منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
هل بات العرب ظاهرة استهلاكية ؟ Support


    هل بات العرب ظاهرة استهلاكية ؟

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : هل بات العرب ظاهرة استهلاكية ؟ Pi-ca-10

    هل بات العرب ظاهرة استهلاكية ؟ Empty هل بات العرب ظاهرة استهلاكية ؟

    مُساهمة من طرف ابو انس 10/1/2011, 5:58 am

    هل بات العرب ظاهرة استهلاكية؟!

    «احتفلت شركة "فولكس فاجن" الألمانية للسيارات بإنتاج السيارة رقم 11111111 ضمن احتفالات الشركة بحلول العام الجديد، وتم تصنيع السيارة صاحبة الرقم المميز الأربعاء في مصنع الشركة في مدينة فولفسبورج الألمانية، وبهذه المناسبة قال مدير الإنتاج بالشركة هوبرت فالتل: "إنتاج أكثر من 111 مليون سيارة يحتاج لخبرة هندسية وتقنية عالية"، وبدأت فولكس فاجن التي تعد ثالث أكبر مصنع للسيارات في العالم، الإنتاج عام 1945».

    أثار هذا الخبر حفيظتي وأنا أطالعه على مواقع الأخبار، وقذف في ذهني تساؤلات عنا نحن العرب المغاوير - الذين لا ينتجون سيارة واحدة على الإطلاق.

    ماذا نحن فاعلون، وما هو دورنا المعاصر؟..كان هذا تساؤل تقليدي طرأ على ذهني وأذهان الكثيرين من أبناء الطبقة المطحونة في المجتمعات العربية من محيطها إلى خليجها.. لقد قلبت صفحات المواقع الإخبارية أبحث عن دور لنا، لكني فوجئت بكم ضخم من الأخبار والأحداث والإحصاءات الغريبة والعجيبة، التي يدور جلها حول: جنون الاستهلاك، وفنون التبذير، وبراعة تبديد الثروات التي تعتمد على الموارد أكثر منها على عرق الجبين.

    ففي موقع العربية-نت تطالع الخبر التالي: أظهرت دراسة متخصصة في الكويت أن 93% من الكويتيين يترددون على المطاعم باستمرار وينفقون 1. 25 مليون دينار يومياً على الوجبات خارج البيت أو ما مجموعه 450 مليون دينار سنوياً وهو ما يعادل 1. 55 مليار دولار (دولار يعادل 0. 29 دينار كويتي).

    وبحسب مسح أجرته باحثة متخصصة في قطاع الاستهلاك فإن 47% من الكويتيين يترددون على المطاعم مرة في الأسبوع و22% مرتين وحوالي20% ثلاث مرات و6% يفعلون ذلك يومياً، بينما قال 5% إنهم نادرا ما يتناولون الأطعمة خارج منازلهم.

    ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية التي نشرت نتائج المسح، عن مسئول قسم الاقتصاد بكلية التعليم الأساسي الدكتور (هاني السيد) أن نسبة انتشار المطاعم في الكويت يعد مرتفعاً جداً بالمقارنة مع عدد السكان.

    وحينما فحصت الدراسة العوامل التي يبرر بها الكويتيون تناول الطعام خارج البيت خلصت إلى أنهم يشاركون في ثلاث عوامل هي: تمضية الوقت!، ولأن الآخرين يفعلون هذا!، ولأن البيت بعيد عن مكان العمل!.

    أما هذا السعودي المتأنق فلقد قدم عذراً أقبح من ذنب عن شكل من أشكال الصدقة التي خالطتها الشهرة.. ففي «موقع محيط» تقرأ الخبر التالي: رقم الجوال المميز «0536666666» بيع بمبلغ 560 ألف ريال دفعها رجل أعمال سعودي خلال مزاد لشركة الاتصالات السعودية خصص ريعه لثلاث جمعيات خيرية، وقال رجل الأعمال عبد الرحمن أحمد بغلف قوله عقب نهاية المزاد إنه اشترى أيضاً أرقاماً أخرى ليتجاوز إجمالي ما دفعه 700 ألف ريال، وأضاف بغلف دافعه للمشاركة في المزاد، هو أن ريعه سوف يذهب لجمعيات خيرية تعمل في خدمة المحتاجين من مرضى الفشل الكلوي والمعوقين والأيتام.

    وإليك هذا الخبر المستفز: «أردنية تنفق 42 ألف دولار للاحتفال بعيد ميلاد كلبها! »: أنفقت سيدة أردنية نحو 43 ألف دولار على حفل أقامته لمناسبة عيد ميلاد كلبها، ودعت إليه 250 شخصاً من أصدقائها يملكون كلاباً مدللة، ونقل موقع «عمان نت» الإلكتروني عن نائب سابق قوله: «هذا الحفل لم يكن في نيويورك أو سويسرا أو لندن، بل في الأردن الذي تبلغ نسبة الفقر فيه نحو 55% من مجموع السكان»! وأضاف: «تلك السيدة أنفقت ما يزيد على المبلغ المذكور للاحتفال ب****ها، علماً بأن هناك أكثر من هذا الرقم من الأردنيين الذين لا يملكون قوت يومهم».

    تجدر الإشارة إلى أنه انتشرت في الأردن في الآونة الأخيرة هواية اقتناء كلاب الزينة المنزلية في أوساط العائلات الغنية، ويصل سعر ال**** الواحد إلى 500 دولار، وأحياناً يرتفع إلى بضعة آلاف من الدولارات.

    أما في دولة الإمارات العربية المتحدة -الدولة المسلمة- فقد غرقت فئة في مستنقع التبعية ولم تعي فقه الولاء والبراء، هذا فضلا عن التفاهة والسفه في تبديد الثروات في عيد ليس عيدنا أصلا، حيث تطالعنا الأخبار بأن الإمارات تستعد لدخول موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بأغلى شجرة كريسماس (2011م) في العالم مرصعة بالمجوهرات الثمينة والأحجار الكريمة، وتقدّر قيمتها بأكثر من 11 مليون دولار، وأقام فندق «قصر الإمارات» في أبو ظبي أغلى شجرة كريسماس والتي يبلغ ارتفاعها 18 متراً، ومزينة بمجموعة من المجوهرات والساعات الثمينة المقدمة من «ستايل جاليري».

    وبلغ عدد المجوهرات التي استخدمت في تزيين الشجرة 181 قطعة، بينما يزيد سعر أغلى قطعة منها على ثلاثة ملايين درهم، وتتنوع القطع بين الأطقم والخواتم والأساور والساعات الثمينة، وهي مرصعة بالماس واللؤلؤ والزمرد، التي تم اختيارها من مقتنيات محال «ستايل جاليري».

    كما كشف تقرير صدر عن مركز المعلومات واتخاذ القرار في غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، أن متوسط إجمالي عدد تأشيرات العمالة المنزلية -حسب إحصاءات وزارة الداخلية- خلال عام 2007 في الإمارات، تجاوز83600 تأشيرة عمل، تسيطر الجنسيتان الإندونيسية والفلبينية على أكثر من 80% منها، وتتصدر الخادمات الفلبينيات المركز الأول مقارنة بالجنسيات الأخرى، وقال التقرير: تشكل نسبة العمالة المنزلية حوالي 5% من إجمالي سكان الدولة، وقد قدرت النسبة بحوالي 268 ألف عامل وفي إمارة أبو ظبي 6% من إجمالي عدد سكان الإمارة أي حوالي 120 ألف عامل.

    وحسب موقع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تعد هذه النسبة مرتفعة جداً، ويتحمل مسؤولياتها المجتمع الإماراتي، فبعض الأسر لديها عمالة منزلية أكثر من عدد أفرادها، ومعظم الأسر لديها عمالة تزيد على حاجتها، من قبيل التفاخر والتباهي!!

    ومن طريف ما طالعت أن مليارديراً عربياً سمع أن اليابان صنعت سيارة ناطقة، فأصر على استيراد واحدة، وكأي عربي جبل على المباهاة ولو بسيارة لم يصنع منها مسماراً واحداً، كان صاحبنا سعيداً بسيارته التي كانت تحدثه عن أحوال الطقس وأحوال الطريق والمطبات الصناعية وغير الصناعية التي تملأ شوارعنا، غير أن سعادته وصلت إلى ذروتها عندما اصطدم بعامود إنارة فأخبرته السيارة أن التلفيات قد تم إصلاحها عن طريق الكمبيوتر.. تشجع الرجل وانطلق بسرعة أكبر فهوت السيارة في أحد الأودية السحيقة، وبينما كان صاحبنا يطير بسيارته في الهواء، انتظر توجيهات سيارته التي قالت له بلسان عربي مبين: ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: 19]

    هذا غيض من فيض، والقائمة الإخبارية تطول وتطول..

    الإحصاءات تتحدث

    قد يرد البعض بأن هذه حوادث فردية أو قطرية، وظواهر عادية لا يخلو منها أي مجتمع، وقد يرى آخرون بأني حاقد على طبقة الأثرياء، بل وقد تجد من يتفلسف مبررا أن هذا من مقتضيات الواقع الذي تعيشه الفئة المترفة.

    لكني لا أجد مجال للرد إلا بسرد طرفاً من البيانات والأرقام المخيفة حول أوضاعنا الاقتصادية الإجمالية، حيث تؤكد الإحصاءات الحديثة عن العالم الإسلامي المنكوب أن نسبة السكان تحت مستوى خط الفقر 37% وأن معدل التضخم الإجمالي وصل إلى 14% ونسبة البطالة 19. 2%

    كما أن العرب ينفقون سنوياً: 20 مليار دولار على العطلات. 5. 4 مليار دولار على التدخين. 5 مليارات دولار على السحر والشعوذة، المصريون ينفقون 40 مليون جنيه يومياً على الكلام في الهاتف النقال، المرأة الخليجية تنفق 2 مليار دولار سنوياً على أدوات التجميل. 1. 7 مليار دولار على البحث العلمي يساوي ما تنفقه جامعة أميركية واحدة، ما يستهلكه الوطن العربي من غذاء يزيد عن إنتاجه بنحو عشرين مليار دولار سنوياً.

    رؤية واقعية

    إننا مجتمعات استهلاكية من الدرجة الأولى، لا هم لنا إلا الشراء، دون أن ندقق حتى في مكان الصنع ولا المكونات ولا الصلاحية أو طريقة الاستعمال، وأفضلنا من حاول أن يوهم نفسه بأنه صاحب مشروع منتج، فاكتفى بإعطاء المنتجات وجها عربيا بإضافات وتعديلات شكلية أكثر منها جوهرية، بل قل إن شئت أن جل شركات الإنتاج في بلادنا ما هي إلا شركات تجميع وتعبئة من الطراز الفريد التي استوردت كل الخامات والمعدات من الخارج ولبثت تجمع وتعبئ منتجاتها بمظهر قومي لا أكثر ولا أقل، وعلى قدر أهل العزم تؤتى العزائم!

    وفي الوقت الذي تعتبر فيه «القوة الشرائية» في الدول المتقدمة والصناعية معززا هاما للاقتصاد إلا أن الأمر يختلف تماما في دولنا النامية والمستوردة لجميع السلع أو أغلبها لأنها تعبر عن فوضى استهلاكية اختلط فيها المهم بالأهم، والكماليات بالضروريات، والشكليات بالجوهريات وكل هذا بالطبع يصب أرباحا طائلة في جيوب الدول المصنعة ويستنزف ثروتنا.

    التربية هي الحل

    إن ثقافة الاستهلاك تدور في مجملها -كما تعنيه كلمة ثقافة- على التربية، فالخلل التربوي في توظيف الثروة هو المعضلة الكبرى التي تدور حولها كل الأسباب التي تغذي ثقافة الاستهلاك لدينا.

    هذه التربية عملية شمولية يقوم عليها الرؤساء والوزراء والمدارس والمساجد والشيوخ والتربويون ورب الأسرة.. وكل ما هو معني بالأمة وقضاياها المصيرية.

    وهذه التربية لن تؤتي أكلها إلا إذا كانت مرتكزاتها قائمة على شريعتنا الغراء وملتنا الحنيفة التي أعلت من قيمة العمل والإنتاج وأوهنت من شأن الاتكالية والسلبية والتبعية، وهذا لأن للدين تأثيراً على القلوب أقوى من تأثير القوانين الوضعية واللوائح التنظيمية، فضلاً عن أنك لن تجد عملية تربوية أشمل ولا أكمل من التربية الربانية والسنن المصطفوية والروائع السلفية التي يزخر به تاريخنا التليد.

    ولعلنا ابتداء نتلمح قيمة العمل في تقديم القدوة قبل المقولة فيما رواه البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)) [البخاري: 2143] قال سويد: (يعني كل شاة بقيراط)، والقيراط من أجزاء الدينار، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود - عليه السلام - كان يأكل من عمل يده)) [البخاري: 1966] وفي رواية: (( وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده)) [البخاري، وشعب الإيمان للبيهقي: 1224] وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده)) [ابن ماجة 2138 وصححه الألباني]

    وهذه أمنا السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - كانت صاحبة حرفة الغزل وكانت أول زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاقًا به، حيث كانت هي «الأطول» يدًا؛ لأنها الأكثر تصدقًا، فعن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً، قالت: فكنا نتطاول أينا أطول يداً، قالت: فكانت زينب أطولنا يداً؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق،

    ولما مر عمر - رضي الله عنه - بقوم، فقال: ما أنتم؟ قالوا: متوكلون، قال: لا، بل أنتم متآكلون، إنما المتوكل من ألقى حبه في الأرض وتوكل على ربه، ولهذا كان عمر رضي اللّه - تعالى -عنه إذا نظر إلى ذي سيما سأل: أله حرفة؟ فإذا قيل: لا. سقط من عينه.

    كما أن من الصحابة الكرام من امتهن التجارة كأبي بكر الصديق، والحدادة كخباب بن الأرت والرعي كعبد الله بن مسعود، وصناعة الأحذية كسعد بن أبي وقاص، والخياطة كالزبير بن العوام.

    هذه هي ثوابتنا وهذا هو ديننا وتراثنا وحضارتنا وعقيدتنا التي أولى أن نتربى عليها ونستمد منها مفاهيمنا وثقافتنا، أما أن نأكل ما لا تزرعه أرضنا، ونلبس ما لا تنسجه سواعدنا، ونستخدم ما لا تصنعه أيدينا، فهذا نذير شؤم، وأمارة خطر يحدق بنا قد لا ينفك منه صغير ولا كبير، ولا غني ولا فقير.

    مكن الخلل

    ثمة عوامل عدة تقف وراء «الخلل التربوي» الذي أفرز هذه الثقافة الاستهلاكية الغريبة على حياتنا وحضارتنا وتعاليمنا:

    - أولها: الأنظمة الاستبدادية التي كرست ثروات الأمة في إغراق الشعوب بكافة المنتجات وتمطيط سياسة الدعم إلى كل ما هو هامشي في حياة الناس، من أجل إحداث نوع من الرخاء الوهمي الذي لم تصنعه أيديهم، وذلك كي تكمم هذه الأنظمة الأفواه، وتتلافى سخط شعبي قد يحرك الكثير من الملفات الشائكة عن الاستئثار بالسلطة، ومراجعة سياسات البذخ واستنزاف موارد الأمة وثرواتها، ومحاسبة القائمين على مقدرات هذه الأمة عن الإنجازات الحقيقة التي تجعلها في مصاف الأمم الرائدة.. والكثير من الملفات الحساسة التي تطال هذه الأنظمة بالدرجة الأولى.

    - ثانياً: العلمنة التي تبنتها معظم المؤسسات الرسمية، والتي أبعدت الأمة عن دينها مصدر عزتها، ومنبع كرامتها، وركيزة هويتها، وسبيل نهضتها، ومن ثم كرست في الناس الإفراط في التعلق بالمادة، والولع بالملذات والجري وراء الشهوات كنتيجة حتمية عند الانفلات من سياج القيم الدينية التي تحث على الجهد وإثبات الذات والبذل والإيثار والتقلل من المباحات النابع من سمو الغاية التي ينشدها المؤمن في الدنيا والآخرة.

    بل وأفرزت العلمانية العديد من الظواهر المرضية -حتى في المجتمعات التي نشأت فيها- كتغير مسار العملية التعليمة إلى اتجاه مادي بحت أفرز إنسانا أقرب إلى الآلية منه إلى الآدمية، بتنحية -أو على الأقل تهميش- المناهج الدينية في العملية التربوية، فالكيمياء والطبيعة والأحياء والرياضيات لا تصنع إنسانا، وإنما الذي يصنع إنسانية الإنسان القيم الدينية من صلاة وزكاة وصلة رحم وبر وتكافل.. وغيرها من المعاني النبيلة التي تحرك فينا مشاعرنا الوجدانية وتشعرنا بآدميتنا ونبل غايتنا. أما التربية العلمانية فقد ربت إنساناً مسخاً، يفقه من دنياه المادية أكثر بكثير مما يفقه عن تصوره للكون والحياة والغاية والهدف، وتخيم عليه أمية دينية قاتمة رغم شهادته الجامعية المرموقة، وما أشقى إنسانا لا تقود عجلة حياته المبادئ والثوابت المستمدة من عقيدة صافية ترجو له الخير والفلاح.

    أيضا كان من مفرزات العلمانية تشويه الرسالة الإعلامية التي نحت منظمومة القيم التربوية جانبا، ودأبت برامجها وأفلامها ومسلسلاتها وإعلاناتها على تأجيج الغرائز، وتعمد اختيار أجمل الفتيات وأرقي القصور والفيلات والمنتجعات والسيارات التي تسيل لعاب المشاهد المسكين.

    فضلا عن تقديم الصعاليك من أهل الفن والرياضة على أنهم رموز الأمة، وأصحاب الشهرة والثروة، في حين تم تهميش دور العلماء والفضلاء، حتى بات الصغير قبل الكبير لا يرى سبيلا للمجد إلا سبيل الفن أو كرة القدم.

    أيضاً اعتماد الاقتصاديات على الربا الصريح جريا وراء المكسب البحت دون النظر لحله أو حرمته، خلف شعوبا شهوانية لا تفقه إلا لغة الدينار والدرهم.

    - ثالثا: المؤامرة الغربية التي تستهدف أن تظل شعوب هذه الأمة طاحونة استهلاك تدير عجلات مصانعهم، فرغم أن حركات التحرر من الطغمة الاستعمارية قد أخرجت هذا الشوك الأليم من جسد الأمة، إلا أن جل هذه الحركات كانت شكلية أكثر منها جوهرية، وما غادر الاستعمار بلادنا إلا وقد نصب على الأمة من هم على شاكلته، ممن ولائهم الأكبر له، وانقلب الأمر حقيقة من استعمار عسكري ظاهري إلى استعمار فكري واقتصادي وسياسي باطني، ينفذ أجندة غربية مفادها قمع أي عملية تنموية حقيقة كي تظل هذه الشعوب المسكينة دائرة في فلك النموذج الغربي. الأمر الذي هيأ لأن تظل الأمة خاملة، تابعة، تستهلك ولا تنتج، لما في الإنتاج نوعا من الاستقلالية التي ترفضها هذه القوى وأذنابها.


    المصدر موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/4/2024, 5:56 pm