرأ له وتقرأ عنه.. تغار عليه بشدة، ذات مرة احتقن
    صوتها وهى تتكلم عن كلام نشرته الكاتبة لوتس عبدالكريم.. رغم رقة أمل
    وهدوئها وأدبها الجم تحمل بداخلها قنبلة قد تنفجر فى وجه كل من يفكر فى أن
    يهمس بشىء عن أبيها.. أو يتكلم بحديث خاطئ عنه، خصوصاً من يطلق عليه هذه
    الصفة.. «ملحد».

    أما نجله آدهم بملامحه الطيبة الرجولية وهدوئه
    الخالص وثباته عند الانفعال وخجله عند الإطراء.. يحتقن وجهه كثيراً إذا
    ذُكر أبوه بأى سوء وهو المتشبع بنبض أبيه.. ربما أخذ أشياء منه لكنه يختلف
    عنه فى كثير من الأشياء الملحوظة مثل الجسم الرياضى والعقلية التجارية..
    مع ذلك نجد أنه يرفض وبعنف أى وصف لأبيه بتلك الصفة الشنيعة.. «ملحد».
    نذكرها
    هنا صريحة.. لا تحتمل الجدل أو الهزل (الدكتور مصطفى كان فى أحد الأيام
    ملحداً!!) نعم كان فى شبابه ملحداً.. حتى ولو رفض أدهم وقال: كان شكاً..
    أو ترتاع أمل وتقول كيف يلحد أحد الأشراف.

    وهنا الأمر يحتاج منا
    وقفة.. ولندع الدكتور مصطفى يحكم بنفسه فى تلك القصة.. وسنجده يؤكد فى
    تسجيله الصوتى: «أنا مررت بكل المراحل الفكرية من الشك إلى اليقين، من
    الإلحاد إلى أن أصبحت خادم كلمة التوحيد».. هل فى هذا الكلام ما يزعج؟

    طبعاً
    هناك ما يزعج.. فمن وجهة نظر كل الناس الملحد هو شخص ضد الله، وضد الدين،
    ويكرهه الناس حتى لو كان هؤلاء الناس أنفسهم غير مهتمين بالدين ولا يعرفون
    عن الالتزام به شيئاً، ولكن الحقيقة أن عالمنا الكبير مصطفى محمود إبان
    عمله كطبيب فى أول حياته كانت الفكرة قد بدأت تختمر فى أرجاء عقله فيقول:
    «لم تكن هذه البداية.. فالبداية منذ الطفولة منذ كتاب سيدى عز والشيخ
    الدجال الذى سبب وعظه الخاطئ لى نفوراً شخصياً منه وإلى أن يتجه عقلى إلى
    طريق آخر فى التفكير.. وببساطة أسرد لك بداية مرحلة الشك فى صورة أفكارى
    وأنا طفل وهو: لماذا نستقبل منذ مولدنا كل الأفكار كمسلمات يجب أن نرضى
    بها؟! لماذا نقنع بكل ما يدرس ويعلم لنا من الكبار؟! هل هم علماء وكلامهم
    يقين؟! هذه هى بداية الشك التى تحدث عادة لأى أحد فى نفس مرحلتى وظرفى».

    الحقيقة
    أن فى كلام الدكتور مصطفى محمود خير شرح للحالة التى ثار حولها الجدل،
    وظلت تلاحقه فى كل أزمة يمر بها فيما بعد من بداية للتفسير العصرى للقرآن
    ثم الشفاعة.. الإلحاد الذى يقصده الدكتور هنا ليس المقصود به الشرك، حاشا
    لله، وليس المقصود الكفر بالله أو أنه الإلحاد الذى يتعلق به الماديون
    والجدليون أو الهيجليون.
    ولكن ما يقصده هو كما أخبرنا (أنا عمرى ما
    شككت فى وجود الله سبحانه وتعالى.. وأنه الواحد الأحد القهار.. ولم ينتبنى
    الشك مطلقاً فى القدرة الإلهية وأنها تدير هذا الكون الكبير من حولنا وأن
    هذا الكون باتساعه الكبير هو خير برهان ودليل على وجود الخالق الأعظم فهو
    يفصح ويثبت ويبرهن بل يهتف (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

    الشك
    كان فى مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار والجنة والنار ونوع الخلود
    وشكله ومظهره. وكان رجال الدين يعتبرون أن مجرد التفكير فى مثل هذه
    المسائل يعتبر الكفر بعينه.. وأنا لم أكن كافراً!.. وهذا هو السبب فى أن
    كامل الشناوى قال لى فيما بعد: «قديما كانوا يفكرون ويتعمقون فى مثل هذه
    الشكوك دون أن يعرضوا للشنق وهى قضايا الجبر والاختيار.. والقضاء والقدر..
    والجنة والنار.. والبعث والخلود».. ولكن كل هذه المسائل والقضايا تغير
    فيها تفكيرى تماماً بعد بحث وتفكير كبيرين، مع إطالة التفكير والتدبر
    والتعمق فى آيات القرآن. وأحسست أن القرآن كتاب عجيب.. لا تستطيع أن تحذف
    أو تضيف حرفاً إليه.. القرآن جامع مانع.. نسيج وحده.. دستور للبشر أجمعين
    فى كل زمان ومكان.

    إذاً الإلحاد المقصود هنا هو إلحاد صحى.. ليس
    إلحاد الجماعات الشمولية الذى يريد عدد من أفرادها الكسالى أن يتخلصوا من
    عبء الفروض الدينية أو ما يلحق بها أو يبعدوا عن أذهانهم سبب آلام
    ضمائرهم.. فخلاصة أى كلام عن إلحاد الدكتور مصطفى محمود تكون أنه إلحاد من
    أجل الوصول إلى الإيمان الكامل.. اليقين التام.. وهكذا.

    فى كل
    عصر يظهر فيلسوف معين فى زمن صعب وأوقات المحنة فى عصره.. يرفض الفيلسوف
    أن يسير على خطى السابقين.. يسأل نفسه إذا كان الكلام الذى يعلمونه لنا
    هذا كاملاً ويقينيا، فلماذا ساء الوضع وتدهور هكذا.. الأمر يحتاج إعادة
    التأكد من صحة المسلمات التى تلقن فى أماكن العلم.. مر بهذه المرحلة
    الكثير بداية من أفلاطون فى الدولة الإغريقية.. إلى ديكارت صاحب المبدأ
    الشهير (أنا أفكر إذاً أنا موجود)..

    كل هؤلاء الفلاسفة باختلاف
    مراحل علمهم ودرجاته مروا بمراحل الشك واليقين حتى يصلوا إلى درجة معينة
    من اليقين.. ولكننا هنا سنتوقف عند أحد الفلاسفة المسلمين الذى مر
    بالمرحلة نفسها التى مر بها فيلسوفنا مصطفى محمود.. وهو أبوحامد الغزالى..
    وقد اقترب مصطفى محمود فى ذلك من الإمام الغزالى ـ رحمه الله ـ وما ذهب
    إليه فى كتابه «المنقذ من الضلال»، إذ يقول فيه: «كان التعطش إلى إدراك
    حقائق الأمور دأبى وديدنى، من أول أمرى وريعان عمرى، غريزة وفطرة من الله
    وضعتا فى جبلتى، لا باختيارى وحيلتى، حتى انحلت عنى رابطة التقليد،
    وانكسرت علىّ العقائد الموروثة على قرب عهد الصبا».

    وإذا
    استمعنا إلى كلام الدكتور مصطفى محمود: «فى عنفوان شبابى كان تيار المادية
    هو السائد، وكان المثقفون يرفضون الغيبيات، فكان من الطبيعى أن أتأثر بمن
    حولى»، ولذلك كما يقول فى أحد كتبه: «احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق
    فى الكتب، وآلاف الليالى من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل
    وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما
    أكتب اليوم على درب اليقين».

    وبالرغم من اعتقاد الكثيرين أن
    مصطفى محمود، أنكر وجود الله عز وجل، فإن الكلام السابق والتالى يوضح أن
    المشكلة كانت فلسفية فى الحقيقة، فقد كان يبحث عن مشكلة الدين والحضارة،
    أو العلم والإيمان، وما بينهما من صراع متبادل أو تجاذب، وقد ترجم لحياته
    الروحية قائلاً: «إن زهوى بعقلى الذى بدأ يتفتح، وإعجابى بموهبة الكلام
    ومقارنة الحجج التى تفردت بها، كانا هما الحافز وليس البحث عن الحقيقة ولا
    كشف الصواب.

    ومع هذا العقل العلمى المادى البحت بدأت رحلة مصطفى محمود فى عالم العقيدة.

    وعلى
    الرغم من هذه الأرضية المادية التى انطلق منها فإنه لم يستطع أن ينفى وجود
    القوة الإلهية، فيقول: «تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة فى الكون، التى
    تنظمه فى منظومات جميلة، من أحياء وجمادات وأراض وسماوات، هو الحركة التى
    كشفها العلم فى الذرة وفى الـ«بروتوبلازم» وفى الأفلاك، هو الحيوية
    الخالقة الباطنة فى كل شىء».

    وكما حدثنا الغزالى عن الأشهر
    الستة التى قضاها مريضاً يعانى آلام الشك، حتى هتف به هاتف باطنى أعاده
    إلى يقين الحقيقة العقلية، وكشف له بهاء الحرية الروحية، ومكنه من معرفة
    الله، نجد مصطفى محمود يتحدث عن صوت الفطرة الذى حرره من سطوة العلم،
    وأعفاه من عناء الجدل، وقاده إلى معرفة الله، وكان ذلك بعد أن تعلم، فى
    كتب الطب أن النظرة العلمية هى الأساس الذى لا أساس سواه، وأن الغيب لا
    حساب له فى الحكم العلمى، وأن العلم ذاته هو عملية جمع شواهد واستخراج
    قوانين.

    وهكذا كانت رحلته من الشك إلى اليقين تمهيداً لفض الاشتباك
    بين العلم والإيمان، وذلك عن طريق علو الإنسان فوق المادة إلى ما هو أبعد
    أفقاً وأرحب مدى.

    هل استوعبنا الموضوع؟ الأمر ليس بسيطاً بالمرة..
    الموضوع الذى مر به فيلسوف مصر الحديثة.. إنه ليس حدثاً عادياً يمكن أن
    نتناوله ككلام متداول.. بل يجب أن نضع الصورة فى إطارها الصحيح.. إن هذه
    المرحلة التى مر بها الدكتور تاريخية لا تحدث إلا للفلاسفة المتأذين من
    الغث الثقافى المحيط بالمجتمع.. ويريدون إصلاح هذا المجتمع.. فكيف يصلحونه
    والمعارف أصابتها الشوائب..

    فيكون الطريق هو عدم التسليم بأى شىء
    محيط، ويحول ذاكرته إلى صفحة بيضاء ليبدأ فى دراسة الوجود من أول (١-٢-٣)
    ليبدأ فى دراسة الأشياء والحقائق، كل على حدة وكلما تأكد من صحة شىء
    وأهميته تحول إلى الإيمان به وهكذا.. وإذا كان الفيلسوف أبوحامد الغزالى
    قد بدأ مرحلة الشك بنفى وجود الخالق نفسه فإن الفيلسوف مصطفى محمود قد
    اعترف بأنه لم ينكر وجود الذات الإلهية أبداً وأخيراً.. لخص الدكتور هذه
    المرحلة فى عدة كلمات بمثابة الروشتة لكل حائر وهائم.

    أولاً: لم
    أبدأ مرحلة الشك هكذا من العدم وأنا غير مسلح بإيمان قوى أو وأنا عندى ضعف
    ما فى أى فرع من فروع الدين فأنا منذ طفولتى المبكرة شعرت بقلبى وعقلى
    يتجهان إلى الدين.. وتستطيع أن تقول: إننى فى الفترة ما بين سبع سنوات إلى
    اثنى عشر عاماً كنت متجهاً للدين بكل حواسى ومشاعرى.. أصلى الفروض جميعها
    فى المساجد وأستمع بإنصات واهتمام شديدين إلى الأئمة والشيوخ والدعاة فى
    المساجد وكنت أتردد فى هذه الفترة على مسجد وضريح سيدى عز مع صديق لى يدعى
    «فرج» نصلى الفروض والسنن ونستمع إلى وعظ شيخ الجامع وندون ما يقول ونحضر
    المولد وحلقات الذكر..

    وهذا معناه أن هذه المرحلة الملحمية فى حياة الفلاسفة غير متاحة لكل الأفراد.

    ثانياً:
    لا يجب أن يتأثر الأفراد فى مرحلة خلوتهم ـ مرحلة التفكير ـ بأى مؤثرات
    خارجية لأنى قد تعرضت من اليسار وقتها إلى إغراءات كثيرة خصوصاً بعد كتابى
    الأول «الله والإنسان» فقد كان تنظيماً دقيقاً، إذا صادف فى طريقه كاتباً
    يميل ولو من بعيد إلى أفكاره فإن مهمته تكون والحالة هذه: هى استقطابه
    ودفعه فى طريقه لكى يعمل أكثر.

    فحين صدر هذا الكتاب فى البداية
    فوجئت بـ«محمود أمين العالم» يكتب مقالة يمجد فيها ظهور كاتب موهوب مجيد
    هو شخصى، ولأنى قلت ما يريدون نصبونى زعيماً، أذكر أننى كتبت قصة فى «صباح
    الخير» عن رجل زبال فأصبحت بأقلامهم أعظم كاتب.. أصبحت تشيكوف عصره.. بل
    قيل عنى يومها إن تشيكوف ظهر فى التاريخ من جديد، وأنا نفسى كنت مندهشاً
    لإعجابهم بهذه القصة بالذات رغم أنها كانت لا تعدو أن تكون عادية للغاية،
    بل لم يقتصر الأمر على ذلك فقد وضعوا القصة فى سلسلة اسمها «الغد» ووصفوها
    بأنها من عيون الأدب.. وعندما عدلت وعرفت الطريق الصحيح كاد هؤلاء الناس
    يفتكون بى، اتهمونى بالردة الاجتماعية والنكسة الفكرية، وهذا يدلك على
    أنهم ليسوا مخلصين بالمرة، وأنهم يكيلون وليس لديهم مكيال واحد للعدل.

    ولهذا
    حذفت هذه القصة من كل مؤلفاتى بعد ذلك ولم أدخلها أى مجموعة قصصية، لقد
    كانت مدرسة، بل قل مدفعية ظهرت وقتها، عبدالعظيم أنيس ومحمود أمين العالم،
    كانت مدفعية إرهابية من أجل أن يسير الكتاب كلهم فى طابور واحد.. ومن أجل
    أن ينادى الكتاب كلهم بالاشتراكية العلمية والشيوعية والماركسية وكتب
    الحفاة.. وإلا لا يصبح من يكتب على هواهم أديباً!!

    أنا بعد هذا
    الكتاب بدأت أعيد النظر فى كل شىء من حولى، وأولها هذا الكتاب الذى ألفته
    فوجدته مليئاً بالثغرات ولا يفسرنى، خاصة أن الفكر الاشتراكى يحاول
    استقطابى وتتويجى زعيماً، وأنا بالطبع لم أنضم لأى تنظيم لهم ولم أتعرف
    على كوادر يسارية منهم.. والحقيقة أننى بعد أن قرأت بإمعان ماركس لم أقتنع
    بما يقوله وأحسست أن هناك خطأ ما فى كتاباته، ولهذا حين دخلت فى حوارات
    ومجادلات مع محمود أمين أفحمته وفندت آراءه خاصة فى الندوة التى عقدت
    أيامها فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ويومها سحبت البساط من تحت قدميه،
    وقال له زملاؤه بعدها: أرأيت ماذا فعل بنا الرجل الذى امتدحته ورفعته إلى
    عنان السماء السابعة؟!..

    لقد اتضح أن مصطفى محمود هذا درويش أهبل.. سوف ينتهى به الحال إلى أن يجلس على الرصيف أو يجلس أمام أحد الجوامع زعيماً للمهابيل!
    إنك باحتضانك لهذا الرجل ودتنا فى داهية!!

    وبدأت
    بينى وبين نفسى حواراً طويلاً وقرأت كل ما كتب فى الفلسفة وعلم النفس
    بدءاً من سقراط إلى أفلاطون وأرسطو وهيجل انتهاء بكارل ماركس ووليم جيمس،
    وتعمقت فى قراءة الأديان من أول الفيدات الهندية والبوذية والزرادشتية
    وأخذ ذلك مجالاً طويلاً معى.. رحلة طويلة بينى وبين الأربعة جدران انتهت
    بشاطئ الإيمان.. أحسست بعدها فى النهاية أن القرآن الكريم جامع مانع..
    تناول كل شىء فى هذا الوجود، ويعطى الإجابات النهائية لكل المسائل
    والقضايا التى كانت تحيرنى وتشغل عقلى، وليس هذا فقط ولكن القرآن يضم فى
    عباءته كل الأديان والفلسفات وخلاصتها.

    ولكن كان لليسار اتجاه
    بالفعل وقتها، فالذى يسير فى طرقهم يشيدون به ويكتبون عنه مقالات والذى
    يغير طريقه عنهم يتناسونه أو يهاجمونه، حدث هذا فى الستينيات ولم يقتصر
    الأمر على الأدب بل امتد إلى السينما والمسرح.. وكل ذلك لم يأت نتيجة
    الفقر والجوع للبلد بل نتيجة الاقتصاد الشمولى الذى نادوا به فى حين تغير
    العالم كله، لقد رأوا بأعينهم سقوطهم الذريع.. فى خلال ٢٤ ساعة استيقظوا
    من نومهم فوجدوا جميع صحف العالم توجه إليهم اللعنات.. يديرون مؤشر
    الراديو فى كل اتجاه فيجدون أصوات الشعوب تهتف بسقوط الشيوعية حتى داخل
    روسيا نفسها.. إننى أشفق عليهم.

    يتبع


    ابن ادم
    ابن ادم
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 203
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 20/07/2009
    المهنة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Profes10
    البلد : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم 3dflag23
    الهواية : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Huntin10
    مزاجي النهاردة : مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Pi-ca-10

    مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم Empty رد: مذكرات الدكتور مصطفى محمود كامله تنشر يوميا فى المصرى اليوم

    مُساهمة من طرف ابن ادم 4/2/2010, 11:28 am

    «المصرى اليوم» تواصل نشر مذكرات المفكر الكبير
    د.مصطفى محمود التى سجلها قبل وفاته: الحلقة (٢٠).. كفّرونى للمرة الثانية عندما أصدرت «التفسير العصرى للقرآن»



      كتب المذكرات
      السيد الحرانى - محمد الساعى

      
    ٤/ ٢/ ٢٠١٠


    «لا تنظر إلى ما يرتسم على الوجوه.. ولا تستمع إلى ما تقوله الألسن.. ولا
    تلتفت إلى الدموع.. فكل هذا هو جلد الإنسان وهو يغير جلده كل يوم»

    ■ «ابحث عما تحت الجلد.. وهو بالطبع ليس القلب فهو الآخر يتقلب.. وأيضا ليس العقل فهو يغير وجهة نظره كلما غير الزاوية»

    ■ «انظر دائما إلى لحظة اختيار حر.. والحقيقة أنهم مجانين هؤلاء الذين يتخذون المال هدفا لحياتهم»


    «الإنسان ليس له سوى بطن واحد.. ولا يسكن إلا بيتا واحدا.. فإذا زادت
    ثروته على حاجته سيكون هو خادما للزيادة ولن تكون هى فى خدمته»

    مصطفى محمود

    بالطبع
    كانت له رؤية دينية مختلفة.. يتعامل مع الدين مثلما كان يقول دائما على
    أنه الروح التى لا ترى بالعين البشرية أو المجردة.. بكل بساطة ذلك هو معنى
    الدين عند فيلسوف الشرق.. الفارس المتمرد.. الدكتور مصطفى محمود الذى حمل
    منذ الصغر أسئلة الشك التى عبرت بحار وجبال وأوطان الأديان السماوية
    والدنيوية ليصل إلى اليقين. كلنا يتذكر واقعته التى رواها مع واعظ وخطيب
    وإمام مسجد سيدى عز الرجال بطنطا الذى استخف بعقله وهو طفل صغير فكان
    سبباً فى رحلة الشك التى رافقته..

    ومنذ تلك اللحظات اكتسب الدكتور
    مصطفى محمود بداخله الإصرار الذى كان دافعه إلى تحقيق أحلامه بأن يكون
    مفكراً كبيراً يطرح رؤية جديدة تفيد البشرية وكان من بين هذه الأحلام أن
    يبحث فى عمق الدين الإسلامى ليخرج للعالم الإسلامى بنظريات دينية فلسفية
    مباحة وليست فلسفية ملحدة كما يظن البعض والتى كان من بينها تفسيره العصرى
    للقرآن الذى أثار جدلاً فى مصر والعالم العربى فقد كان هذا الكتاب الذى
    أراد فيه أن يطرح رؤية جديدة لتفسير الآيات الكونية سبباً فى تحامل الكثير
    من الأئمة عليه..

    وهنا يقول مصطفى محمود:لم أكن فى يوم من الأيام
    رجل دين بل أنا فنان دخلت إلى رحاب الدين من باب الفضل الإلهى ومن باب
    الحب والاقتناع وليس من باب الأزهر الذى أقدره وأحترم بعض مشايخه ولكنى
    أرفض سياسة البعض منهم فى تفسير القرآن ومنهجية دراسة الدين الإسلامى التى
    فقدت بريقها.. ومن هنا كان حكمى دائما حكم الشاعر وليس الشيخ أو الفقيه..

    بل
    فقط الشاعر الذى أحب الله فكتب فى عشقه قصيدة وبنى له بيتا ولكنه ظل دائما
    الفنان بحكم الفطرة والطبيعة وذلك الفنان الذى مملكته الخيال والوجدان
    وكان دائما ضعفى وقوتى فبهذه الروح النقية أحببت أن يقرأنى الناس فما
    تصورت نفسى أبدا مفسراً لقرآن أو حاكما فى قضية فقه أو شريعة وإنما كانت
    مجرد محاولات من مفكر تحتم عليه أن يقدم للبشرية كل ما هو مفيد ودائما
    يكون دوره لا يزيد على إثارة العقل وإخراجه من رقاده وإيقاظ القلب من موته
    فقد كان كتاب «الله والإنسان» الذى تكلمت بشأنه من قبل أول أعمالى والذى
    أثار جدلاً واسعاً وبسببه وجه لى أول اتهام بالكفر

    ولكنى بعد أن
    تخطيت مرحلة الشك ووصلت للإيمان واليقين واجهت أخطائى بشجاعة لإيمانى بأن
    الاعتراف بالخطأ صدق مع النفس، وإيمانا بهذه المبادئ كان إصرارى الشديد
    على أن يحذف هذا الكتاب بعد ذلك من مجموعة أعمالى الكتابية والأدبية
    والفكرية والفلسفية ولكن كنت أحدث نفسى كثيرا كيف أمر بكل هذه التجارب
    الصعبة دون أن أقصها على الناس ليستفيدوا منها وحتى تكون طريق هداية وتجنب
    الأخطاء لأبنائنا وجاءتنى الفكرة فى إعادة طباعة كتاب الله والإنسان ولكن
    بعد أن أجريت بداخله التعديلات التى تؤهله للنشر وبالفعل صدر تحت مسمى
    «حوار مع صديقى الملحد» ولاقى إعجاب الجميع ولكن لأن بعض أصحاب العمائم
    يستهويهم مشاغبتى فنادوا من فوق منابرهم بأن ذلك الكتاب اعتراف صريح منى
    بالكفر وأن ذلك الصديق الملحد كان هو أنا أيام الإلحاد ورحلة البحث ولكن
    كانت أعيرتهم اللفظية هذه المرة فشنك..

    ولم يستمع لهم أحد سواء من
    الشارع المصرى والعربى أو المسؤولين ولم أقدم لمحاكمة كما كانوا يطالبون
    بحجة دفع المجتمع للإلحاد وهنا يجب أن أوضح نقطة مهمة جدا وهى أنه من
    الممكن أن يغير الكاتب أو الباحث فى الطبعات المختلفة لكتبه ومؤلفاته عن
    الطبعات الأولى وذلك لاقتناعه بأفكار جديدة تلائم روح أو ظروف العصر لم
    يكن يعيها أو يتطلع إليها من قبل ولقد حاكمت نفسى من خلال هذا الكتاب
    وعرفت ما هى أخطائى وذلك لأنه لابد أن يراجع الكاتب أفكاره وأنا أؤمن بأن
    من يخطئ على الملأ يجب أن يتوب وينوب على الملأ أيضا..

     فالإنسان فى
    كثير من الأحوال خاطئ والقرآن هو الكتاب الوحيد الكامل كما قال الله
    ورسوله وهو الذى يؤخذ منه ولا يرد عليه أو يجادل فيه أحد ولهذا فقد فسرت
    بعض آيات وسور من القرآن وخرج فى كتاب تحت مسمى «القرآن تفسيرا عصريا»
    ولكن واجه نفس موجة الاعتراضات والتكفير وكانت هذه هى السمة الغالبة
    والموجودة تجاهى دائما من المشايخ فهم لا يريدون أن ينافسهم أحد وبالطبع
    لم يفهمه البعض وأخذوا المعنى خطأ وقد كنت أتكلم فيه حول قضية أن القرآن
    فى كل عصر يفض مكنونا جديدا ومن أجل هذا نقول إن القرآن لا ينتهى فيه كلام
    فهو ليس مثل أى مقال يكتب ويبرز مضمونه بعصره ولا يقرأ بعد ذلك ولكن
    القرآن مضمونه ثرى وغنى جدا ففى كل عصر يعطى لك معنى جديداً

    وأيقنت
    أن الطريق إلى الله وفى رحابه هو خير الطرق وأن اللجوء إليه هو أعظم وأجل
    ودائما كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى دعائه «اللهم بك انتصرت
    اللهم بك أصول اللهم بك أجول ولا فخر لى» فهو يعتبر فى كل حركة بالله
    سبحانه وتعالى ثم يأتى الرسول فى دعائه ويقول «اللهم إنى أعوذ بعفوك من
    عقابك اللهم أعوذ برضاك من سخطك اللهم أعوذ بك منك» وقد نتساءل على عبارة
    الدعاء الأخيرة وهى اللهم أعوذ بك منك وتقول كيف؟

    وفى هذه المقولة
    كنت أفسر أن الذى خلق الشيطان هو الله سبحانه وتعالى وهو أيضا خالق
    الميكروبات والسرطانات والموت وهو مفجر البراكين والزلازل وهو الضار
    النافع فبدلا من أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول أعوذ بك منك
    لا أحد غيره لأن الشيطان ما هو إلا جند من جنوده ومخلوق من مخلوقاته
    وبنفخة من الله يطير وهذا فى حد ذاته منتهى التوحيد وما خرج كتابى يحمل
    هذه المعانى إلا وظهرت موجة جديدة من التكفير تطاردنى بعد أن كانت اختفت
    لبعض السنوات وطالبت نفس الفرقة بتكفيرى وإعدامى بالرغم من أن هناك فئة
    اقتنعت بتلك التفاسير وكانوا علماء فى مجال التفسير.

    وأيضا
    حمل كتاب التفسير العصرى للقرآن تفسير بعض الآيات الكونية التى تتحدث عن
    النجوم والفلك والقمر والليل والنهار والكون والطبيعة وقلت فى تفسيرى لها
    إنها لم تكن مفهومة فى عصرها لأن السلف الصالح لم تكن لديهم الخلفية
    العلمية لعلوم الفلك وأيضا لم يكن ظهر فى عصرهم الأجهزة الدقيقة والعلم
    المتقدم الذى أصبح فى عصرنا يحمل صاروخ الرجل إلى القمر والكواكب الأخرى
    ولكن الآن أصبحت مفهومة ويمكن تفسيرها بشكل أعمق وأصدق وفسرت هذا بأنه
    العطاء الجديد للقرآن الكريم ولكن المهاجمين لى حملوا مشاعل الثورة ضدى
    وقالوا كيف يفسر القرآن وهو ليس بأزهرى ويرتدى بدلة ولا يرتدى الجلباب
    فكنت أضحك من حجتهم هذه وأقول يا حسرتاه على الدين الذى تتحكم فيه وتدرسه
    لأبنائنا تلك العقول التى لا أجد كلمة فى قاموس الوصف تصف أحوالهم..

    لكنى
    كنت دائما أرد عليهم «أنا الذى لم أتعود الرد والدفاع عن نفسى أبدا وأترك
    من يتكلم ينبح لأن الزمن سيثبت صدق نظرياتى» بعد أن يفيض بى الكيل أقول
    «تقولون إنكم ترفضون تفسيرى للقرآن وتدخلى فى شؤون الدين لأننى لست أزهريا
    ولا أنتمى إلى هيئة تدريس من علماء العالم الإسلامى فيقولون نعم.. فأقول
    ما قولكم فى سيدنا أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعقبة
    بن نافع إلى آخر الصحابة.. فيقولون لا غبار عليهم.. يعنى لم يتخرجوا من
    الأزهر الشريف ومع ذلك تأخذون العلم عنهم فكانوا يصمتون!!

    ولكن
    أكثر ما تأثرت كثيرا فى موجة كتاب «تفسير القرآن» عندما هاجمتنى بنت
    الشاطئ رغم أننى بعد أن اجتهدت وكتبت لم أشرع فى طباعة الكتاب قبل أن
    أعطيها نسخة منه لتطلع عليها وتقول رأيها فيه وذلك لأنى كنت أقدر وأعتز
    بآرائها فى قضايا الدين فهى كانت عالمية فى مجالها بمعنى الكلمة وفوجئت فى
    أحد الأيام باتصال تليفونى تطلب منى زيارتها فى منزلها فذهبت وعلى الفور
    وبمجرد أن شاهدتنى قالت لى «إيه الأسلوب الرائع ده.. اجتهاد رائع.. وعمل
    تحسد عليه..

    وسيلاقى إعجاب الجميع» وقالت «اخترت للكتاب اسم ولا
    لسه فقلت لها هيكون شرف ليه لو اقترحتى عليه اسم» فقالت اسمع سمه «التفسير
    العصرى للقرآن» وبالطبع الاسم أعجبنى كثيرا وعلى الفور أطلقته على الكتاب
    ولكنى تأثرت كثيرا وكنت أسأل نفسى لماذا فعلت هذا وهى من أطلق على الكتاب
    اسمه وهو دليل على أنها اقتنعت بمضمونه الذى يحمل رؤية جديدة للتفسير فقد
    أحزننى كثيرا هجومها على وعلى الكتاب فى جريدة الأهرام التى قالت فية
    «إننا لا يجب أن نتورط إلى المزلق الخطر الذى يمكن أن يتسلل إلى عقول
    أبناء هذا الزمان وضمائرهم فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم
    الطب والتشريح والرياضيات والذرة فليس صالحا لزماننا ولا جديراً بأن تسيغه
    عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصرى هكذا باسم العصرية نغريهم بأن
    يرفضوا فهم القرآن كما فهمه الصحابة فى عصر البعث ومدرسة النبوة ليفهموه
    فى تفسير عصرى من بدع هذا الزمان»

    واتهمتنى بأننى نموذج لمن
    يتكلمون فى القرآن بغير علم وأنها تخشى على الدين الإسلامى والقرآن الكريم
    من بدع التأويل بالرأى والهوى وأخرجت كتاباً كاملاً تهاجمنى فيه ولم أعرف
    حتى اليوم سر هذا العداء الرهيب الذى حملته لى رغم أنها وافقت على الكتاب
    قبل طباعته وقالت تفسيرك عصرى وجميل ولذلك أطلق اسم التفسير العصرى على
    كتابك «وهجوم بنت الشاطئ وكتابها سيكون موضوع حلقة قادمة»..

    ثم
    حدث هجوم رهيب ضدى وضد كتابى من الجماعات الإسلامية وتعرضت للتهديد بالقتل
    منهم أكثر من مرة عن طريق التليفون وعن طريق خطابات البريد وكنت أعيش فى
    حالة من القلق والحياة غير المستقرة ليس خوفاً على حياتى ولكن على حياة
    أبنائى..

    فأنا تعودت على تلك الحياة المليئة بالمغامرات ولكن
    انتهى الهجوم كما يحدث دائما بعد أن استقر العلم وأصبح اتجاها مستقرا فى
    الأذهان برغم أنف الجميع لأننى حين قلت التفسير العلمى فإننى لا أعنى بذلك
    القرآن ككل وإنما الآيات الكونية وهى آيات محدودة وتتناول الفلك والنجوم
    والسماوات والجبال فلابد أن يظل باب الاجتهاد مفتوحاً وغير مقصور على فئة
    معينة من الناس فلا يمكن أن يحصل رجل الدين فى الإسلام على مكانة الحاخام
    عند اليهود أو البابا فى المسيحية أو الخومينى عند الشيعة حتى يصبح له
    مكانة أكبر من الإله ويشرع على أهوائه ويكفر من يشاء فرجل الدين له
    احترامه ومنزلته ورمز للإسلام

    ولكنه ليس إلها أو نبياً مرسلاً ومن
    الطبيعى أن يحمل نظريات خاطئة وليس الدين مقصوراً عليه وحده فمازلت لا
    أعلم لماذا يغضب هؤلاء رغم أن علم الفلك ليس تخصصهم والآيات الكونية أيضا
    ليست تخصصهم وهؤلاء يتصورون أن القرآن نزل للسلف ولقريش فقط وهذا غير صحيح
    فنحن مدعوون لأن نتدبر القرآن والله سبحانه وتعالى يدعونا لأن نتدبر «ولقد
    يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر» وإذا كان هؤلاء يؤمنون بالتخصص فكل ما
    ورد فى الموضوعات العلمية والفلكية لا يدخل فى تخصصهم.

    وبعد
    كل ما دار من أزمات ومواجهات وإصرارى على مواجهتها بشجاعة لأثبت صحة رؤيتى
    المختلفة لتفسير القرآن.. كان كتابى التفسير العصرى للقرآن وباعتراف
    الصديق والعدو هو البوابة التى حطمت احتكار الدين على أصحاب العمائم مرتدى
    العمة والكاكولة خريجى الأزهر الشريف الذى أقدره وأحترمه.. وكان هذا يعد
    بمثابة مبادرة ودعوة لدخول الكثير من المجتهدين بعد ذلك وربما نرى بعضهم
    على الساحة الإعلامية الآن من الدعاة المودرن مرتدى البدل والكرافتات»..

    وقمت
    بعد ذلك بإصدار العديد من الكتب الخاصة بالدين الإسلامى والأديان الأخرى
    بداية بكتاب الله والسر الأعظم ورأيت الله والتوراة والإنجيل والبهائية
    قبل أن يعرفها الناس ويظهر أتباعها على الساحة الإعلامية، والكثير من
    الأعمال الأخرى حتى وصلت مجموعة مؤلفاتى اليوم إلى تسعة وتسعين كتاباً
    ولكن لم يقف اجتهادى عند هذا الحد الذى مازلت أعتبره بسيطاً.



      الوقت/التاريخ الآن هو 29/3/2024, 1:53 am