كنت أعتقد أن السياسة ليست كلها تطبيقا لمقولة ميكيافيلي الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة" إلا أن كل الدلائل تؤكد على أن السياسة في أيامنا السوداء هذه قد فقدت كل ارتباطبالأخلاق والقيم والمبادئ ، وأصبحت فن النفاق والكذب ...
أن تكون السلطة هي هدف السياسة فهذا ما لا اختلاف عليه ، لكن أن يصبح كل شيء مباحا في سبيل الوصول إلى السلطة ، بما في ذلك أكثر الوسائل والأساليب لا أخلاقية وانحطاطا ، فهذا ما لا يجب أن يكون مقبولا . والمصيبة الكبرى أن هذا الذي يرفضه العقل والأخلاق والذي هو اليوم أمر مقبول تماما في عالم السياسة ، ما يجعل من هذه الأخيرة مستنقعا تفوح منه رائحة تزكم الأنوف . وفي عالمها الذي لا حدود لفساد أهله ، يصعب بل يستحيل أن تعثر للممارسات السياسية على أصل أو مرجع من عقل أو أخلاق ، إلا إذا اعتبرنا المنفعة والمنفعة فقط هي الأصل والمرجع .
هكذا يستطيع السياسي بكل بساطة أن يرمي مبادئه في سلة المهملات إذا كان الوصول إلى كرسي السلطة يقتضي ذلك . وكأن موهبة السياسي الأساسية هي أن يمتلك تلك الجرأة الوقحة على دفع ثمن السلطة مهما كان ، وما من أحد يدين هذا السلوك ، ففي ظل الثقافة السطحية السائدة وانعدام المرجعيات الفكرية والأخلاقية الفاعلة في الممارسات الاجتماعية ، يستطيع السياسي أن يعتلي سدة الحكم وأن يحكم حتى وإن كان على شاكلة المنحط "برلسكوني" على سبيل المثال وليس الحصر ..
في وطننا العربي الذي يشهد أحداثا دراماتيكية ، يظهر أن السلطة كما يراها طالبوها ليست أكثر من كعكة لذيذة يسيل لها اللعاب . وما لم تتغير هذه النظرة الوصولية التي لا تقيم أي اعتبار للمسؤولية ، وما لم يتم العمل على إعادة السياسة إلى أصلها الثقافي والفكري وتفعيل مرجعها الأخلاقي ، فإن المشهد السياسي العربي الجديد الآخذ بالتشكل في أكثر من بلد لن يكون أفضل من القديم .
أن تكون السلطة هي هدف السياسة فهذا ما لا اختلاف عليه ، لكن أن يصبح كل شيء مباحا في سبيل الوصول إلى السلطة ، بما في ذلك أكثر الوسائل والأساليب لا أخلاقية وانحطاطا ، فهذا ما لا يجب أن يكون مقبولا . والمصيبة الكبرى أن هذا الذي يرفضه العقل والأخلاق والذي هو اليوم أمر مقبول تماما في عالم السياسة ، ما يجعل من هذه الأخيرة مستنقعا تفوح منه رائحة تزكم الأنوف . وفي عالمها الذي لا حدود لفساد أهله ، يصعب بل يستحيل أن تعثر للممارسات السياسية على أصل أو مرجع من عقل أو أخلاق ، إلا إذا اعتبرنا المنفعة والمنفعة فقط هي الأصل والمرجع .
هكذا يستطيع السياسي بكل بساطة أن يرمي مبادئه في سلة المهملات إذا كان الوصول إلى كرسي السلطة يقتضي ذلك . وكأن موهبة السياسي الأساسية هي أن يمتلك تلك الجرأة الوقحة على دفع ثمن السلطة مهما كان ، وما من أحد يدين هذا السلوك ، ففي ظل الثقافة السطحية السائدة وانعدام المرجعيات الفكرية والأخلاقية الفاعلة في الممارسات الاجتماعية ، يستطيع السياسي أن يعتلي سدة الحكم وأن يحكم حتى وإن كان على شاكلة المنحط "برلسكوني" على سبيل المثال وليس الحصر ..
في وطننا العربي الذي يشهد أحداثا دراماتيكية ، يظهر أن السلطة كما يراها طالبوها ليست أكثر من كعكة لذيذة يسيل لها اللعاب . وما لم تتغير هذه النظرة الوصولية التي لا تقيم أي اعتبار للمسؤولية ، وما لم يتم العمل على إعادة السياسة إلى أصلها الثقافي والفكري وتفعيل مرجعها الأخلاقي ، فإن المشهد السياسي العربي الجديد الآخذ بالتشكل في أكثر من بلد لن يكون أفضل من القديم .