المنتديات الإسلامية
من طرف ابو انس 3/1/2012, 4:14 pmفن التغافل
كاتب المقال: عادل عبد الله هندي
المصدر : http://mohdat.com/play.php?catsmktba=14715
رحم الله سيدنا معاوية بن أبي سفيان، وتَذَكُّرِي لمعاوية تَذَكُّرٌ لشعرة كانت بينه وبين الرعية، إن هم شدوها أرخى، وإن أرخوْا شدَّها.
كثيرا ما يبحث الناس عن الخطوات العملية التي تساعدهم على ضبط الانفعال وثورة الغضب، بل لو تفكرنا في المشكلات اليومية والكبير منها نجد أن الغضب يحقق النسبة الأكبر في تفاقم هذه المشكلات.
فنحن (زوجا وزوجة) نحتاج في زماننا المليء بزخم الإعلام المضلل، وتفاهات الحياة، إلى شعرة معاوية اللبيب (شد وأرخي)، مهارة الشد والإرخاء، وهو ما يسميه علماء التنمية البشرية بالتفاوض: (مرة لي ومرة لك)؛ لتمشي الحياة وتسير الدنيا.
أيها الزوجان: لا يخلو إنسان من نقص - كما تعلمان - ومن المستحيل تماما أن يجد أي من الزوجين كل ما يريده من الآخر. ولهذا فعلى كل واحد منهما تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع.
قال عثمان بن زائدة: "قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل، فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل". وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل سمت الكرام".
فجميل أن نتغافل لنكسب من نحب، وجميل أن ينفش الطاووس ريشه وكأن لا أحد مكانه، هذا إذا أوهمناه أنه أضخم وأكبر.
موقفان في التغافل والتغافر أهديهما للزوج والزوجة:
موقف (1)
دخل عبد الله بيته، وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته، وهو متضايق مما حصل له، فلولا عناية الله لسقط على وجهه وكُسرت يده..يا الله! كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي؟
وصل إليها، فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة، وإذا هي قد أعدَّت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله، فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر عليها نفس الاسطوانة لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة؟ ونتنكَّد باقي يومنا!
أرى أنه من الأفضل أن أتغاضى ونتغافل قليلاً لنسعد كثيراً.
موقف (2)
انتظرت أمل مجيء خالد بعد انتهاء الحفلة التي دعيت لها، لكنه تأخر.مرت عشر دقائق.. ثم نصف ساعة على الموعد الذي اتفقا عليه، وبدأ المدعوون بالتناقص.. ثم مرت ساعة كاملة، ولم تبق إلا هي وأصحاب الدعوة الذين كانوا يجاملونها مع ما بدا عليهم من إرهاق.
يا إلهي أين أنت يا خالد؟ دائماً تحرجني بتأخرك، إنه لا يلتزم بالمواعيد بتاتاً.. لقد كدت أبكي من الخجل. أخيراً حضر.. ركبت السيارة بسرعة وهي ترتجف من الغضب، وقبل أن تفتح فمها أخبرها أنه قد طاف على سبع محلات تجارية ليشتري لها الجهاز الذي طلبته، ولأنه يفضل أن يختار أجود نوع فلم يكن يقنعه أي منتج حتى وصل آخر محل فوجد عنده هذا الجهاز، أنه في الخلف، هل انتبهتِ له عند ركوبك؟
التفت خلفها، فإذا الجهاز على المقعد الخلفي، هو طلبها تماماً.. مسكين أنت يا خالد ما أطيب قلبك!، لكنه مع ذلك أحرجني عند أقاربي، ولا بد أن أخبره أني متضايقة.
فكرت قليلاً.. إن عاتبته قد يغضب ويعلو صوته كالعادة وأنا الآن في غنى عن هذه المشاكل.. وإن تغاضي وسكت ارتحت ومضت سفينتنا على خير.. وهذا ما اخترت و
.
وصية حكيم
أعجبتني جدا وصية هذا الحكيم، يقول لابنته وقد أراد تزويجها:
يا بنيتي: "كوني له أمة يكن لكِ عبدا،
واجعلي بينكِ وبينه شعرة، إن هو شدها أرخي له، وإن هو أرخاها فشديها".
الزوجة العاقلة: هي من تجعل من قلبها سكنا لزوجها ومن بيتها طمأنينة لتعبه، ومن عقلها تفكيرا في مصلحته، ومن لسانها كلاما طيبا وابتهاجا، ومن ريحها بلسما ومسكا وعطرا، ومن نفسها زينة وطهارة ونقاء، ومن عطفها اعتراف بالجميل، ومن إيمانها إعانة على نوائب الدهر وكذا الزوج.
قيل لأعرابي: من العاقل؟ قال: الفطن المتغافل.
ما أجمل أن نتغافل أنا وأنت عندما تخطئ في حقنا وندع سفينة الحياة الزوجية تبحر بهدوء دون أن تتأثر بدوامات وعواصف الأخطاء.
مهارة:
يقولون في العامية: لا تقف على الواحدة،
بمعنى: كن متغافلا أحيانا لتسير مركب الحياة الزوجية في نهر الحياة.
كاتب المقال: عادل عبد الله هندي
المصدر : http://mohdat.com/play.php?catsmktba=14715
رحم الله سيدنا معاوية بن أبي سفيان، وتَذَكُّرِي لمعاوية تَذَكُّرٌ لشعرة كانت بينه وبين الرعية، إن هم شدوها أرخى، وإن أرخوْا شدَّها.
كثيرا ما يبحث الناس عن الخطوات العملية التي تساعدهم على ضبط الانفعال وثورة الغضب، بل لو تفكرنا في المشكلات اليومية والكبير منها نجد أن الغضب يحقق النسبة الأكبر في تفاقم هذه المشكلات.
فنحن (زوجا وزوجة) نحتاج في زماننا المليء بزخم الإعلام المضلل، وتفاهات الحياة، إلى شعرة معاوية اللبيب (شد وأرخي)، مهارة الشد والإرخاء، وهو ما يسميه علماء التنمية البشرية بالتفاوض: (مرة لي ومرة لك)؛ لتمشي الحياة وتسير الدنيا.
أيها الزوجان: لا يخلو إنسان من نقص - كما تعلمان - ومن المستحيل تماما أن يجد أي من الزوجين كل ما يريده من الآخر. ولهذا فعلى كل واحد منهما تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع.
قال عثمان بن زائدة: "قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل، فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل". وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل سمت الكرام".
فجميل أن نتغافل لنكسب من نحب، وجميل أن ينفش الطاووس ريشه وكأن لا أحد مكانه، هذا إذا أوهمناه أنه أضخم وأكبر.
موقفان في التغافل والتغافر أهديهما للزوج والزوجة:
موقف (1)
دخل عبد الله بيته، وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته، وهو متضايق مما حصل له، فلولا عناية الله لسقط على وجهه وكُسرت يده..يا الله! كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي؟
وصل إليها، فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة، وإذا هي قد أعدَّت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله، فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر عليها نفس الاسطوانة لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة؟ ونتنكَّد باقي يومنا!
أرى أنه من الأفضل أن أتغاضى ونتغافل قليلاً لنسعد كثيراً.
موقف (2)
انتظرت أمل مجيء خالد بعد انتهاء الحفلة التي دعيت لها، لكنه تأخر.مرت عشر دقائق.. ثم نصف ساعة على الموعد الذي اتفقا عليه، وبدأ المدعوون بالتناقص.. ثم مرت ساعة كاملة، ولم تبق إلا هي وأصحاب الدعوة الذين كانوا يجاملونها مع ما بدا عليهم من إرهاق.
يا إلهي أين أنت يا خالد؟ دائماً تحرجني بتأخرك، إنه لا يلتزم بالمواعيد بتاتاً.. لقد كدت أبكي من الخجل. أخيراً حضر.. ركبت السيارة بسرعة وهي ترتجف من الغضب، وقبل أن تفتح فمها أخبرها أنه قد طاف على سبع محلات تجارية ليشتري لها الجهاز الذي طلبته، ولأنه يفضل أن يختار أجود نوع فلم يكن يقنعه أي منتج حتى وصل آخر محل فوجد عنده هذا الجهاز، أنه في الخلف، هل انتبهتِ له عند ركوبك؟
التفت خلفها، فإذا الجهاز على المقعد الخلفي، هو طلبها تماماً.. مسكين أنت يا خالد ما أطيب قلبك!، لكنه مع ذلك أحرجني عند أقاربي، ولا بد أن أخبره أني متضايقة.
فكرت قليلاً.. إن عاتبته قد يغضب ويعلو صوته كالعادة وأنا الآن في غنى عن هذه المشاكل.. وإن تغاضي وسكت ارتحت ومضت سفينتنا على خير.. وهذا ما اخترت و
.وصية حكيم
أعجبتني جدا وصية هذا الحكيم، يقول لابنته وقد أراد تزويجها:
يا بنيتي: "كوني له أمة يكن لكِ عبدا،
واجعلي بينكِ وبينه شعرة، إن هو شدها أرخي له، وإن هو أرخاها فشديها".
الزوجة العاقلة: هي من تجعل من قلبها سكنا لزوجها ومن بيتها طمأنينة لتعبه، ومن عقلها تفكيرا في مصلحته، ومن لسانها كلاما طيبا وابتهاجا، ومن ريحها بلسما ومسكا وعطرا، ومن نفسها زينة وطهارة ونقاء، ومن عطفها اعتراف بالجميل، ومن إيمانها إعانة على نوائب الدهر وكذا الزوج.
قيل لأعرابي: من العاقل؟ قال: الفطن المتغافل.
ما أجمل أن نتغافل أنا وأنت عندما تخطئ في حقنا وندع سفينة الحياة الزوجية تبحر بهدوء دون أن تتأثر بدوامات وعواصف الأخطاء.
مهارة:
يقولون في العامية: لا تقف على الواحدة،
بمعنى: كن متغافلا أحيانا لتسير مركب الحياة الزوجية في نهر الحياة.
ااااااا بارك الله فيك
