منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
واحة الشاعر العظيم المتنبى Support


5 مشترك

    واحة الشاعر العظيم المتنبى

    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 10:50 am



    سار أبو الحسين أحمد بن بُويه،
    الملقّب بمُعزّ الدولة، إلى
    كَرمان. وسبب ذلك أنّ عماد الدولة بن بويه وأخاه ركن الدولة لّما
    تمكّنا من
    بلاد
    فارس وبلاد الجبل، وبقي أخوهما الأصغر أبو الحسين أحمد بغير ولاية
    يستبدّ بها، رأيا أن يسيّراه إلى كَرمان،
    ففعلا ذلك، وسار إلى كَرمان في
    عسكر ضخم شجعان،؛ فلمّا بلغ السيرجان استولى عليها، وجبى أموالها
    وأنفقها
    في
    عسكره. وكان إبراهيم بن سيمجور الدواتيُّ يحاصر محمّد بن إلياس بن
    ألِيسع بقلعة هناك، بعساكر نصر بن أحمد
    صاحب خُراسان، فلمّا بلغه إقبال
    معزّ الدولة سار عن كَرمان إلى خُراسان، ونفّس عن محمّد بن إلياس،
    فتخلّص
    من
    القلعة، وسار إلى مدينة بَمّ، وهي على طرف المفازة بين كَرمان
    وسِجشسْتان، فسار إليه أحمد بن بويه،
    فرحل من مكانه إلى سِجِسْتان بغير
    قتال، فسار أحمد إلى جِيرَفْت، وهي قصبة كَرمان، واستخلف على بَمّ بعض أصحابه. فلمّا قارب جِيرفت أتاه رسول
    عليّ بن الزنجيّ المعروف بعليّ كلويه،
    وهو رئيس القُفْص، والبَلُوص، وكان هو وأسلافه متغلّبين على تلك
    الناحية،
    إلاّ
    أنّهم يجاملون كلّ سلطان يرد البلاد، ويطيعونه، ويحملون إليه مالاً
    معلوماً ولا يطأون بساطه، فبذل لابن بويه
    ذلك المال، فامتنع أحمد من قبوله
    إلاّ بعد دخول جِيرَفت، فتأخّر عليُّ بن كلويه نحو عشرة فراسخ، ونزل
    بمكان
    صعب المسلك، ودخل
    أحمد بن بويه جِيرَفت واصطلح هو وعليّ، وأخذ رهائنه وخطب

    له. فلمّا استقرّ الصلح وانفصل الأمر أشار بعض أصحاب ابن
    بويه عليه بأن
    يقصد
    عليّاً ويغدر به، ويسري إليه سرّاً على غفلة، وأطمعه في أمواله، وهوّن
    عليه أمره بسكونه إلى الصلح، فأصغى
    الأمير أبو الحسين أحمد إلى ذلك،
    لحداثة سنّه، وجمع أصحابه وأسرى نحوهم جريدة. وكان عليّ محترزاً ومَن
    معه
    قد وضعوا العيون
    على ابن بويه، فساعة تحرّك بلغتْه الأخبار، فجمع أصحابه

    ورتّبهم بمضيق على الطريق، فلمّا اجتاز بهم ابن بويه
    ثاروا به ليلاً من
    جوانبه، فقتلوا في أصحابه، وأسروا، ولم يُفلت منهم إلاّ اليسير، ووقعت بالأمير أبي الحسين ضربات كثيرة، ووقعت
    ضربة منها في يده اليسرى فقطعتها من
    نصف الذراع، وأصاب يده اليمنى ضربة أخرى سقط منها بعض أصابعه، وسقط
    مثخناً
    بالجراح
    بين القتلى، وبلغ الخبر بذلك إلى جِيرَفت فهرب كلّ من كان بها من
    أصحابه. ولّما أصبح عليّ كلويه تتّبع
    القتلى، فرأى الأمير أبا الحسين قد
    أشرف على التلف، فحمله إلى جِيرَفت، وأحضر له الأطباء، وبالغ في علاجه، واعتذر إليه، وأنفذ رسله يعتذر إلى أخيه
    عماد الدولة بن بويه، ويعرّفه غدر
    أخيه، ويبذل من نفسه الطاعة، فأجابه عماد الدولة إلى ما بذله، واستقرّ بينهما الصلح، وأطلق عليّ كلّ مَن عنده
    من الأسرى وأحسن إليهم
    .



     












    جَليدٌ عَلى عَتبِ الخُطوبِ إِذا اِلتَوَت



      



    وَلَيسَ عَلى عَتبِ الأَخلاءِ بِالجَلدِ





     












    أَتاني مَعَ الرُكبانِ ظَنٌّ ظَنَنتَهُ



      



    لَفَفتُ لَهُ رَأسي حَياءً مِنَ المَجدِ





     












    لَقَد نَكَبَ الغَدرُ الوَفاءَ بِساحَتي



      



    إِذاً وَسَرَحتُ الذَمَّ في مَسرَحِ الحَمدِ





     












    وَهَتَّكتُ بِالقَولِ الخَنا حُرمَةَ العُلى



      



    وَأَسلَكتُ حُرَّ الشِعرِ في مَسلَكِ العَبدِ





     












    نَسيتُ إِذاً كَم مِن يَدٍ لَكَ شاكَلَت



      



    يَدَ القُربِ أَعدَت مُستَهاماً عَلى البُعدِ





     












    وَمِن زَمَنٍ أَلبَستَنيهِ كَأَنَّهُ



      



    إِذا ذُكِرَت أَيّامُهُ زَمَنُ الوَردِ





     












    وَأَنَّكَ أَحكَمتَ الَّذي بَينَ فِكرَتي



      



    وَبَينَ القَوافي مِن ذِمامٍ وَمِن عَقدِ





     












    وَأَصَّلتَ شِعري فَاِعتَلى رَونَقَ الضُحى



      



    وَلَولاكَ لَم يَظهَر زَماناً مِنَ الغِمدِ





     












    وَكَيفَ وَما أَخلَلتُ بَعدَكَ بِالحِجا



      



    وَأَنتَ فَلَم تُخلِل بِمَكرُمَةٍ بَعدي





     












    أَأُلبِسُ هُجرَ القَولِ مَن لَو هَجَوتُهُ



      



    إِذاً لَهَجاني عَنهُ مَعروفُهُ عِندي





     












    كَريمٌ مَتى أَمدَحهُ أَمدَحهُ وَالوَرى



      



    مَعي وَمَتى ما لُمتُهُ لُمتُهُ وَحدي





     












    وَلَو لَم يَزَعني عَنكَ غَيرَكَ وازِعٌ



      



    لَأَعدَيتَني بِالحِلمِ إِنَّ العُلى تُعدي





     

    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الفارس 29/5/2010, 11:18 am

    العظيم المتنبي أحد فرسان الشعر العربي وهو من الشعراء المجيدن التي تتملكهم المعاني فالمعاني في
    قصائده أغزر ومعارفه في الحكم والآداب أكثر
                   إنـمـا الــتهنئـات للأكفـــاء         ولمـــن يــدني مـن البعــداء
                   وأنا منـك لا يهنـئ عضــو        بالمســرات سائـر الأعضاء
               أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت       وإذا نطقت فإنني الجوزاء
               وإذا خفيت علي الغبــي فعـاذر         أن لا تــراني مقلــة عمياء
               ونديمهــم وبهـم عرفنــا فضله          وبضـــدها تتبين الأشيــاء
              ولجدت حتي كدت تبخل حائلا          للمنتهــي والسرور بـكـــاء
              وهبني قلت هذا الصبح ليل            أيعمي العالمون عن الضياء
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 11:24 am

    ذا لَم تَجِد ما يَبتُرُ الفَقرَ قاعِداً فَقُم وَاِطلُبِ الشَيءَ الَّذي يَبتُرُ العُمرا

    هُما خَلَّتانِ ثَروَةٌ أَو مَنِيَّةٌ لَعَلَّكَ أَن تُبقي بِواحِدَةٍ ذِكرا
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 11:31 am

    أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ وَمِنِ اِرتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ

    وَمِنِ اِحتِقارِكَ كُلَّ ما تَحبو بِهِ فيما أُلاحِظُهُ بِعَينَي حالِمِ

    إِنَّ الخَليفَةَ لَم يُسَمِّكَ سَيفَها حَتّى بَلاكَ فَكُنتَ عَينَ الصارِمِ

    وَإِذا تَتَوَّجَ كُنتَ دُرَّةَ تاجِهِ وَإِذا تَخَتَّمَ كُنتَ فَصَّ الخاتِمِ

    وَإِذا اِنتَضاكَ عَلى العِدى في مَعرَكٍ هَلَكوا وَضاقَت كَفُّهُ بِالقائِمِ

    أَبدى سَخاؤكَ عَجزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ في وَصفِهِ وَأَضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ
    avatar
    جودة
    مشرف روابط العاملين بالخارج


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 789
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 14/06/2009
    واحة الشاعر العظيم المتنبى Creative_writer

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف جودة 29/5/2010, 11:48 am

    ممتاز يا ابو شادي.

    للعلم المتنبي هو اشعر من انجبت العربية و افصح من نطق بها من الشعراء في العصر الاسلامي قاطبتا.

    ان الذي نظر الاعمي إلى أدبي و اسمعت كلماتي من به صمم
    الخيل والليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم .

    ابو الطيب المتنبي يحتاج منا لألقاء الضوء عليه على صفحات المنتدى اكثر واكثر.

    و حتى نزيل عنه تهمة النفاق في مدحه سيف الدولة ثم ذمه بعد ذلك و نفس الامر الذي تكرر مع كافور الاخشيدي حين اوصله إلى عنان السماء ثم هجاه ابو الطيب بعد ذلك كما لم يهجو احد.

    متأكد انه سيكون موضوع اكثر من رائع في طل وجود (( ابو شادي ، الاستاذ العزيز الفارس، الأخ الموجي)). و تقبلوا مروري . و Embarassed
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 12:20 pm

    فلسفة الحياة لدى شاعر الحكمة والطموح

    أبو الطيب المتنبي، أعظم
    شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها،
    صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم
    وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء
    بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب
    العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد
    الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء
    والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف
    والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً
    من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326
    قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري
    أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده
    الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.
    لنتعرف على هذا الشاعر العظيم ونقترب أكثر من سيرة حياته:

    ظهور
    الموهبة الشعرية:

    هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي
    الكوفي الكندي. ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م. وتقع حالياً على
    مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلاء تقريباً. يقال إن
    والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها
    وهو طفل فربته جدته لأمه. قضى طفولته في كندة (304-308 هـ= 916-920م)،
    اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر
    صبياً، وهو في حوالي العاشرة، وبعض ما كتبه في هذه السن موجود في ديوانه.
    في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة، أقام فيها سنتين يكتسب
    بداوة اللغة العربية وفصاحتها، ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية
    الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن
    المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى
    الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ=921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة
    دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. اتصل في صغره بأبي الفضل في الكوفة،
    وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. كان أبو الطيب سريع الحفظ، فقيل أنه حفظ
    كتاباً نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه.

    من البادية إلى
    السجن:

    لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، اتجه خارجاً ليعمق تجربته في
    الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن
    مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل
    إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده،
    وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر
    ومدح رجال الكوفة وبغداد. غير أنه لم يمكث فيها إلا سنة، ورحل بعدها برفقة
    والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم،
    فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل
    فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام التقي
    القبائل والأمراء، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو
    والأمراء والأدباء. قيل أنه تنبأ في بادية السماوة بين الكوفة والشام فتبعه
    كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد، فأسره
    وسجنه سنة 323-324 هجرية، حتى تاب ورجع عن دعواه. كان السجن علامة واضحة
    في حياته وجداراً سميكاً اصطدمت به آماله وطموحاته، فأخذ بعد خروجه منه
    منهك القوى يبحث عن فارس قوى يتخذ منه مساعداً لتحقيق طموحاته. عاد مرة
    أخرى يعيش حياة التشرد والقلق، فتنقل من حلب إلى أنطاكية إلى طبرية.


    شاعر
    لا يقل عن الأمير منزلة:

    وفيها التقى ببدر بن عمار سنة 328 هجرية،
    وهو أول من قتل أسداً بالسوط، فنعم عنده حقبة من الزمن، راضياً بما لقيه
    عنده من الراحة بعد التعب والاستقرار بعد التشرد، إلا أنه أحس بالملل في
    مقامه وشعر بأنه لم يلتق بالفارس الذي كان يبحث عنه والذي يشاركه في ملاحمه
    وتحقيق آماله. فعاوده الضجر الذي ألفه والقلق الذي لم يفارقه، فسقم من
    حياة الهدوء ووجد فيها ما يستذل كبرياءه. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ منه
    شاعراً متكسباً كسائر الشعراء، وهو لا يريد لنفسه أن يكون شاعر أمير، وإنما
    يريد أن يكون شاعراً فارساً لا يقل عن الأمير منزلة. فلم يفقده السجن كل
    شيء لأنه بعد خروجه منه استعاد إرادته وكبرياءه. فالسجن أسهم في تعميق
    تجربته في الحياة، وتنبيهه إلى أنه ينبغي أن يقف على أرض صلبة لتحقيق ما
    يريده من طموح. لذلك أخذ يبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معه لتنفيذ
    ما يرسمه في ذهنه. أما بدر فلم يكن هو ذاك، ثم ما كان يدور بين حاشية بدر
    من الكيد لأبي الطيب ومحاولة الإبعاد بينهما، جعل أبا الطيب يتعرض لمحن من
    الأمير ومن الحاشية تريد تقييده بإرادة الأمير. لقد رأى ذلك إهانة
    وإذلالاً، عبّر عنه بنفس جريحة ثائرة بعد فراقه لبدر متصلاً بصديق له هو
    أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني في قوله : لا افتخار إلا لمن لا يضام.
    وعاد المتنبي بعد فراقه لبدر إلى حياة التشرد والقلق ثانية، وعبر عن ذلك
    أصدق تعبير في رائيته التي هجا بها ابن كروس الأعور أحد الكائدين له عند
    بدر
    .

    الاندفاع المخلص نحو سيف الدولة:

    ظل باحثاً عن أرضه
    وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو
    العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 ه، وعن طريقه اتصل بسيف الدولة بن
    حمدان، صاحب حلب، سنة 337 ه، انتقل معه إلى حلب فمدحه وحظي عنده. في مجلس
    هذا الأمير وجد أفقه وسمع صوته، وأحس أبو الطيب بأنه عثر على نموذج
    الفروسية الذي كان يبحث عنه، وسيكون مساعده على تحقيق ما كان يطمح إليه،
    فاندفع الشاعر مع سيف الدولة يشاركه في انتصاراته. ففي هذه الانتصارات أروع
    ملاحمه الشعرية، استطاع أن يرسم هذه الحقبة من الزمن وما كان يدور فيها من
    حرب أو سلم، فانشغل انشغالاً عن كل ما يدور حوله من حسد وكيد، ولم ينظر
    إلا إلى صديقه وشريكه سيف الدولة. فلا حجاب ولا واسطة بينهما. شعر سيف
    الدولة بهذا الاندفاع المخلص من الشاعر، واحتمل منه ما لا يحتمل من غيره من
    الشعراء، وكان هذا كبيراً على حاشية الأمير. ازداد أبو الطيب اندفاعاً
    وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة استطاع أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل
    إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء. وهو لا يرى إلا
    أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ
    إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه
    مطمئن إلى إمارة عربية يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه.
    وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن
    طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي
    الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم
    يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته Crying or Very sadية، إذ لم يكن يحس مداراة
    مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.


    خيبة
    الأمل وجرح الكبرياء:

    وهذا ما كان يغري حساده به فيستغلونه ليوغروا
    صدر سيف الدولة عليه حتى أصابوا بعض النجاح. وأحس الشاعر بأن صديقه بدأ
    يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى
    سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر وصديقه
    الأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل
    منهما. وأحس أبو الطيب بأن السقف الذي أظله أخذ يتصدع، وظهرت منه مواقف
    حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر
    بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها.
    وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالوية عليه بحضور سيف الدولة ولم يثأر له
    الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم
    يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف
    العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 ه ومنها:
    لا تطلبن كريماً بعد رؤيته. فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له،
    وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب
    الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد،
    وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم.
    فغادر حلباً، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب،
    ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي
    تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة من مصر حتى كادت الصلة تعود بينهما.


    الممدوح
    الجديد:

    فارق أبو الطيب حلباً إلى مصر وفي قلبه غضب كثير، وكأنه
    يضع خطة لفراقها ثم الرجوع إليها كأمير عاملاً حاكماً لولاية يضاهي بها سيف
    الدولة، ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في
    رأسه ظل يقوي وأظنه هو أقوى الدوافع. دفع به للتوجه إلى مصر حيث كافور
    الذي يمتد بعض نفوذه إلى ولايات بلاد الشام. في مصر واجه بيئة جديدة
    ومجتمعاً آخر وظروفاً اضطرته إلى أن يتنازل في أول الأمر عما لم يتنازل
    عنه. ثم هو عند ملك لا يحبه، ولم يجد فيه البديل الأفضل من سيف الدولة إلا
    أنه قصده آملاً، ووطن نفسه على مدحه راضياً لما كان يربطه في مدحه من أمل
    الولاية، وظل صابراً محتملاً كل ذلك. وأخذ يخطط إلى أمله الذي دفعه للمجيء
    إلى هنا، ويهدأ كلما لاح بريق السعادة في الحصول على أمله، وهو حين يراوده
    نقيض لما يراه من دهاء هذا الممدوح الجديد ومكره يحس بالحسرة على فراقه
    صديقه القديم. في هذه البيئة الجديدة أخذ الشعور بالغربة يقوى في نفسه بل
    أخذ يشعر بغربتين غربته عن الأهل والأحبة، وعما كان يساوره من الحنين إلى
    الأمير العربي سيف الدولة. ويزداد ألمه حين يرى نفسه بين يدي غير عربي، إلا
    أنه حين يتذكر جرح كبريائه يعقد لسانه ويسكت. وغربته الروحية عمن حوله
    والتي كان يحس بها في داخله إحساساً يشعره بالتمزق في كثير من الأحيان. وظل
    على هذا الحال لا تسكته الجائزة، ولا يرضيه العطاء، وظل يدأب لتحقيق ما في
    ذهنه ويتصور أنه لو حصل عليها لحقق طموحه في مجلس كمجلس سيف الدولة تجتمع
    فيه الشعراء لمدحه، فيستمع لمديحه وإكباره على لسان الشعراء، بدلاً من أن
    يؤكد كبرياءه هو على لسانه. ولربما كان يريد إطفاء غروره بهذا. إلا أن
    سلوكه غير المداري وعفويته مثلت باباً سهلاً لدخول الحساد والكائدين بينه
    وبين الحاكم الممدوح، ثم حدته وسرعة غضبه وعدم السيطرة على لسانه. كان كل
    ذلك يوقعه في مواقف تؤول عليه بصور مختلفة وفق تصورات حساده ومنافسيه.
    وأكاد أعتقد أنه كان مستعداً للتنازل عن كل جوائزه وهباته لمن كان يتصور
    أنه كان يريد أن يتربع على عرش الشعر من أجل جائزة كافور وعطائه، ثم يصوره
    بصورة تشوه إحساسه وتزور مشاعره. وذلك هو الذي يغيظه ويغضبه ويدفعه إلى
    التهور أحياناً وإلى المواقف الحادة. كل ذلك يأخذ طابعاً في ذهن الحاكم
    مغايراً لما في ذهن الشا
    ع
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 12:23 pm

    صريح في الرضا والسخط:

    بدأت المسافة تتسع بينه وبين كافور، وكلما
    اتسعت كثر في مجالها الحاسدون والواشون، وكلما أحس الشاعر ولو وهما بانزواء
    كافور عنه تيقظت لديه آفاق جديدة لغربته، وثارت نفسه وأحس بالمرارة
    إحساساً حاداً. لقد أحس بأنه لم يطلب فوق حقه ولم يتصرف بما هو خطأ، لأنه
    لم يصدر منه تجاوز على حق أحد. إلا أن هذا التصور البريء في ذهن الشاعر
    بعيد عن واقع الصورة التي في ذهن حاشية كافور. وما يصل إلى كافور من أقوال
    عن الشاعر، وعادة المتملقين من الوجهاء يتوصلون إلى الحاكم بواسطة حاشيته
    وإغراء بعض أفرادها بأن يكونوا جسوراً بينهم وبين سيدهم. هذه الجسور قد
    تقطع عند الحاجة بين الحاكم وبين خصومهم. أما أبو الطيب فلم يحسن هذا اللون
    من التظاهر ولم يفكر فيه، وإنما كان صريحاً بكل شيء في رضاه وسخطه صريحاً
    بما يرغب دون احتيال ولا محاورة، فما دام يشعر بالحق طالب به دون تأجيل.
    هذه الصراحة كثيراً ما أوقعته في مواقف حرجة، عند سيف الدولة، وهنا أيضاً
    عند كافور. لذا صارت للمتنبي صورة سلبية في نفس كافور، وخشي على ملكه إذا
    أعطاه ما يمكنه من ذلك. ظل أبو الطيب يرغب ويلح في طلبه، وظل كافور يداوره
    ويحاوره. كافور يحسن الاحتيال والمداورة وأبو الطيب صريح لا يحسن من ذلك
    شيئاً حتى وصل إلى حالة لم يستطع بعدها أن يبقى صامتاً. وشعر كافور برغبته
    في مغادرته فظن أن تشديد الرقابة عليه وإغلاق الحدود دونه سيخيفه ويمنعه من
    عزمه، ويخضعه كما يفعل مع غيره من الشعراء بالترهيب حيناً والذهب حيناً
    آخر. إلا أن أبا الطيب لم يعقه ذلك كله عن تنفيذ ما عزم عليه بعد أن أحس
    باليأس من كافور، وندم على ما فعل بنفسه في قصده إياه، وهو عند أكثر
    أصدقائه إخلاصاً وحباً. وظل يخطط إلى الهرب ويصر على تحدي كافور ولو بركوب
    المخاطر حتى وجد فرصته في عيد الأضحى. وخرج من مصر، وهجاً كافوراً بأهاجيه
    المرة الساخرة. إن تحديه لكافور في هروبه وركوبه كل المخاطر، ثم هذه الطاقة
    المتفجرة من السخط والغضب في هجائه يدل على مبلغ اليأس والندم في نفسه،
    ويبدو أنه كان حائراً حين فارق سيف الدولة، وحاول أن يمنع نفسه من التوجه
    إلى كافور. إلا أنه رجح أمر توجهه إلى مصر بعد إطالة فكر. ويبدو أنه فكر
    بهذه النتيجة اليائسة من ملك مصر أراد أن يتقدم من نفسه على ارتكابه خطيئة
    التوجه إليه واحتمالها مدحه، والتقيد بأوامره حينا. فهو حاول بأي وجه أن
    يشعر بالانتصار على هذه السلطة، عندما تحداه في هروبه، وفخره بالشجاعة
    والفروسية في اقتحام المخاطر في طريقه إلى الكوفة في مقصورته: ضربت بها
    التيه ضرب القمار.

    مدح ابن العميد:

    بعد عودته إلى الكوفة،
    زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات.

    مدح
    عضد الدولة:

    ثم رحل إلى شيراز، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي.

    معركة
    العودة:

    ثم عاد من شيراز يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي
    جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً. فاقتتل
    الفريقان حتى قتل أبو الطيب وابنه محسد وغلامه مفلح (354 هـ= 965 م)
    بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد. وفاتك
    هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية
    المعروفة، وهي من سقطات المتنبي. وكان التمس منه خفارة لبعض الرجالة
    ليسلكوا به الطريق ويحموا عنه فلم يفعل، وقال معي سيفي ورمحي أخفّر. ويقال
    إن الذين خرجوا عليه من بني كلاب مع ضبة بن محمد العيني لما هجاه به: ما
    أنصف اليوم ضبُ. وكان الفرسان نحو خمسين فارساً، فقتل منهم جماعة وجرح
    جماعة وأثخن فيهم عدة، وقدرت الحرب من ضحوة إلى الأولى، ثم كلّ أبو الطيب
    وولده ومملوكه، فلما تطاول الأمر استرسل وظفروا به. فقتلوه وولده والمملوك.
    وأخذ جميع ما كان معه، ودفنوه في الموضع، وكان له قيمة كثيرة، ولم يكن
    طلبهم ما معه سوى نفسه. والذي تولى قتله منهم فاتك بن فراس بن بداد وكان
    قرابة لضبّة. ويقال أنه لما قرب منه فاتك كان معه عبد يقال له سراج، فقال
    له: يا سراج أخرج إليّ الدرع، فأخرجها ولبسها، وتهيأ للقتال، ثم قال هذه
    القصيدة.

    أفرغ الدرع يا سراج وأبصر ما ترى اليوم ها هنا من قتال
    فلئن
    رحت ف يالمكر صريعاً فلع للعالمين كل الرجال

    ثم قال له فاتك: قبحاً
    لهذه اللحية يا سبّاب. فقال فاتك ألست الذي تقول:

    الخيل والليل
    والبيداء تعرفني والطعن والضرب والقرطاس والقلم

    فقال أنا عند ذاك
    يابن اللخناء العفلاء. ثم قاتل وبطح نفساً أو نفسين، فخانته قوائم فرسه،
    فغاصت إحداها في ثقبة كانت في الأرض، فتمكن منه الفرسان وأحاطوا به وقتلوه
    واقتسموا ماله ورحله، وأخذوا ابنه المحسّد وأرادوا أن يستبقوه، فقال أحدهم
    لا تفعلوا، واقتلوه، فقتلوه. وحكى الشريف ناصر قال: عبرت على بدنه وكان
    مفروقاً بينه وبين رأسه، ورأيت الزنابير تدخل في فيه وتخرج من حلقه. أعاذنا
    الله من كل سوء ومكروه بمنّه وطوله. وكتب في سنة ثلث وثمانين وأربع مائة.


    عصر
    أبي الطيب:

    شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة
    العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. فقد كانت فترة
    نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في
    بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم
    من غير العرب. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت
    الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، ثم ظهرت
    الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة. لقد كان
    لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء
    والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام
    والمجتمع، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق
    وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف
    على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلاً يرتحل إلى غيره فإذا
    كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو
    ليفخر بصوته. في هذا العالم المضطرب كانت نشأة أبي الطيب، وعى بذكائه
    الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله، فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً
    شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في مستقبل الأيام أثمر عن عبقرية في
    الشعر العربي. كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه
    في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره،
    حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه
    مصرا ً: أبا عبد الإله معاذ أني. إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.

    نسب
    شريف:

    في نسب أبو الطيب خلاف، إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء
    بالكوفة، وقيل أنه ابن عائلة فقيرة، وقيل أن أصوله من كندة، وهم ملوك
    يمنيون. ودس خصومه في نسبه، لكن الأستاذ الشاعر محمد السويدي يرجح أن نسب
    أبو الطيب نسب شريف، واستدل على ذلك بالتحاقه في مدرسة الأشراف العلويين
    وهو صغير
    .
    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الفارس 29/5/2010, 12:42 pm



    يقول الثعالبي( ذكرت الرواة أنه ولد بالكوفة
    في كندة سنة 303 هجرية وأن آباه سافر به إلي الشام فلم يزل ينقله من باديتها إلي
    حضرها ومن مدرها إلي ووبرها ويسلمه إلي المكاتب ويردده في القبائل ومخايله نواطق
    الحسني عنه وضوامن النجح فيه حتي توفي أبوهوقد ترعرع أبو الطيب وشعر وبرع )



    أبو الطيب المتنبي علم من أعلام الشعر العربي
    بل هو الأشهرلم يبلغ أحد مبلغه من الشهرة في حياته ولا بعد مماته



    قيل أنه كان يحفظ ديوان ابي تمام والبحتري
    وإنه جمع شعر اب الرومي كله وجمع غيره من شعر النوابغ المهملين المتقدمين علي زمنه
    وأضاف



    إلي علمه باللغة علما بالفلسفة وأقوال
    المتكلمين والمعتزلة



    فإذا سمحنا للمبالغة بحصتها المعهودة في
    أمثال الروايات فما يبقي من صفة القدرة النادرة علي الحفظ كاف للتعريف بسعة محصوله
    من اللغة والعلم في حياة لم يفرغ فيها من المطالعة ولم يفارق فيها كتبه ودفاتره في
    حله وترحاله



    صفة أخيرة يوصف بها أبو المتنبي الكبرياء



    يقول المتنبي



    قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت لك  المهابة ماتصنع البهم



    أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن
    شحمه ورم



    وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده
    الأنوار والظلم



    إذا رأيت نيوب الليث     بارزة فلا تظنن أن الليث مبتسم



    يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيئ
    بعدكم عدم



    إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لاتفارقهم
    فالراحلون هم



    وشرر ما قنصته راحتي قنص شهب البزاة سواء فيه
    والرخم

    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 29/5/2010, 12:54 pm

    إن تَسْألونـي فالْبُكـاءُ جَـوابُ
    لا العيْنُ تَجْري لا الدُّموعُ نِضابُ

    *

    وَكَأَنَّ كُلَّ الْحُزْنِ أُوْجِدَ لي وَبـي
    وَكَأَنّ عَيْشِيَ في الحَياةِ عِقـابُ

    *

    ماذا أقولُ وقَدْ عَرَفْتُ بِمـا أرى
    أَنّ الشَّقاءَ على المُحِـبِّ كِتـابُ

    *
    ياحَسْرَةَ العِشْقِ الْمُعَنّى في الدُّنـا
    لَمّـا تُسَـدُّ بِوَجْهِـهِ الأبْــوابُ

    *
    قالوا أَحَبُّـوا والغـرامُ يُعيبُهُـمْ
    ياويحَهُم ْ وَهَلِ الغـرامُ يُعـابُ؟

    *
    مـاذا أرادوا أَنْ يُعَبِّـرَ عاشِـقٌ
    حَكَمَتْ مصيرَ غَرامِهِ الأنْسابُ؟

    *
    يأوي إلى ليْـلٍ يُناجـي سَمْعَـهُ
    هلاّ دُعـاءُ العاشِقيـنَ يُجـابُ

    *
    فيَرى بِأنّ الليْلَ مـوتٌ صامِـتٌ
    وَبِـأَنّ كُـلَّ نُجومِـهِ أنْـيـابُ

    *

    أيْـنَ السّبيـلُ لِعاشِـقٍ مُتَمَـرِّدٍ
    هَدّتْ بقايا جِسْمِـهِ الأوصـابُ

    *

    مِنْ عِشْقِ مَنْ وَهَبَ الإلهُ كَمالَها
    فتهيّـأَتْ لِفُتونِـهـا الأسْـبـابُ

    *

    لَوْ كُنْتَ تُبْصِرُها بِعَيْنِـكَ أحْمَـدٌ
    لَعَرَفْتَ كَيْـفَ تَفَنّـنَ الْوَهّـابُ

    *
    فأَقَلُّ ما في وَجْهِها شَمْس العلا
    وَأَقَلُّ ما فـي ثَغْرِهـا الْعِنّـابُ

    *
    تِلْميذُ شِعْرِكَ إنّمـا يـا سيِّـدي
    ما كُلُّ ما فَوَقَ التُّـرابِ تُـرابُ

    .
    .
    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-20
    واحة الشاعر العظيم المتنبى 1oooyty76

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 29/5/2010, 12:57 pm

    شوفو كده الحته دى بجد
    المتنبى الرائع يقول
    ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن
    يسيء بي فيه **** وهو محمود
    الله الله الله
    وشوفو
    ايها الافاضل



    المعنى: يقول : ما كنت أظن أن يؤخرني الأجل إلى زمان يسيء إلي فيه شر الخليقة وأنا أحتاج أن أحمده وأمدحه، ولايمكنني أن أظهر الشكوى.
    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الفارس 29/5/2010, 1:07 pm



















































    وكَــاتِمُ  الحُـبِّ  يَـوْمَ البَيْـنِ مُنهَتِـك
    _________________________


    وصــاحِبُ الـدمعِ لا تَخْـفَى سـرائِرهُ _________________________


    * * *

    إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ _________________________


    أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ _________________________


    * * *

    وَقَنِعـــتُ  باللُّقيـــا وأَوَّلِ نظــرَةٍ
    _________________________


    إن  القَليــلَ  مِــنَ الحَــبيبِ كَثـيرُ _________________________


    * * *

    ذَرِ  النَّفْسَ تَــأخُذْ وُسْـعَها قَبْـلَ بيْنِهـا
    _________________________


    فمُفْــتَرِقٌ  جــارانِ  دارُهُمـا العُمْـرُ
    _________________________


    وَلا  تحْسَــبنَّ المَجْــدَ زِقًّــا وقيْنَـةً
    _________________________


    فَمـا  المَجْـدُ إلا السَّـيْفُ والفَتْكـة البِكْرُ
    _________________________


    * * *

    إِذا  الفَضْـلُ لـم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ
    _________________________


    عـلى  هِبَـةٍ  فـالفَضْلُ فيمَـنْ لهُ الشُّكرُ
    _________________________


    ومَـنْ  يُنْفِـق السَّـاعاتِ فـي جَمْعِ مالِهِ
    _________________________


    مَخافَــةَ  فَقْــر  فـالَّذي فَعَـلَ الفَقْـرُ
    _________________________


    * * *

    وإِنِّـي رأَيـتُ الضُّـرَّ أحسَـنَ مَنْظَـرًا
    _________________________


    وأَهْـوَنَ مِـن مَـرْأَى صَغـيرٍ بِـهِ كِبْرُ
    _________________________


    * * *

    وَمــا  فـي  سَـطوةِ الأَربَـابِ عَيْـبٌ _________________________


    ولا  فـــي ذِلَّــةِ العُبْــدانِ عــارُ _________________________


    * * *
    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الفارس 29/5/2010, 1:09 pm



































    مَـن  كـان فـوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعُهُ
    _________________________


    فَلَيسَ  يرفَعُــهُ  شَــيءٌ ولا يَضَــعُ _________________________


    * * *

    إنَّ السِــلاحَ جَــميعُ النـاسِ تَحمِلُـهُ
    _________________________


    وَلَيس  كــلُّ ذواتِ المِخــلَبِ السَـبُعُ
    _________________________


    * * *

    تَصفُــو  الحَيــاةُ  لجِـاهِلِ أو غـافِل _________________________


    عَمَّــا مَضَــى فِيهــا وَمـا يُتـوقَّعُ _________________________


    ولِمَــن  يُغـالِطُ فـي الحَقـائِقِ نَفسَـهُ
    _________________________


    ويَسُــومُها  طَلــبَ المحـالِ فتطمَـعُ _________________________


    أيــن  الَــذي الهَرَمـانِ مـن بُنيانِـه _________________________


    مـا  قَومُـهُ  مـا يَومُـهُ مـا المَصـرَعُ
    _________________________


    تَتَخــلَّفُ  الآثــارُ عَــن أصحابِهـا _________________________


    حِينــاً ويُدرِكُهــا الفَنــاءُ فتَتبَــعُ
    _________________________


    * * *

    مــازِلتَ تَخلعُهـا عـلى مَـن شـاءها _________________________


    حَــتَّى لَبِســتَ اليَـومَ مـا لا تَخـلَعُ
    _________________________

    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-20
    واحة الشاعر العظيم المتنبى 1oooyty76

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 29/5/2010, 1:09 pm

    وكمان دى معلومة جديدة

    اذا ذكر المتنبي خطر بالبال أعظم شاعر عربي في التاريخ
    واذا ذكر المتنبي خطر بالبال الطموحات القاتلة
    التي تؤدي في بعض الأحيان إلي طريق مسدود.
    ان الطموحات بلا سقف قد تكون طريق الهلاك

    عرفنا أن أبا الطيب المتنبي قيل عنه أنه ادعي النبوة
    عندما كان في بداية بني ****، وكان عمره عشرين عاما عندما
    ذهب إلي البادية ليتعلم العربية من هؤلاء الذين يحبذونها
    بالفطرة، وأنه قد قبض عليه علي يد لؤلؤ أبوحمص وسجن،
    وبعد أن خرج من سجنه قرر أن يتقرب من الأمراء والحكام
    حتي يمكنه أن يعيش من عطاياهم كعادة الشعراء
    في مثل هذه العصور، وكان أشهر الأمراء في هذا
    العصر سيف الدولة الحمداني الذي يجتمع حوله
    العلماء والشعراء والأدباء.. ولحق به المتنبي
    بالفعل عام 337 ه، وأقام عنده قرابة تسعة أعوام،
    وفي هذه الأعوام التسعة تألق كشاعر وراودته أحلام السلطة والسلطان..

    والى لقاء
    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الفارس 29/5/2010, 1:11 pm






































    نَبكـي  عـلى  الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ _________________________


    جَــمَعَتهُمُ  الدُّنيــا  فلــم يَتَفَرّقُــوا
    _________________________


    * * *

    فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ نَفــائِسٌ _________________________


    والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ الأحْــمَقُ
    _________________________


    * * *

    وأَنْفَسُ  مــــا لِلفَتــــى لُبُّـــهُ _________________________


    وذو  اللُّــــبِّ يَكـــرَهُ إِنفاقَـــهُ _________________________


    * * *

    والغِنــى  فــي  يَــدِ اللئـيم قَبيـحٌ _________________________


    قَــدرَ  قُبــح الكَـرِيمِ فـي الإِمـلاقِ _________________________


    * * *

    وأَحـلَى  الهَـوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
    _________________________


    وفـي  الهَجْـرِ فَهـوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي
    _________________________


    * * *

    وإِطــراقُ طَـرفِ العَيـنِ لَيسَ بِنـافِعٍ
    _________________________


    إِذا كـانَ طَـرفُ القَلْـب لَيسَ بِمُطـرِقِ
    _________________________


    * * *

    وَمـا الحُسـنُ فـي وَجـهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ
    _________________________


    إِذا  لــم  يَكُـنْ فـي فِعلِـهِ والخَـلائِقِ
    _________________________

    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-20
    واحة الشاعر العظيم المتنبى 1oooyty76

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 29/5/2010, 1:16 pm

    المتنبى لة سلبيات كما الجميع
    صغاته الجسدية

    كان المتنبي فارع الطول، أسمر اللون، عريض الجبهة، مستقيم
    الأنف، يتسم بالكبرياء، والاعتداد بالنفس، واعتداؤه بنفسه،
    وحبه لذاته، وفخره بها، أكثر من حوله المساءلة.
    وكان المتنبي يحب سيف الدولة الحمداني، ويراه في نفس الوقت
    وسيلة لتحقيق ما تصبو إليه نفسه من مجد ومال وسلطان..


    كان المتنبي يعرف منزلته عند سيف الحمداني،
    ويعرف في نفس الوقت حقد الشعراء عليه وكراهيتهم له

    فهو يعتقد أنه شاعر لايمكن أن يبذه في عصره شاعر آخر،
    وأنه يمتلك الموهبة، ويمتلك القدرة علي التعبير، وأنه له
    أن يتطلع إلي منصب كبير يضفي عليه إلي جانب الشهرة السلطة،
    والمهابة التي تقترن بهذه السلطة، لأن شاعر بلا سلطة هو مجرد
    انسان يعيش كما يعيش غيره من الناس!
    ودليل نفاقة

    قيل أن سبب مغادرته مصر إلي مسقط رأسه في الكوفة.
    أن كافور كان قد وعده بحكم ولاية صيدا وعاش المتنبي يحلم
    بهذا الأمل، ولكنه كان أملا كاذبا، فلم يتحقق له هذا الحلم.
    . بل يبدو أن كافور كان يعلم علم اليقين أن المتنبي يتوق
    إلي أن يكون حاكما، فوعده بأن تكون صيدا من نصيبه،
    ولكنه كان مجرد وعد لم ينفذه كافور، بل أعطاه الأمل،
    وأصبح هذا الأمل مجرد سراب لمع في أفق حياته وعندما جاء
    ه لم يجد هناك شيئا سوي سراب خادع، فقرر أن يترك مصر بعد
    أن اكتشف خديعة كافور له، وبعد أن قرر أن يهجوه أشد
    الهجاء لتلاعبه في عواطفه وآماله وأمانيه

    فيرحل في عيد الأضحي لستة ثلثمائة وخمسين موليا وجهة
    نحو الكوفة مسقط رأسه، ومصوبا سهام هجائه إلي
    كافور متوجعا للعرب في مصر وغير مصر أن يسترقهم
    العبيد من أمثاله حتي ليقول ساخطا غاضبا حانقا:
    سادات كل أناس من نفوسهم
    وسادة المسلمين الأعبد القزم

    وكفاية كده
    صح
    avatar
    جودة
    مشرف روابط العاملين بالخارج


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 789
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 14/06/2009
    واحة الشاعر العظيم المتنبى Creative_writer

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف جودة 29/5/2010, 3:35 pm

    استاذي العظيم طارق جودة كتب

    عرفنا ان المتنبي افضل شاعر عربي بالتاريخ.

    اسمح لتلميذك ان يختلف معك يا استاذي العظيم . المتنبي اعظم شاعر عربي منذ صدر الاسلام.

    اما شعراء الجاهلية فلا و الف لا سيدي الفاضل.

    اين المتنبي (( في الفخر ايضا)) من شاعر شعراء العربية على الاطلاق (( امرء القيس))
    اين المتنبي من عنترة العبسي.
    طرفة بن العبد،، عمرو بن كلثوم.

    المعلقات تشهد على صحة كلامي سيدي و استاذي طارق جودة.
    من العدل ان ننصف في المدح قبل الهجاء،، لأن المبالغة في المدح قد تاتي بنتائج عكسية (( تذكر موضوع فارس الشعر الاول)) و قد العناء الذي بذل من اجل وضع الرجل (( نزار)) في موضعه الصحيح . دون اطراء او اجحاف. و تقبل مروري استاذي طارق جودة. و Embarassed
    الموجى
    الموجى
    الشخصيات الهامة
    الشخصيات الهامة


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 361
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 28/05/2009
    واحة الشاعر العظيم المتنبى Wesaam11

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف الموجى 29/5/2010, 5:37 pm

    اختلف الناس في أشعر الشعراء وتباينت آراؤهم فالبعض يفضل امرأ القيس والآخر يفضل النابغة أو زهير بن أبي سلمى.. وللوقوف على ذلك تتحفنا كتب التراث ومنها كتاب العقد الفريد لنقف عند أهم وأبرز الشعراء.
    قال النبي وذكر عنده امرؤ القيس بن حجر: هو قائد الشعراء وصاحب لوائهم.

    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للوفد الذي قدم عليه من غطفان.. ما الذي يقول:


    حلفتُّ فلم أترك لنفسك ريبة

    وليس وراء الله للمرء مذهب


    قالوا: نابغة بني ذبيان.. قال لهم: فمن الذي يقول هذا الشعر:


    أتيتك عارياً خلقاً ثيابي

    على وجل تظن بي الظنون

    فألفيت الأمانة لم تخنها

    كذلك كان نوح لا يخون


    قالوا: هو النابغة.. قال: هو أشعر شعرائكم.. ويقول ابن عبدربه: وما أحسب عمر ذهب.. إلا إلى أنه أشعر شعراء غطفان.. ويدل على ذلك قوله: هو أشعر شعرائكم..

    وسأل عمر بن الخطاب ابن عباس أن ينشده لأشعر الناس الذي لا يعاضل بين القوافي ولا يتبع حوشي الكلام فقال: من ذلك يا أمير المؤمنين؟.. قال: زهير بن أبي سلمى فلم يزل ينشده من شعره حتى أصبح..

    وكان زهير لا يمدح إلا مستحقاً، كمدحه لسنان بن أبي حارثة، وهرم بن سنان..

    وزهير هو القائل:

    وإن أشعر بيت أنت قائله

    بيت يقال إذا أنشدته: صدقاً

    فأحسن القول ما صدّقه الفعل.

    قالت بنو تميم لسلامة بن جندل: مجدنا بشعرك.

    قال: افعلوا حتى أقول.

    قيل للبيد: من أشعر الشعراء؟!

    قال: صاحب القروح.. يريد امرأ القيس..

    قيل له: فبعده من؟

    قال: ابن العشرين - يريد طرفة.

    قيل له: فبعده من؟!

    قال: أنا.

    وقيل للحطيئة.. من أشعر الناس؟

    قال: الذي يقول:

    من يسأل الناس يحرموه

    وسائل الله لا يخيب

    يريد عبيد بن الأبرص..

    وقيل لبعض الشعراء: من أشعر الناس؟!

    قال: النابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، وجرير إذا غضب.

    وقال أبو عمرو بن العلاء : طرفة أشعرهم واحدة.. يعني قصيدته:

    لخولة أطلال ببرقة ثهمد

    وفيها يقول:

    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً

    ويأتيك بالأخبار من لم تزود

    وأُنشد هذا البيت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا من كلام النبوة.

    وسمع عبدالله بن عمر رجلاً يُنشد بيت الحطيئة:

    من تأتيه تعشو إلى ضوء ناره

    تجد خير نار عندها خير موقد

    فقال: ذاك رسول الله! إعجاباً بالبيت يعني أن مثل هذا المدح لا يستحقه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    سُئل الأصمعي: عن شعر النابغة فقال: إن قلت ألين من الحرير صدقت، وإن قلت أشد من الحديد صدقت.

    قال جرير: أنا مدينة الشعر والفرزدق نبعته.

    قال بلال بن جرير: قلت لأبي: يا أبت، إنك لم تهج قوماً قط إلا وضعتهم إلا بني لجأ.. قال: إني لم أجد شرفاً فأضعه ولا بناء فأهدمه.

    وما لا يدرك غايته لا يوقف على حد منه.
    موضوع أكثر من رائع والرائع فيه مشاركاتكم التى اتحفتنا جميعا فإننا أعضاء المنتدى لفى غاية السعاده بوجود مثل هذه النخبة المثقفه المرهفة الحس أمثال الاستاذ فرج البربرى والاستاذ صلاح مؤنس والاستاذ طارق جوده والاستاذ ذوالرأى المتزن الاستاذجوده
    تقبلو مرورى وتحياااااااااااااتى
    avatar
    جودة
    مشرف روابط العاملين بالخارج


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 789
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 14/06/2009
    واحة الشاعر العظيم المتنبى Creative_writer

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف جودة 29/5/2010, 6:20 pm

    أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكندي. ولد في الكوفة عام 303 هـ في حي كندة فنسب إليه فقيل: الكندي، و إلا فهو جعفي من عشيرة جعفي المذحجية اليمنية.

    نشأ المتنبي بمدينة الكوفة، وقد كان أبوه فقيراً إلا أنه حرص على تعليمه وتثقيفه، وكانت مدينة الكوفة تزخر بالعلماء والأدباء، فتردد المتنبي على حلقات العلم، واستمع إلى رواة الشعر والأخبار، وكان ذكياً وهبه الله حافظة قوية ساعدته على حفظ أشعار العرب وأخبارها، مما كان له أكبر الأثر في شعره.

    وقد ذهب إلى البادية وأقام بين الأعراب، وأخذ عنهم اللغة العربية الصافية والأخلاق الأصيلة، فنشأ أعرابي الطبع معتزا بنفسه وقومه العرب، مما انعكس بعد ذلك على شعره وحياته.

    ونبغ المتنبي في الشعر وهو صغير، فتنقل بين بوادي العراق والشام يمدح زعماء القبائل.

    وقد أدى نبوغه المبكر وقوة شعره وما يكشف عنه هذا الشعر من طموح وأطماع إلى اتهامِه بادعاء النبوة عام 333 هـ، فسجنه والي حمص من قبل الِإخشيديين، وضيق عليه الخناق، فكتب المتنبي قصائد كثيرة إلى الوالي يستعطفه من غير ذلة، وينفي عن نفسه ادعاء النبوة، فأطلقه الوالي.


    وقد قيل: إن المتنبي قد ادعى النبوة فعلاً، وهذا زعم باطل، وإنما رماه حساده بهذه الدعوى، وتأولوا أبياته لتتفق مع زعمهم، كقوله:

    أنا في أُمةٍ تداركها اللـ
    ـهُ غَرِيْبٌ كَصَالِحٍ في ثَمُودِ

    وقوله:




    ما مُقامي بأرض نَخْلَة إلاَ
    كمقام المسيح بين اليهود


    أما تلقيبه بالمتنبي فقد أطلقه عليه بعض المعجبين بشعره رمزاً لعبقريته الشعرية، وأنه أتى في أشعاره بما لم يسبقه إليه غيره.

    وأصل المتنبي تنقله بين مدن الشام وبواديه حتى اتصل بأبي العشائر الحمداني والي إنطاكية من قبل سيف الدولة الحمداني، ومدحه بقصائد جميلة، فقدمه أبو العشائر إلى سيف الدولة. وهنا بدأت مرحلة جديدة من مراحل حياة المتنبي، حيث انتقل إلى حلب عاصمة سيف الدولة عام 337 هـ، ولازم سيف الدولة في سلمه وحربه، وفي حله وترحاله، وأصبح أكبر شعرائه وموضع الحفاوة والاحترام منه، قال فيه أعظم قصائده وهي القصائد المشهورة بالسيفيات (نسبة إلى سيف الدولة. وبلغ المتنبي في هذه المرحلة قمة عطائه الشعري وإبداعه الفني، واستمر في كنف سيف الدولة تسع سنوات، لكن الحساد والمنافسين للمتنبي من الشعراء الذين أخمل ذكرهم والأدباء الذين كثف جهلهم تألبوا عليه، وتولى كبر ذلك أبو فراس الحمداني الشاعر المشهور وابن عم سيف الدولة، وابن خالويه اللغوي النحوي ومؤدب سيف الدولة، وأخذوا يكيدون له عند سيف الدولة حتى أعرض عنه، فقال المتنبي مُعَرضاً بذلك وأنه ينوى مغادرة حلب:

    يا مَنْ يَعُزُّ علــيـنا أن نُفَارِقَهُم
    وِجْدَانُنَا كل شـيء بعدكم عَدَمُ

    إن كان سَرَّكُمُ ما قـال حَاسِدُنا
    فما لِجُرْحٍ إذا أرضـاكُــمُ أَلَمُ

    وبيننا- لو رَعَيْتُم ذاك- مَــعْرفَة
    إن المعارف في أهـل النـهى ذِمَم


    كم تَطْلِبُونَ لنا عَيْبَا فَيُــعْجِزكُم
    ويكره الله ما تأتــون والـكَرَمُ

    ما أبعدَ العَيبَ والنُقْصَانَ عن شَرَفِي
    أنا الثريا وَذَانِ الشًــيْبُ والهَرَمُ



    وبعدها رحل المتنبي عن حلب عام 346 هـ قاصداً كافورا الإخشيدي حاكم مصر.

    وفي مصر كان المتنبي يطمع في أن يجد عند كافور ما يعوضه عن فراق سيف الدولة، لكن كافوراً كان داهية يحسب لطموح المتنبي وأطماعه ألف حساب، فأغدق عليه المال، لكنه كان يراقبه ويُحْكم عليه الطوق. وكان المتنبي يطمح في أن يوليه كافور أمارة تكون خطوة في طريق تحقيق أحلامه في الحكم، لكن كافورا لم يوله شيئا، فأصبح المتنبي يمدحه بقصائد تحتمل المدح والذم. ثم قرر الهرب من مصر فغادرها ليلة عيد الأضحى عام 350 هـ وهجا كافورًا هجاء مقذعًا، وذهب إلى الكوفة ومنها إلى بغداد عام 351هـ. ولكنه لم يمدح أحدا فيها، مما جعل الوزير المهلبي وزير معز الدولة بن بويه الذي كان يطمع في أن يمدحه المتنبي يغرى شعراء بغداد وأدباءها بمهاجمته والانتقاص من قدره وشعره , لكنه تركهم وغادر بغداد إلى أرّجان قاصدا زيارة ابن العميد ومدحه، ثم سافر إلى شيراز ومدح عضد الدولة البويهى، ثم قرر أن يعود إلى الكوفة مسقط رأسه، لكن أعراباً من بني ضبة بقيادة فاتك الأسدي اعترضوا طريقه لأنه كان قد هجا ضبة بشعر مقذع ، فدار قتال شديد بينهم وبين المتنبّي وابنه وغلامه ، وأراد المتنبي أن يفر ولكن غلامه قال له: كيف تفر من المعركة. وأنت القائل:

    الخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرمح والقرطاس والقلم


    فصمد في المعركة حتى قتل عام 354 هـ


    شعره:

    يعتبر المتنيي أكبر شعراء العربية، وقد ذاع شعره في الآفاق لما فيه من الحكمة والتجارب الصادقة، مع قدرة عجيبة على التعبير، حتى قال عن شعره مخاطبا سيف ا لدولة:





    و ما الدهر إلا من رواة قصائدي
    إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا



    أجزني إذا أنشدت شــعرا فإنما
    بشــعري أتاك المادحون مرددا

    و دع كل صوت غير صوتي فإنني
    أنا الطائـر المحكي والآخر الصدى





    وقال أيضا:


    أنا الذي نظر الأعمـى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صَمَم

    أنام مِلْءَ جفوني عن شـواردها
    ويسهر القومُ جرَّاها ويَخْتَصِم


    ويقول ابن رشيق صاحب كتاب (العمدة) بعد أن استعرض حال الشعر والشعراء قبل المتنبي: (ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس).

    وهناك عوامل كثيرة أدت إلى تفوق المتنبي في الشعر، منها: نشأته العربية الأعرابية، وذكاؤه المفرط، وحفظه لعيون الشعر العربي، ثم نفسه الأبية، وطموحه الذي لا يبارى، ثم ما اكتسبه في حياته من تجارب، وما تقلب فيه من أحوال وأهوال.

    وقد استطاع أن يجمع بين عمق المعاني وبين سلاسة الشعر وجمال التركيب، فجاءت الحكمة في شعره وقد لبست ثوب الشعر فحفظها الناس وردتها الأجيال العربية على مر العصور.

    وفي بعض شعره مبالغة غير مقبولة وشيء من الشذوذ اللغوي، لكن ذلك لا ينقص من قدره وإن حاول أعداؤه وحساده تضخيم عيوب شعره وإبرازها.

    أغراض شعره:

    قال المتنبي في الشعر أغراض كثيرة، لكن الفخر يأتي في مقدمة أغراضه فقد بلغ فيه الذروة بل غالى بنفسه وأسرف في المغالاة حتى خرج عن حدود العقل والدين، فقال:

    أيَّ محل أرتـــقي
    أيَّ عظيم أتـقي

    وكل ما قد خلق اللـ
    ـه وما لم يخلق

    محتقـــر في هِمَّتِي
    كشعرة في مفرقي


    كما أنه يكثر من الفخر بشعره كما أسلفنا .

    ويلاحظ أن فخر المتنبي بارز في أغلب قصائده، فتجده أثناء المديح يرفع نفسه إلى مستوى الممدوح إن لم يتقدم عليه، وكذلك في الرثاء كما في رثائه لجدته إذ يقول:

    ولو لم تكوني بنت أكرم والد
    لكان أباك الضخمََ كونك لي أما


    المديح:

    أغلب شعر المتنبي في المديح، فقد عاش متنقلا بين أمراء الدولة الإسلامية يمدحهم وينال من عطائهم لكنه لم يكن ليذل نفسه بل كان يرى أنه من الملوك وإن كان لسانه من الشعراء.

    وفُؤادي مــن الملوك وإنْ
    كان لساني يرى من الشعراء


    هو يكثر في المديح من الحديث عن شجاعة الممدوح وكرمه وأصالته. وأعظم مدائحه ما قاله في سيف الدولة الحمداني، ولا غرابة في ذلك. فقد كان الحمداني بطلاً شجاعًاَ كريماً أصيلاً، فأعجب المتنبي به ورأى فيه صورة نفسه، فكان مديحه له نابعاً من الأعماق متصفا بالصدق والإخلاص.


    الرثاء:


    الرثاء قليل في شعره، وأشهره ما قاله في رثاء جدته، ومنه قوله:



    ولو لم تَكُوني بنْتَ أكْرَم والـدٍ
    لكان أباك الضخم كـونك لي أما

    تَغَرَّبَ لا مُسْتَعْظَماً غيرَ نفسـه
    ولا قابلا إلا لخالقــــه حُكْما

    يقولون لي: ما أنت في كل بلدة؟
    وما تَبْتَغِي؟ ما أبتغي جَلَّّ أن يُسْمَى!

    وإني لمن قوم كأن نفوســهم
    بها أنَفٌ أن تَسْكُنَ اللـحمَ والعَظْمَا




    وكذلك قصيدته في رثاء خولة أخت سيف الدولة:

    طَوى الجزيرةُ حتى جاءني خَبَـرٌ
    فَزِعْتُ فيه بآمالي إلى الكـــذب

    حتى إذا لم يَدَعْ لي صِدْقُهُ كذباً شـرِقْتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي


    ويلاحظ أن المتنبي يخلط الرثاء بالفخر، ويأتي فيه بالحكمة المستمدة من تجارب الحياة.


    الوصف:

    أجاد المتنبي في وصف المعارك الحربية، وذلك واضح في سيفياته، فقد كان يشارك سيف الدولة في المعارك، ويصورها بدقة عجيبة، حتى قال ابن الأثير: (اختص المتنبي بالإبداع في مواقع القتال، وذلك أنه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها، حتى يظن أن الفريقين قد تقابلا...).

    كما أن له قصيدة جميلة في وصف شعب بوان الذي مر به وهو ذاهب إلى عضد الدولة:
    مَغَانِي الشِّعْب طِيْبَاً في المغاني
    بمنزلة الربيع من الزمــان

    ولكنً الفتَى العَرَبيَّ فيــها
    غَريْبُ الوجه واليد واللسان

    مَلاَعِبُ جِنَّةٍ لو سارَ فيــها
    سليمان لســـار بترجمان



    الحكمـة:

    شعر المتنبي منبع من منابع الحكمة، وقد استمد حكمه من تجاربه في الحياة وكذلك من ثقافته العميقة.

    وقد قال الشعر في أغراض أخرى كالغزل والهجاء.



    نماذج من شعره

    1- قال يصف الحمى التي أصابته بمصر:[1]

    وزائرتي[2] كأنَّ بــها حَيَاءً
    فليـس تَزُورُ إلاَّ في الظــلام

    بَذَلْتُ لها المطارِفَ[3] والحَشَايا
    فعافَتْهَا وبــاتـت في عِظَامي

    يَضِيق الجلْدُ عن نَفَسـي وعنها
    فَتُوسِعُهُ بأنـواع السَّـــقَام

    إذا ما فارقَتْنِي غَسَّــــلتْنِي
    كأنا عَاكِفَـانِ علــى حرام

    كأن الصُبْـحَ يَطْرُدُهَا فَتَجْري
    مَدَامِعُهَا بأربعة [4] سـِـجَام

    أراقبُ وَقْتَهَا مــن غَيْرِ شَوْقٍ
    مُراقَبَة المَشُـوق المُسْـــتَهَام

    وَيَصْدُقُ وعدهـا والصدق شر
    إذا ألقاكَ في الكرَب العظــامَ

    أَبِنْتَ الدهر عنـدي كلُّ بنتٍ
    فكيف وَصَلْتِ أنت من الزِّحام؟

    جَرَحْتِ مُجَرَّحَاً[5] لم يَبْقَ فيه
    مَكان للسيوف ولا الســهام

    * * * * * * *


    يقول لِيَ الطبيبُ أكلتَ شيئاً؟
    وداؤكَ في شَـرَابِك والطعام

    وما في طِبِّــــهِ أني جوَادٌ
    أَضَرَّ بجســنه طُولُ الجِمَام

    تَعَوَّد أن يُغَبِّرَ في الســـرايا
    وَيَدْخُلَ مــن قَتَام في قتام

    * * * * * * *

    فإن أُمْرَضْ فما مَرِضَ اصطِبَاري
    وإن أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتــزامي

    وإن أَسْلَمْ فما أبقى ولكــن
    سَمِمْتُ من الحِمَام إلى الحِمَـام

    2- من حكم المتنبي:

    تُرِيديَن لُقْيانَ المعالي رَخِيْــصَةً
    ولا بُدَّ دون الشهْدِ من إبَرِ النحْلِ

    * * * * * * *

    وإذا كانت النفـــوسُ كِباراً
    تَعِبَتْ في مُرادهـــا الأجْسَامُ

    * * * * * * *

    ما كلُ ما يتمنَّى المـرءُ يُدْرِكُهُ
    تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

    * * * * * * *

    ومن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مــريض
    يجد مـــراً بــه الماءَ الزلالا

    * * * * * * *

    ومن يُهُنْ يســهل الهَوانُ عليه
    ما لِجُرْحٍ بِمَيِّـــتٍ إيــلامُ

    * * * * * * *

    ذو العقل يَشْقَى في النعيم بِعَقْلِهِ
    وأخو الجهالة في الشــقاوة يَنْعَمُ

    * * * * * * *

    إذا أنت أكرمـــت الكريم مَلَكْتَهُ
    وإن أنت أكرمـــت اللئيم تَمَرَّدا

    ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
    مُضِرٌّ كوضع السيف في موضع الندى


    3-قال يمدح سيف الدولة ويهنئه بالعيد:[6]

    لكل امرئ من دهـــره ما تعــودا
    وعادات سيف الدولة الطَّعْـن في العدا

    هو البحر غُصْ فيه إذا كـــان راكدا
    علـى الدُّرِّ و احذره إذا كـان مُزْبَدا [7]

    وصُولٌ إلى المســتصعبات بِـــخَيْلِه
    فلو كان قَرْنُ الشـمس[8] ماءً لأَوْرَدَا

    لذلك سَمَّى ابن الدُّمُسـْتثقِ يــومـه
    مَمَاتًا وســــماه الدُمُسْتُقُ مَوْلِدا[9]

    سريْتُ إلى جَيْحَان مــن أرض آمـد
    ثلاثا لـقد أدْنــاك رَكْضٌ وأبْعَدا[10]

    فَوَلَّى وأعطاك[11] ابنـــه وجيـوشَه
    جميعا ولم يـعـط الجمــيع ليُحْمَدا

    عَرَضْتَ له دون الحيــاة وطَـــرْفِه
    وأبْصَر سَــيْفَ الله منــك مُجَرَّدا

    وما طلبتْ زُرْقُ[12] الأســــنة غَيْرَه
    ولكنَّ قســطنــطين كان له الفِدَا

    فأصبح يَجْتَابُ المُسُـــوحَ[13] مخافـة
    وقد كان يجتـاب الدِّلاَصَ المُسَــرَّدَا

    ويمشى به العُكّــازُ [14] في الدَّيْر تائبا
    وما كـان يَرْضَـى مَشْيَ أَشْقَرَ أجرَدَا

    وما تاب حتى غــادر الكَرُّ وَجْهَــهُ
    جَرِيْحاً وخَلَى جَفْنَهُ النقْعُ أَرْمَـــدَا

    هنيئاً لك العيد الــذي أنـت عِيْــدُه
    وَعِيْدٌ لمــن سَــمَّى وضحَّى وعَيَّدَا

    رأيتك مَحْضَ الِحلْمِ [15] في مَحْض قُدْرَةٍ
    ولو شِـئْتَ كــان الحِلْمُ منك المُهَنَّدَا

    وما قَتَلَ الأحرار[16] كالعَفْــوِ عنـهُمُ
    ومَنْ لــك بـالحُرِّ الذي يحفظ اليدا

    إذا أنت أكرمت الكريم مَلَــكْتَـــهُ
    وإنْ أنت أكــرمــت اللَئيْمَ تَمَرًدَا

    وَوَضْع الندى في مَوْضِع السيف[17] بالعلا
    مضِرٌّ كوضع السـيف في موضع الندى

    ولكــن تَفُوقُ النـــاسَ رأياً وحِكْمَةً
    كما فُقْتَهُمْ حالاً ونفســـاً ومَحْتِدَا [18]
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 30/5/2010, 3:52 pm

    وَإِذا اِنتَضاكَ عَلى العِدى في مَعرَكٍ هَلَكوا وَضاقَت كَفُّهُ بِالقائِمِ
    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Profes10
    البلد : واحة الشاعر العظيم المتنبى 3dflag10
    الهواية : واحة الشاعر العظيم المتنبى Writin10
    مزاجي النهاردة : واحة الشاعر العظيم المتنبى Pi-ca-10

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 30/5/2010, 4:14 pm

    ضبت الشيب لمّا كان عيباً
    وخضب الشيب أولى أن يعابا

    ولم أخضب مخافة هجر خلٍ
    ولا عيباً خشيت ولا عتابا

    ولكنّي خشيت يراد منّي
    عقول ذوي المشيب فلن يصابا
    avatar
    جودة
    مشرف روابط العاملين بالخارج


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 789
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 14/06/2009
    واحة الشاعر العظيم المتنبى Creative_writer

    واحة الشاعر العظيم المتنبى Empty رد: واحة الشاعر العظيم المتنبى

    مُساهمة من طرف جودة 30/5/2010, 4:28 pm

    حضرتك كبير أوى أوي يا ابو شادي . سواء خضبت أم لم تخضب

    وربنا يديك الصحة والعافية.

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 7:57 am