على طريقة الإعلان الساقط "تكون خاطب منى و مصاحب داليا" تمضي الأمور في مصر الآن ..
نستغرق في الحديث الصاخب عن احتمالات دخول عمرو موسى معمعة الانتخابات الرئاسية المقبلة ‘ ثم نصحو على خبر التمديد له كأمين عام للجامعة العربية بعد تدخل مصري على أعلى مستوى .
حديث هادر عن موسم الضربات العنيفة للأخوان المسلمين في سياق حرق الأرض تحت أقدام الجماعة بحيث لا يكون لها وجود في الانتخابات المقبلة ‘ ثم نفيق على صفقة كبيرة بين الجماعة و الحزب الوطني .. يعقبها حملة اعتقالات هي الأوسع بعد أنباء عن فشل الصفقة.
كلام جميل عن الأقصى المستباح و التصدي المصري الرسمي لعمليات تهويد القدس ‘ ثم خطوات عملية و احتفالات صاخبة بترميم معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود .. و كأن على رأسنا بطحة ‘ و نريد أن نثبت للعالم أننا متحضرون .
لا اعتراض على الإطلاق على الاهتمام و العناية بالآثار الدينية ‘ لكن كل ما نرجوه أن نكون عادلين ‘ ولا نكيل بمكيالين ‘ نغض الطرف و نقف متفرجين على ضم الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال ‘ دون أن يهتز لنا جفن ‘ بينما نقيم الأفراح و الليالي الملاح لترميم بن ميمون ‘ دون أن نحاول حتى أن نقول للناس من هو موسى بن ميمون في تاريخ الفكر الإنساني .. و بدلا من أن نبرز للعالم أنه تلميذ نجيب للفلاسفة المسلمين ‘ و على رأسهم ابن رشد ‘ حتى أن الشيخ مصطفى عبد الرازق و هو يكتب مقدمة لكتاب موسى بن ميمون عام 1936 صنفه كواحد من الفلاسفة المسلمين و طبيب في بلاط صلاح الدين الأيوبي.
لكن .. و لأننا نسلك و كأن على رأسنا بطحة ‘ و نقدم شهادات حسن السير و السلوك للكيان الصهيوني طوال الوقت صورنا قصة ترميم المعبد و كأنها هدية من الحكومة المصرية لإسرائيل .
من علامات عصر الزيرو أيضا ‘ أن نتصنع كلاما فخيما عن يوم الشهيد ‘ ثم نمنع الصغيرة "شروق" من الاحتفال بذكرى استشهاد عبد المنعم رياض يوم 9 مارس في موقع استشهاده بالاسماعيلية ‘ حيث توجهت "شروق" و زميلاتها و زملاؤها و من تجاوبوا مع دعوتها إلى مكان الاحتفال فقابلتهم قوات الشرطة لتصدهم و تعيدهم محبطين ‘ بل أن أيا من وسائل الإعلام لم تهتم بمعنى اللفتة الكبيرة من التلميذة الصغيرة ‘ أو تحتفي بها ‘ بينما أفرط الجميع في الاحتفال بعودة رامي لكح و استقالة منصور الجمال .
ولا تتوقف الحالة "الزيروية" عند هذا الحد ‘ إذ امتدت مظاهرها إلى منتخب مصر الكروي حيث يرفع اللاعب الفز محمد أبو تريكة قميصه في مباراة ليظهر عبارة "تعاطفا مع غزة" ثم و بعد عامين لا يرفع إصبعه بالاعتراض على فكرة اللعب في القدس المحتلة بتأشيرات إسرائيلية .. و أن يقول حسن شحاتة إن الموت أفضل له من مجرد التفكير في تدريب منتخب إسرائيل ‘ ثم حين تسأله الإذاعة البريطانية "لو طلب منك الرئيس مبارك أداء مباراة مع المنتخب الإسرائيلي لمصلحة السلام و الوطن" فيرد شحاتة بإجابة غامضة " ممكن لمصلحة السلام و الوطن لكن بعيدا عني " .
لم أجد مصر مرتبكة و متناقضة مع ذاتها كما أراها الآن .. إنه عصر الزيرو.
نستغرق في الحديث الصاخب عن احتمالات دخول عمرو موسى معمعة الانتخابات الرئاسية المقبلة ‘ ثم نصحو على خبر التمديد له كأمين عام للجامعة العربية بعد تدخل مصري على أعلى مستوى .
حديث هادر عن موسم الضربات العنيفة للأخوان المسلمين في سياق حرق الأرض تحت أقدام الجماعة بحيث لا يكون لها وجود في الانتخابات المقبلة ‘ ثم نفيق على صفقة كبيرة بين الجماعة و الحزب الوطني .. يعقبها حملة اعتقالات هي الأوسع بعد أنباء عن فشل الصفقة.
كلام جميل عن الأقصى المستباح و التصدي المصري الرسمي لعمليات تهويد القدس ‘ ثم خطوات عملية و احتفالات صاخبة بترميم معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود .. و كأن على رأسنا بطحة ‘ و نريد أن نثبت للعالم أننا متحضرون .
لا اعتراض على الإطلاق على الاهتمام و العناية بالآثار الدينية ‘ لكن كل ما نرجوه أن نكون عادلين ‘ ولا نكيل بمكيالين ‘ نغض الطرف و نقف متفرجين على ضم الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال ‘ دون أن يهتز لنا جفن ‘ بينما نقيم الأفراح و الليالي الملاح لترميم بن ميمون ‘ دون أن نحاول حتى أن نقول للناس من هو موسى بن ميمون في تاريخ الفكر الإنساني .. و بدلا من أن نبرز للعالم أنه تلميذ نجيب للفلاسفة المسلمين ‘ و على رأسهم ابن رشد ‘ حتى أن الشيخ مصطفى عبد الرازق و هو يكتب مقدمة لكتاب موسى بن ميمون عام 1936 صنفه كواحد من الفلاسفة المسلمين و طبيب في بلاط صلاح الدين الأيوبي.
لكن .. و لأننا نسلك و كأن على رأسنا بطحة ‘ و نقدم شهادات حسن السير و السلوك للكيان الصهيوني طوال الوقت صورنا قصة ترميم المعبد و كأنها هدية من الحكومة المصرية لإسرائيل .
من علامات عصر الزيرو أيضا ‘ أن نتصنع كلاما فخيما عن يوم الشهيد ‘ ثم نمنع الصغيرة "شروق" من الاحتفال بذكرى استشهاد عبد المنعم رياض يوم 9 مارس في موقع استشهاده بالاسماعيلية ‘ حيث توجهت "شروق" و زميلاتها و زملاؤها و من تجاوبوا مع دعوتها إلى مكان الاحتفال فقابلتهم قوات الشرطة لتصدهم و تعيدهم محبطين ‘ بل أن أيا من وسائل الإعلام لم تهتم بمعنى اللفتة الكبيرة من التلميذة الصغيرة ‘ أو تحتفي بها ‘ بينما أفرط الجميع في الاحتفال بعودة رامي لكح و استقالة منصور الجمال .
ولا تتوقف الحالة "الزيروية" عند هذا الحد ‘ إذ امتدت مظاهرها إلى منتخب مصر الكروي حيث يرفع اللاعب الفز محمد أبو تريكة قميصه في مباراة ليظهر عبارة "تعاطفا مع غزة" ثم و بعد عامين لا يرفع إصبعه بالاعتراض على فكرة اللعب في القدس المحتلة بتأشيرات إسرائيلية .. و أن يقول حسن شحاتة إن الموت أفضل له من مجرد التفكير في تدريب منتخب إسرائيل ‘ ثم حين تسأله الإذاعة البريطانية "لو طلب منك الرئيس مبارك أداء مباراة مع المنتخب الإسرائيلي لمصلحة السلام و الوطن" فيرد شحاتة بإجابة غامضة " ممكن لمصلحة السلام و الوطن لكن بعيدا عني " .
لم أجد مصر مرتبكة و متناقضة مع ذاتها كما أراها الآن .. إنه عصر الزيرو.