لكل شىء أو حدث، عيوبه، كما له مزاياه. ويمكننا أن ننظر إلى ما يحدث فى مصر اليوم، كونه عيوب أو مزايا، وفقاً لزاوية الرؤية. فما يحدث من كم غير مسبوق من الاختلافات فيما بين الأفراد أو الجماعات، فى مصر، هو بالتأكيد، أمر ليس وليد اللحظة، ولكن الانفجار الذى تولد من جراء ما حل بنا من تغيير، منذ 25 يناير الماضى، هو الذى أوقفنا مواجهين مع أنفسنا، المرآة، إن ما يحدث اليوم، وبالذات على مستوى الفتنة، التى تُظهر الاختلافات فى المجتمع المصرى، بأفظع صوره، يمكن أن تُشكل إما دروسا تؤخذ فى الاعتبار للقيام بأعمال سريعة للحيلولة دون الانفجار الأكبر، أو أن تُترك لتقوم بدورها، مُدمرة مصر، وللعياذ بالله!!
لقد مرت مصر بمراحل كثيرة، منتقلة ما بين هويات مختلفة، منذ أن قامت ثورة الضباط الأحرار عام 1952. كان هذا الانتقال ما بين تلك الهويات، سواء كانت القطرية أو القومية أو عبر القومية الدينية، يترنح ما بين الاختيار والإجبار الوطنى. ولكن المُلفت فى تلك الهويات المختلفة، هو أنه كلما تطرأ هوية ما، كان الحاكم، يبدو وكأنه تخلى عن هويات مصر الأُخرى. فعندما نكون مصريين، يبدو وكأننا لسنا عرباً، وعندما نبدو عرباً، يبدو وكأننا لسنا مصريين، وكأن تلك الهويات المجنبة، تنعدم لحظة الإعلان عن الهويات الأُخرى، وينطلق العامة "كالأطفال"، مختلفين فيما بينهم حول كوننا عرباً أكثر منا مصريين أو كوننا مصريين أكثر منا عرباً، وهكذا، ثم أتى إعلاء الهوية الدينية، لتزيد التقسيمات فيما بيننا، ليتكلم آخرون، وخاصةً بعد هزيمة 1967، حول أننا متدينين أكثر من كوننا مصريين أو عرباً!! ومع التطور التاريخى، ازدادت خلافات الهوية، رغم أننا كنا "دوماً"، نُشكل كل تلك الهويات معاًـ ولكن رؤية كل طرف نفسه مُمثلاً لهوية من تلك الهويات، جعل الناس تُدافع عن كل هوية وكأنها "الأنا"، فيما يُشبه الحرب المُراهقة، بينما كنا فى الواقع، نندفع خلف ما رُسم لنا من خارجنا، كى ننقسم لنصل إلى نقطة اللا عودة!!
إننا اليوم نمر بمرحلة غاية فى الحساسية، فى تاريخ مصر، وربما يُمكن القول، أننا لن نمر بمرحلة شبيهة منذ آلاف السنوات. واليوم، وبينما نمر بتلك المرحلة المفصلية، من تاريخ مصر، لا يُمكننا أن نُفكر بالشكل المُراهق الذى كنا عليه فى السابق، مدفوعين بفساد حكم يقوم على نظرية التفرقة فيما بيننا، من أجل السيادة على الأرض. إن من يستمر على هذا النهج، إنما يقوم بنفس اللعبة التى كانت فيما سبق من قبل الحزب الوطنى، من أجل مكاسب ذاتية وليس مكاسب للوطن فى مجمله وكل مواطنيه، دون تمييز!!
لقد آن الآوان أن ننضج، ونتجاوز مراهقتنا السابقة، فى الانجراف وراء "الطُعم" الذى كان يُلقى إلينا، فنتلقفه كالسمك الجائع، دون تفكير، حيث يبحث القادة، الذين هم بذلك ليسوا بقادة يقودون الناس لرفع وعيهم، عن السلطة ويجعلوا أتباعهم يتعاركون حولها، لقد آن الأوان، أن نعترف أننا كل تلك الهويات التى اختلفنا حولها، دون أن تطغى هوية فوق الأخرى إلا فى حيزها الطبيعى، فنحن مصريون فى الوطن كله وعرب كجزء من الأمة العربية ومسلمين أو أقباط أو بهائيين، فى مساجدنا وكنائسنا ومعابدنا، وبيننا وبين الله، لأن التحيز لدين، سيقسمنا، وينسينا هوياتنا الجامعة، كبشر ومصريين، بالأساس!! فمصر ليست مسلمة فقط وليست قبطية فقط وليست عربية فقط!! إن مصر كل تلك الهويات، مُدمجة فى بوتقة الوطن، وهى تجميع لشتى هويات الحضارة الإنسانية وهى مقر الإنسان المصرى ومُرحبة بضيوف مصر!! لقد كانت مصر دوماً واحة الاعتدال فى المنطقة، ومُعلمة العالم من وحى عطاء نهر النيل!! إن مصر متعددة الهويات، ولا يُمكن أن تطغى فيها هوية على الأُخرى وإلا كانت النهاية، لذلك التعايش فيها، ونهايتها ذاتها!!
يجب وأن نتوحد ونفوت الفرصة على خطة "أوديد ينون" الإسرائيلية المكتوبة فى فبراير 1982، أن تُفرقنا. لا يمكننا أن نقضى على ما أنجزناه، حتى اليوم، وإلا تعلقنا فى الهواء، بين عصرين، وقلنا يا ليت ما كان يعود، وهو ليس بعائد، بينما نحن اليوم فى أزمة، يجب وأن نخرج منها، بالتوحد ودمج هوياتنا، بعد أن تقاتلت كل هوياتنا دون مخرج، ولن يكون لها مخرج مستقبلى، لأن مصر لا يُمكن أن تنفرد بهوية واحدة، مهما حدث، وإن حدث، فسيكون المآل الانحلال، كما يريد الإسرئيليون لنا!!
إننا اليوم، أمام اختبار لا سابق له، ويجب الخروج منه باستخدام عقولنا، وإن استسلمنا، فإننا فى تلك الحال، إنما نقول، أن ما كان، كان على حق، ولم يكن ما يتكلم عنه مبارك، فزاعات، وما نحن إلا مغفلين!! يجب على المصريين اليوم أن يتوحدوا، أو يعترفوا بالنصر الإسرائيلى الكبير عليهم! إن من يستمر فى فعل ما يقوم به من تفريق بين المصريين، لكسب غنائم "وقتية"، كبيرة الثمن له، قليلة الثمن لمصر، إنما يلعب لصالح أعداء مصر، ولا يُعلى من قيمة دين ولا إنسان!! إن عدم قُدرتنا على التوحد فى الداخل، إنما يُديم بقائنا دويلة، رُغم أن مكانة مصر يستوجب عليها أن تُصبح دولة قوية وعظيمة ومتقدمة بحق!! إن من يعمل على تفتيت المصريين، يُضعف مصر فى الداخل والخارج، ولا يلعب إلا لصالح الشيطان، وليس الله أو الأديان!!
ومصر أولاً
لقد مرت مصر بمراحل كثيرة، منتقلة ما بين هويات مختلفة، منذ أن قامت ثورة الضباط الأحرار عام 1952. كان هذا الانتقال ما بين تلك الهويات، سواء كانت القطرية أو القومية أو عبر القومية الدينية، يترنح ما بين الاختيار والإجبار الوطنى. ولكن المُلفت فى تلك الهويات المختلفة، هو أنه كلما تطرأ هوية ما، كان الحاكم، يبدو وكأنه تخلى عن هويات مصر الأُخرى. فعندما نكون مصريين، يبدو وكأننا لسنا عرباً، وعندما نبدو عرباً، يبدو وكأننا لسنا مصريين، وكأن تلك الهويات المجنبة، تنعدم لحظة الإعلان عن الهويات الأُخرى، وينطلق العامة "كالأطفال"، مختلفين فيما بينهم حول كوننا عرباً أكثر منا مصريين أو كوننا مصريين أكثر منا عرباً، وهكذا، ثم أتى إعلاء الهوية الدينية، لتزيد التقسيمات فيما بيننا، ليتكلم آخرون، وخاصةً بعد هزيمة 1967، حول أننا متدينين أكثر من كوننا مصريين أو عرباً!! ومع التطور التاريخى، ازدادت خلافات الهوية، رغم أننا كنا "دوماً"، نُشكل كل تلك الهويات معاًـ ولكن رؤية كل طرف نفسه مُمثلاً لهوية من تلك الهويات، جعل الناس تُدافع عن كل هوية وكأنها "الأنا"، فيما يُشبه الحرب المُراهقة، بينما كنا فى الواقع، نندفع خلف ما رُسم لنا من خارجنا، كى ننقسم لنصل إلى نقطة اللا عودة!!
إننا اليوم نمر بمرحلة غاية فى الحساسية، فى تاريخ مصر، وربما يُمكن القول، أننا لن نمر بمرحلة شبيهة منذ آلاف السنوات. واليوم، وبينما نمر بتلك المرحلة المفصلية، من تاريخ مصر، لا يُمكننا أن نُفكر بالشكل المُراهق الذى كنا عليه فى السابق، مدفوعين بفساد حكم يقوم على نظرية التفرقة فيما بيننا، من أجل السيادة على الأرض. إن من يستمر على هذا النهج، إنما يقوم بنفس اللعبة التى كانت فيما سبق من قبل الحزب الوطنى، من أجل مكاسب ذاتية وليس مكاسب للوطن فى مجمله وكل مواطنيه، دون تمييز!!
لقد آن الآوان أن ننضج، ونتجاوز مراهقتنا السابقة، فى الانجراف وراء "الطُعم" الذى كان يُلقى إلينا، فنتلقفه كالسمك الجائع، دون تفكير، حيث يبحث القادة، الذين هم بذلك ليسوا بقادة يقودون الناس لرفع وعيهم، عن السلطة ويجعلوا أتباعهم يتعاركون حولها، لقد آن الأوان، أن نعترف أننا كل تلك الهويات التى اختلفنا حولها، دون أن تطغى هوية فوق الأخرى إلا فى حيزها الطبيعى، فنحن مصريون فى الوطن كله وعرب كجزء من الأمة العربية ومسلمين أو أقباط أو بهائيين، فى مساجدنا وكنائسنا ومعابدنا، وبيننا وبين الله، لأن التحيز لدين، سيقسمنا، وينسينا هوياتنا الجامعة، كبشر ومصريين، بالأساس!! فمصر ليست مسلمة فقط وليست قبطية فقط وليست عربية فقط!! إن مصر كل تلك الهويات، مُدمجة فى بوتقة الوطن، وهى تجميع لشتى هويات الحضارة الإنسانية وهى مقر الإنسان المصرى ومُرحبة بضيوف مصر!! لقد كانت مصر دوماً واحة الاعتدال فى المنطقة، ومُعلمة العالم من وحى عطاء نهر النيل!! إن مصر متعددة الهويات، ولا يُمكن أن تطغى فيها هوية على الأُخرى وإلا كانت النهاية، لذلك التعايش فيها، ونهايتها ذاتها!!
يجب وأن نتوحد ونفوت الفرصة على خطة "أوديد ينون" الإسرائيلية المكتوبة فى فبراير 1982، أن تُفرقنا. لا يمكننا أن نقضى على ما أنجزناه، حتى اليوم، وإلا تعلقنا فى الهواء، بين عصرين، وقلنا يا ليت ما كان يعود، وهو ليس بعائد، بينما نحن اليوم فى أزمة، يجب وأن نخرج منها، بالتوحد ودمج هوياتنا، بعد أن تقاتلت كل هوياتنا دون مخرج، ولن يكون لها مخرج مستقبلى، لأن مصر لا يُمكن أن تنفرد بهوية واحدة، مهما حدث، وإن حدث، فسيكون المآل الانحلال، كما يريد الإسرئيليون لنا!!
إننا اليوم، أمام اختبار لا سابق له، ويجب الخروج منه باستخدام عقولنا، وإن استسلمنا، فإننا فى تلك الحال، إنما نقول، أن ما كان، كان على حق، ولم يكن ما يتكلم عنه مبارك، فزاعات، وما نحن إلا مغفلين!! يجب على المصريين اليوم أن يتوحدوا، أو يعترفوا بالنصر الإسرائيلى الكبير عليهم! إن من يستمر فى فعل ما يقوم به من تفريق بين المصريين، لكسب غنائم "وقتية"، كبيرة الثمن له، قليلة الثمن لمصر، إنما يلعب لصالح أعداء مصر، ولا يُعلى من قيمة دين ولا إنسان!! إن عدم قُدرتنا على التوحد فى الداخل، إنما يُديم بقائنا دويلة، رُغم أن مكانة مصر يستوجب عليها أن تُصبح دولة قوية وعظيمة ومتقدمة بحق!! إن من يعمل على تفتيت المصريين، يُضعف مصر فى الداخل والخارج، ولا يلعب إلا لصالح الشيطان، وليس الله أو الأديان!!
ومصر أولاً