منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Support


5 مشترك

    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 29/5/2011, 9:58 pm

    كثر الحديث عن الاخوان
    المسلمين ؛هذه الجماعه المحظوره من قبل الانظمه السابقه؛وعلى مدار عشرات السنوات من عام 1928 وحتى 25 يناير 2011 وينهال عليها القريب والبعيد بالاتهامات ؛

    بعد ان عادت البسمه الى الوجوه المصريه وانقشع الظلم وزهق الباطل ؛وجدنا ان يكون لزام علينا توضيح الامور وفك اللبس ؛ذلك لمن اراد ان يحكم عقله او يستفتى قلبه ؛فيتعرف عن قرب الى مؤسس الجماعه واعضائها الاوائل وروادها ؛ومن ثم الى المنهج الاصلى لها ؛ثم الى التصورات المقترحه على الساحه حاليا من قبل الجماعه لما فيه الخير للاسلام والمسلمين ؛....

    اسرد لكم بعون الله مستقبلا انتقاداتكم بصدر رحب كل افكار الجماعه دون خشيه او حرج ؛وذلك على حلقات منفرده......

    الحلقه الاولى

    الامام الشهيد حسن البنا



    ولد حسن البنا في المحمودية بمصر عام 1906م، لأسرة بسيطة فقد كان والده يعمل مأذونا وساعاتي، ويبدو أن مقومات الزعامة والقيادة كانت متوفرة لديه، ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزًا بين زملائه، ومرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى أنه عندما تألفت "جمعية الأخلاق الأدبية" وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية.

    غير أن تلك الجمعية المدرسية لم ترض فضول هذا الناشئ، وزملائه المتحمسين، فألفوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم، سموها "جمعية منع المحرمات" وكان نشاطها مستمدًا من اسمها، عاملاً على تحقيقه بكل الوسائل، وطريقتهم في ذلك هي إرسال الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون الآثام، أو لايحسنون أداء العبادات.

    ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور، فألف "الجمعية الحصافية الخيرية" التي زاولت عملها في حقلين مهمين هما:

    * الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة.
    * الثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطنًا، تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب، وتعليم التطريز، وإيواء الطلبة

    بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين، انتقل إلى القاهرة، وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، واشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك الوقت، وكان يواظب على سماع محاضراتها، كما كان يتتبع المواعظ الدينية التي كان يلقيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين.

    ومن الاساتذة الذين اخذ عنهم البنا وكان على علاقة طيبة بهم:والده الشيخ أحمد البنا والشيخ محمد زهران والشيخ أبوشوشه والشيخ عبد الوهاب الحصافي والشيخ موسى أبوقمر والشيخ أحمد بدير الشيخ محمد عبدالمطلب وغيرهم

    ويبدو أن فكرة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ماتبلورت وهو طالب بدار العلوم، فقد كتب موضوعًا إنشائيًا كان عنوانه "ماهي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج"، فقال فيه: إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أمل خاص، وأمل عام.

    فالخاص: هو إسعاد أسرتي وقرابتي مااستطعت إلى ذلك سبيلاً.

    والعام: هو أن أكون مرشدًا معلمًا أقضي سحابة النهار في تعليم الأبناء، وأقضي ليلي في تعليم الآباء أهداف دينهم، ومنابع سعادتهم تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة
    [عدل] أسرته

    لحسن البنا أربعة أشقاء ذكور،

    * عبد الرحمن البنا قيادي ومن الرعيل الأول للإخوان وكان عضو بمكتب الإرشاد
    * ومن أشقائه جمال البنا،
    * وأنجب حسن البنا ست بنات هن (وفاء، سناء، رجاء، صفاء، هالة، واستشهاد) توفيت صفاء في حياته وولدين أحمد سيف الإسلام ومحمد حسام الدين توفي في حياته.[3]
    * والده أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي.

    [عدل] تأسيس جماعة الإخوان المسلمون


    حصل البنا على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 وكان أول دفعته، وعُين معلمًا بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية.

    وفي مارس من عام 1928 تعاهد مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي.

    وتجدر الإشارة أن الأحزاب المصرية قاومت فكر حسن البنا وحالت دون توسع رقعة الإخوان المسلمين السياسية ومن تلك الأحزاب، حزب الوفد (أكثر الأحزاب انتشارا في ذلك الوقت) والحزب السعدي. وكان البنا قد خاض الانتخابات أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة وكان بها المركز العام لجماعته، وكان يقطن بها بحي المغربلبن، لكنه لم يفز في أي مرة لاهو ولازملاؤه في أي دائرة بما فيهم أحمد السكري سكرتير الجماعة وكان مرشحا بالمحمودية موطن مولده
    [عدل] اغتياله

    أعلن النقراشي باشا (رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948م قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفى اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات. ولما همّ الأستاذ حسن البنا أن يركب سيارة وُضع فيها بعض المعتقلين اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا.

    ثم صادَرت الحكومةُ سيارته الخاصّة، واعتقلت سائقه، وسحب سلاحه المُرخص به، وقبضت على شقيقيه الذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويُطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يُحَمّلهم مسئولية أيّ عدوان عليه.

    في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 م كان الأستاذ البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودقّ جرس الهاتف داخل الجمعية، فعاد رئيسها ليجيب الهاتف، فسمع إطلاق الرصاص، فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952.

    لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي، وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته، ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين، وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة، ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت، مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً، وألا يقام عزاء!.

    اعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء، إذ لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطه لكونه مسيحيا، وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا.

    في الأيام الأولى من قيام ثورة 23 يوليو أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات مصرع حسن البنا وتم القبض على المتهمين باغتياله وتقديمهم أمام محكمة جنيات القاهرة حيث صدرت ضدهم "أحكام ثقيلة" في أغسطس 1954 حيث قال القاضي في حيثيات الحكم "إن قرار الاغتيال قد اتخذته الحكومة السعدية بهدف الانتقام لم يثبت تواطؤ القصر في ذلك لكن القاضي أشار إلى أن العملية تمت بمباركة البلاط الملكي، المتهم الأول أحمد حسين جاد الأشغال الشاقة المؤبدة المتهم السابع محمد محفوظ الأشغال الشاقة خمسة عشر عاما المتهم الثامن الأميرلاي محمود عبد المجيد الأشغال الشاقة خمسة عشر عاما البكباشي محمد الجزار سنة مع الشغل قضاها في الحبس الاحتياطي فأفرج عنه"[4]، إضافة لتعويض مادي كبير تمثل في دفع عشرة آلاف جنيه مصري كتعويض لأسرة البنا[5]، بعد حادثة المنشية في ديسمبر 1954 صدرت قرارات بCrying or Very sad عن كل المتهمين في قضية اغتيال حسن البنا، أُفْرِجَ عن القتلة بعد شهور قليلة قضوها داخل السجون[4].

    وقد رثاه المجاهد المغربي عبد الكريم الخطابي وقال «يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي.[6]»
    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-10

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف الفارس 30/5/2011, 12:51 am

    آخر بيان للمتشدقين بالديمقراطية
    آخر بيان للاعبين بمقدرات الوطن وكأنها مباراة لكرة القدم كما وصفها الأستاذ أحمد ماهر
    نقلا عن جريدة اليوم الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


    تباينت ردود أفعال واسعة فى اليوم الثانى لقرار جماعة الإخوان المسلمين سحب
    ممثليها من عضوية ائتلاف شباب الثورة، والذى يعد الأول من نوعه للجماعة فى
    اتجاه تحجيم مشاركة أبنائها مع الأطياف السياسية الأخرى، بما ينبئ بصدام
    قريب بين جيل الآباء والأبناء بالجماعة.

    معاذ عبد الكريم أحد ممثلى شباب الإخوان المسلمين فى ائتلاف شباب الثورة،
    وأحد من شاركوا الجمعة الماضية فى المليونية بالتحرير، بالمخالفة لقرار
    الجماعة، أكد أن عضويته مستمرة فى الائتلاف، وأنه لن ينسحب منه رغم صدور
    قرار الجماعة بعدم وجود ممثل لها.

    وأوضح معاذ، أن قرار الجماعة يخالف قواعدها التنظيمية فى العمل الداخلى،
    لأنه اتخذ دون الرجوع إلى الشباب أو التشاور معهم أو حتى الاتصال بهم
    هاتفيا، رغم أن جميع المعلومات المتعلقة بشباب الإخوان موجودة لدى مكتب
    الإرشاد، فضلا عن أن شباب الإخوان أنفسهم على تنسيق تام مع مكتب الإرشاد
    عبر الدكتور رشاد بيومى نائب المرشد.

    وقال معاذ: "نحن كشباب نعاتب جماعة الإخوان على قرارها "، مضيفا أن شباب
    الإخوان الذين شاركوا فى المليونية قللوا من حدة الاتهامات الموجهة للإخوان
    بالخيانة، أو بحسب وصفه _ أسباب الاتهامات _ مضيفا، أنه ما كان على
    الجماعة أن تطرح الخلاف إعلاميا عبر نشر الخبر على الموقع الرسمى لجماعة
    الإخوان المسلمين.

    وشدد معاذ على أنه وعدد من شباب الإخوان تقدموا بطلب رسمى للقاء المرشد
    العام الدكتور محمد بديع للحديث معه بشأن طريقة التعامل معهم، مؤكدا على
    أنه غير نادم تماما على المشاركة فى جمعة الغضب السياسى، ومضيفا أنه
    وأصدقائه لم يرتكبوا أى جرم يحاسبون عليه، بالإقصاء من ائتلاف شباب الثورة
    بأسلوب يختلف تماما عن أدبيات العمل الداخلى.

    ورداً على قرار جماعة الإخوان المسلمين بسحب ممثليها من داخل ائتلاف شباب
    الثورة، أعلن الائتلاف تمسكه بتمثيل عضوية شباب الإخوان المسلمين داخل
    المكتب التنفيذى، وعضوية قطاع من شباب الجماعة داخل الهيكل التنظيمى له،
    بناء على رغبتهم، مؤكداً أن شرعية هؤلاء الشباب داخل الائتلاف ليست شرعية
    رسمية تمنحها الجماعة، إنما تستند إلى تمثيل فعلى عبرت عنه بالترتيب
    لفعاليات الثورة المصرية منذ انطلاقها.

    ودعا الائتلاف فى بيان له اليوم الأحد، قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى
    انتهاج طريق آليات الحوار الديمقراطى عند الخلاف مع القوى السياسية
    المختلفة، ومع مجموعات شباب الجماعة التى بادرت بالاشتراك فى ثورة الخامس
    والعشرين من يناير، وقال البيان "هذا ما نفعله نحن وندعوهم لذلك".

    ويرى الائتلاف، أن تصريحات الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد ساعات
    من جمعة "القضاء على الفساد السياسى" التى دعا إليها الائتلاف، وشارك فيها
    شباب الإخوان غير مبررة، لتؤكد على تمسك الشعب المصرى بكافة مطالب الثورة،
    موضحا أن "شباب الجماعة" تمسكوا بمبادئ التوافق الوطنى وبرغبة جادة
    ومستمرة فى المشاركة بأنشطة الائتلاف وأعماله وفعالياته المختلفة، على قدم
    المساواة مع سائر المجموعات من كافة التيارات السياسية الأخرى من أجل
    استكمال تحقيق وإنجاز كافة مطالب الثورة.

    وقال ائتلاف الشباب: "إننا عبارة عن جبهة شاركت فيها منذ البداية مجموعات
    من شباب جماعة الإخوان المسلمين، مع كافة القوى السياسية الأخرى الممثلة فى
    الائتلاف، وانحازت فيه لمصلحة الوطن، كما انحزنا جميعا دونما التفات
    لمصالح جماعتنا وأحزابنا الضيقة".

    على الجانب الآخر انتقد أحمد دومة أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة موقف
    الجماعة من شبابها بإقصائهم من عضوية الائتلاف، مؤكدا أن جماعة الإخوان
    المسلمين تكرر سيناريو 25 يناير مرة ثانية، حيث قالت الجماعة فى بيان لها
    قبل الثورة، إنه لن يشارك أى من أبنائها، فى حين خرجت بعد نجاح الثورة،
    وأكدت أن شباب الإخوان شاركوا بقوة وسط صفوف المتظاهرين.

    وأوضح دومة، أن قرار الجماعة هو بداية صدام بين جيل الآباء والأبناء قد
    ينتهى إلى قيام الأبناء بتغيير فكر الآباء الذى تعود على ممارسة العمل
    السياسى بطريقة محظورة، أو أن يزداد الخلاف بين الآباء والأبناء ويكون
    بداية الطلاق بينهما، وهو ما تكرر من عدد كبير من نماذج شباب الإخوان.
    مصطفي الجندي
    مصطفي الجندي
    مشرف المنتديات التعليمية
    مشرف المنتديات التعليمية


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2535
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Fisher10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag10
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Travel10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3h210

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف مصطفي الجندي 30/5/2011, 1:23 am

    بصراحه الجماعه اثبتت وجودها في الفتره الاخيره علي مسرح الحيا السياسيه في مصر

    جماعة منظمه جدا..تحسن اختيار ممثليها..التفاني في العمل

    في العمل الخيري..الجماعه لها اعمال خيريه كثيره وممتده اما برزوهم علي الساحه السياسيه

    في الفتره الاخيره هو تلاشي دور الاحزاب الاخري كالوفد والتجمع والناصري وغيرها

    في ظل وجود الوطني القطب الاوحد في عالم الاحزاب السياسيه كان اختيارهم وفوزهم ببعض المقاعد

    في البرلمان عنادا للحزب الوطني..انا مع اسلوبهم المتحضر والراقي ولكن ياسيدي هذا اسلوبهم

    المعتاد "دس السم في العسل"

    اما بالنسبه لما سردته عن الشيخ البنا فهو تاريخ مشرف سعدنا به
    احب الجماعه ولكن اتمني ان لا تشارك في اي عمل سياسي وتكتفي بالدور الرقابي
    سمعت فيلما وثائقيا علي البي بي سي اظهر فيه ان الاخوان هم المحرك الرئيسي للثوره
    بجد مش عارف اصدق مين؟هل مازال يطغي علي عقولنا ما املاه علينا الاعلام الحكومي عن الجماعه؟اظن ان تاثير 30 سنه اعلام علي عقولنا غرس فينا الكره للجماعه
    ولكن دعونا لتثبت لنا الايام
    وEmbarassed
    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 1oooyty76

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 30/5/2011, 1:42 am

    اخى الاستاذ احمد
    تحياتى دخلت عش الدبابير يا ستاذ
    وسابدأ الرد معك حلقة حلقة
    إذا كنت إخوانيا أو مثل كثير من المصريين الذين يتعاطفون مع الإخوان، فعليك أن تنتظر معى حتى النهاية لتختلف مع وجهة نظرى أو تتفق معها
    بدأ صوفى حيث بدأ اهتمام حسن بالدعوة مبكراً وتربى على طريقة الصوفية " الحصافية " وأخذ بيعتها على يد الشيخ / بسيوني العبد ثم على يد الشيخ / عبدالوهاب الحصافي نائب رئيس الطريقة وواظب على حضرتها ووردها و الخروج في موكبها في عيد المولد و استمر على ذلك إلى ما بعد انتقاله إلى دار العلوم كما تبين من كتابه : (مذكرات الدعوة و الداعية ص : 9-62)
    ولقد
    قال : " كانت أيام دمنهور أيام استغراق في عاطفة التصوف ، وكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف" (المرجع السابق ص 28)
    ويقول عن شيخ الطريقة الصوفية حسنين الحصاف : "وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبي وملك علي لبي من سيرته رضي الله عنه !! شدته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" (المصدر نفسه ص10-11)
    نظام الدعوة في هذه المرحلة (مرحلة التكوين) صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحث من الناحية العملية . وشعار هاتين الناحيتين أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج (المرجع السابق ص 174)
    وEmbarassed

    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 2:50 am

    لازال الاخ الفارس
    يمطتى حصانه الوردى وينظر للاحداث من اعلى فيظهر له الوضع راسيا مخفى الجوانب والاتجاهات؛الم اقل لك انها مباراه كره القدم ..

    والمباراه اليوم
    تحتم على مديرها الفنى اللعب على الاجناب ومن العمق؛وهو ما يعنى توسيع رقعه الانتشار قدر المستطاع؛.

    انفصال الدكتور ابو الفتوح

    و

    انقلاب بعض شباب الاخوان

    لعبتان سياسيتان المقصد الاول والاخير منهم هو توسيع رقعه الانتشار للاخوان بين طوائف المجتمع المصرى ؛ولم ينفصل ابو الفتوح عن الجماعه ولن ينفصل ؛ولم ينقلب شباب الاخوان على ابائهم ولن يحدث؛؛؛؛؛؛
    لماذا؟؟؟

    لان جماعه الاخوان """فكر""" وليست جمعيه او هيئه ؛هل لك ان تغير افكرك ومعتقداتك فى ثوانى ؟؟؟؟؟

    انا معك
    وجاهز
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 3:44 am

    الحلقه الثانية


    رأى بعض العلماء فى
    الامام حسن البنا


    شخصية الإمام البنا في رأي العلماء .....

    1- فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي (شيخ الجامع الأزهر)

    يقول فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي (شيخ الجامع الأزهر) في مقدمة لأول عدد من مجلة (المنار)، حين كلِّف الأستاذ البنا بإعادة إصدارها بعد وفاة مؤسسها العلاَّمة المجدِّد محمد رشيد رضا، قال فيها: "والآن قد علمت أنَّ الأستاذ حسن البنا يريد أن يبعث (المنار) ويعيد سيرتَها الأولى، فسرَّني هذا، فإن الأستاذ البنا رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذي يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية، ويفقه أسرار الإسلام، وقد اتصل بالناس اتصالاً وثيقًا على اختلاف طبقاتهم وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي على الطريقة التي كان يرضاها سلف هذه الأمة".

    2- فضيلة الشيخ حسنين خلوف (مفتي مصر الأسبق)

    (الأئمة في مختلف العهود كانوا أعلام دين وسياسة)

    "الشيخ حسن البنا (أنزله الله منازل الأبرار) من أعظم الشخصيات الإسلامية في هذا العصر، بل هو الزعيم الإسلامي الذي جاهد في الله حقَّ الجهاد، واتخَذ لدعوة الحق منهاجًا صالحًا، وسبيلاً واضحًا، واستمده من القرآن والسنة النبوية، ومن روح التشريع الإسلامي، وقام بتنفيذه بحكمة وسداد، وصبر وعزم، حتى انتشرت الدعوة الإسلامية في آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام واستظلَّ برايتها خلقٌ كثير.

    عرفته- رحمه الله- منذ سنين، وتوثَّقت الصداقة بيننا في اجتماعات هيئة وادي النيل العُليا لإنقاذ فلسطين الجريحة، وتحدَّثنا كثيرًا في حاضر المسلمين ومستقبل الإسلام، فكان قويَّ الأمل في مجدِ الإسلام وعزة المسلمين إذا اعتصموا بحبل القرآن المتين، واتبعوا هدْيَ النبوة الحكيم، وعالجوا مشاكلهم الاجتماعية والسياسية وغيرها بما شرعه الله في دينه القويم.

    ففي الإسلام من المبادئ السامية، والتعاليم الحكيمة ما فيه، من شفاء لكل مرض، وعلاج لكل داء، وحل لكل مشكلة، وفيه من الأحكام ما لو نفِّذ، ومن الحدود والعقوبات ما لو أُقيم لسعد الناس في كل زمان ومكان بالاستقرار والاطمئنان، وعاد المسلمون إلى سيرتهم الأولى يوم كانوا أعزاء أقوياء.

    تلك لمحةٌ من حديثه، وهي عقيدة كل مسلم، وأمل كل غيور على الإسلام، غير أن العلماء حبسوا هذا العلم الزاخر في الصدور، ولم يردِّدوه إلا في حلقات الدروس وفي زوايا الدور.

    أما الشيخ حسن البنا- رحمه الله- فقد أخذ على نفسه عهدًا أن يرشد العامة إلى الحق، وينشر بين الناس هذه الدعوة، وينظِّم طرائقها ويعبِّد سبيلها، ويربِّي الناشئة تربيةً إسلاميةً تنزع من نفوسهم خواطر السوء، وتعرِّفهم بربهم وتدنيهم من دينهم الذي ارتضاه الله لهم، فكان له ما أراد، وتحمَّل في ذلك من المشاقِّ والمتاعب ما لا قِبَل باحتماله إلا الرجل الصبور والمؤمن الغيور، الذي يبغي رضاء ربه بما يعمل، ويشعر بدافع نفسي قوي إلى إنقاذ أمته من شر وبيل وذلٍّ مقيمٍ.

    من الطبيعي- وهذه دعوته- أن يمس السياسة عن قرب، وأن يأخذ في علاج مختلف الشئون على ضوء التعاليم القرآنية، وهنا يقول الأستاذ بحق ما نقوله نحن ويقوله كل من درس الإسلام وأحاط خبرًا بالقرآن: إن الإسلام دين ودنيا، وسياسة ودولة، والمسلم الحق هو الذي يعمل للدين والدنيا معًا، فقد جاء القرآن بالعقائد الحقة، وبالأحكام الراشدة في العبادات والمعاملات ونُظُم الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وجاء بالأوامر والنواهي وما يصونها من العقوبات والزواجر، وألزم المسلمين كافة العمل بها، وإقامة الدولة على أساسها، فإذا دعا حسن البنا إلى ذلك فقد دعا إليه الله ورسوله، ودعا إليه الصحابة والتابعون وسائر الأئمة والفقهاء وزعماء الإسلام في كل زمان.

    يعيب عليه البعض أنه توغَّل في السياسة، وقد نوَّهتُ بالردِّ على ذلك في عدة أحاديث أذعتُها في مناسبات شتى، فالسياسة الراشدة من صميم الدين، والصدارة فيها من حقِّ العلماء بل من واجبهم، الذي لا يدفعه عنهم أحد، وما أُصيب العلماء بالوهن والضعف وما استعلى عليهم الأدنون وتطاول عليهم الأرذلون إلا من يوم أن استكانوا لأولئك الذين يحاولون احتكار السياسة، ويستأثرون بالسلطان في الشعوب والأمم الإسلامية قضاء للُباناتهم واغتصابًا للحقوق.

    وإذا صحَّ فصلُ الدين عن السياسة أو بعبارة أخرى الحجْر على علماء الدين في الاشتغال بسياسة الدولة- بالنسبة لسائر الأديان- فلا يصح بالنسبة للدين الإسلامي الحنيف، الذي امتاز على غيره بالتشريع الكفيل بسعادة الدين والدنيا معًا.

    وقد كان الأئمة في مختلف عهود الإسلام أعلامَ دينٍ وسياسةٍ، فما بال الناس اليوم يُنكرون على علماء المسلمين أن يُعنوا بشئون الشعوب الإسلامية، ويغضبوا لكرامتها، ويجاهدوا لإعزازها، وتبصير الناس بما يموِّه به الاستعماريون من حيل، ويدبرون من فتن ويدسون من سموم.

    وما الذي خوَّلهم حق احتكار الساسة والحكم؟! إنَّ من حقِّ العلماء- وأعني بهم القائمين بالدعوة إلى الله لا خصوص حملة الشهادات العلمية الرسمية- أن يمثَّلوا في كلِّ شئون الدولة، وخاصةً في السلطة التشريعية، حتى لا يشرع في الدولة الإسلامية ما ينافي أحكام الإسلام، وأن يكون للتشريع الإسلامي الذي لهم به اختصاصٌ واضحٌ الأثرُ الأولُ في التشريع والتنفيذ.

    إنَّ الدعوةَ في جوهرها دعوةٌ واضحةُ المعالم، والقلوب الموفَّقة قد انعطفت إليها، والشعب قد آمَن بها، ومن إنكار الحقائق أن يزعم زاعم انصرافَ السوادِ الأعظم من الأمة عنها، وكلما أمضت السياسة في توهينها ازدادت قوةً وذيوعًا، وأيقن الناسُ بما فيها من خيرٍ وصلاحٍ ومن الإخلاص لولاة الأمور الصدقَ في القول والأمانةَ في الأداء، فليعلموا أن الدعوةَ عقيدةٌ استقرت في النفوس، وأن مقاومةَ السياسة لها ولدعاتها لا يزيدها إلا ثباتًا ورسوخًا، وإنَّ من الراسخ في العقائد أن اليهود- ومن ورائهم الدولة الغاصبة والدولة الاستعمارية- هم الذين يكيدون لها ويبذلون كلَّ ما في استطاعتهم لاستئصالها، ولكن هيهات ما يريدون!!

    وبعد.. فإنا نسأل الله- تبارك وتعالى- للمسلمين خيرًا عميمًا، ورشدًا أمينًا، وتوفيقًا سديدًا لكل مَن يدعو إلى خير ورشاد، ورحمةً واسعةً للأستاذ العظيم". (مجلة الدعوة- 13 فبراير 1951م)

    3- فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري (وزير الأوقاف المصري الأسبق)

    (الإنسانية هي الخاسرة)
    "في مثل هذه الأيام منذ عامين مضيا أذن الله أن يلقى الأستاذ المرشد عصا التسيار من دنيا الناس وأن يتفيأ في الملأ الأعلى مكانًا قدسيًّا في ظلٍّ من رحمةِ الله ورضوانه فاطمانت نفس طالما أزعجها القلق واستراح جسد شد ما أرهقته الحركة والاضطراب.

    كذلك أصور لنفسي موتته رحمه الله كلما استبدَّ بي الألم وساورني الجزع وأخذ الشعور بالفجيعة يغشيني بمثل لفح الهجير من قمة رأسي إلى أخمص قدمي فلا يكاد ذهني يستوعب هذه الصورة حتى أجد برد العزاء ينساب في نفسي كما ينساب الماء المثلوج في أحشاء الصديان يلهبها الظمأ ويسعر نارها الهيام.

    وكذلك أرجو للمؤمنين أن يصوروا لأنفسهم هذه الصورة كلما وجدوا لوعة الذكرى تغلي في قلوبهم مراجلها وتستعر في أحشائهم نيرانها، وإنهم لواجدون بها عزاءً مستنيرًا ومستبصرًا قائمًا على تقديرٍ منطقي خاصٍّ لا على مجرَّد أنَّ الموت قدرٌ لا حيلةَ فيه ولا سبيلَ إلى دفعه على نحو ما يُقال لكل من ذاق الموت من هذه المخلوقات.

    لم يخسر الأستاذ البنا بموتته تلك شيئًا- أي شيء- هكذا يقول كل أحد، أو هكذا يجب أن يقول كل أحد، سواء المؤمن الذي يسمو بمعنى الجزاء حتى يلتمسه عند الخالق في خوالد الجنات، والكافر الذي يسف بمعنى الجزاء حتى يلتمسه عند المخلوقين في خلود الذكر واعتبار التاريخ.

    لقد عاش الأستاذ حسن البنا لغاية آمن به إيماناً شغله عن كل ما يشغل الناس سواه شغله عن أهله وعن ولده وعن نفسه فلو أنه سُئل عن كل ساعة أنفقها في تفكير محرق، أو رحلة جاهدة، أو كتيبة مؤرقة، أو صلاة خاشعة.. ولو أنه سُئل عن مقدار التضحية التي بذلها في سبيل إيمانه هذا لاستطاع أن يقول ضحيت بمالي، وبولدي وراحتي ولم أقصر حياة الشظف والخشونة على نفسى حتى جاوزتها إلى كل ما لهم صلة بي، ثم أخيرًا ضحيت بنفسي.

    ولو أنه سُئل عن الغاية التي تحراها من كل هذا العناء العالي لاستطاع أن يقول بارًا صادقًا: "لم أرد عرض الحياة الدنيا، وإنما أردتُ الله وابتغيتُ ثوابه العظيم، ومثل ذلك حق على الله أن يرضيه حتى يرضى وأن يفتح له أبواب جنته يتبوأ منها حيث يشاء إن شاء الله.

    ولقد عاش الأستاذ البنا في الناس حبيبًا إلى قلوبِ أوليائه، مهيبًا في نفوس أعدائه، وكانت الكلمة تنطلق من فمه لتملأ الأسماع والقلوب والعقول فيجد فيها الولي بسمة الأمل ونشر الغبطة، ويجد فيها العدو بلبلة الفكر وشوك المضجع، ومن حقه رحمه الله وهو بهذا المحل الرفيع في أمته الإسلامية جمعاء أن يتحرك التاريخ مزهوًا ليروي سيرته بين مَن يروي سيرهم، ممَن قامت دعائم عظمتهم على الإيمان والإنتاج لا على الدعاية والتهريج.

    لم يخسر الأستاذ إذن شيئًا بميتته تلك.. وإنما خسرت الإنسانية نعم خسرت الإنسانية ولا أقول خسر الإسلام.. فإن الإنسانية تتعرض في هذه الظروف لأشد محنة تعرضت لها في تاريخها الطويل، وهي محنة المادية الثقيلة التي تريد أن تظفر بالمعاني الروحية، لتعود الإنسانية كلها بعد ذلك حيوانية تتحرك في دفع الشهوات كما تتحرك الآلات في دفع البخار، وقد كان حسن البنا لسان الروحانية المبين، وكان حجتها الواضحة ودليلها الهادي، وكان قوتها المليئة حيوية ونشاطًا.. ولا نحب أن نستمرئ أحضان اليأس حتى نقول: لقد كان الأستاذ كل شيء وبموته انهار كل شيء.. فإنَّ رحمه الله بالناس أرحب من هذا وأوسع، ولئن مضى حسن البنا إلى ربه، لقد كان فيمن ترك من أبنائه مجتمعين القوة التي تكفل لهذه الدعوة أن تهدي وأن تنقذ إن شاء الله.

    إنَّ خيرَ ما يحيى به المؤمنون ذكرى الأستاذ المرشد هو أن يجتمعوا على الحق، وأن يعاهدوا الله في صدق وإخلاص أن يكونوا أصحاب رسالة وأعلام خير ودعاة أخوة ورسل إسلام وسلام".. (مجلة الدعوة- 13 فبراير1951م).

    4- الشيخ: علي حسب الله- أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم

    "في صيف سنة 1927م دخلت مكتبة دار العلوم فوجدتُ الداعية المخلص إلى الله في دعواه الشيخ: محمد عبد العزيز الخولي رحمه الله ومعه شاب ممن تخرجوا ذلك العام في دار العلوم، وما كاد الشيخ يرد التحية حتى قال: تعال أسرع إن صاحبك هذا "حسن البنا" عُيِّن مدرسًا ببلدكم الإسماعيلية وهو غير مستريحٍ لهذا التعيين، فتحدثتُ إليهما حديث المعتز ببلده، وذكرتُ للزميل الكريم ما في طباع أهل تلك البلد من التودد إلى الوافد عليهم، وأنه سيجد فيهم أهلاً بأهل، وإخوانًا بإخوان، وقد صادف هذا الكلام هوًى في نفس الشهيد رحمه الله، ظهرت آثاره بعد سفره.

    جاء الفقيد الإسماعيلية عقب نزاعٍ ديني انقسم فيه المسلمون قسمين:

    قسم متمسك بالقديم على علاته، وآخر عاملٌ لإصلاح عقائد الناس وتطهيرها من أدران البدع والخرافات، وظهر الخلاف في مسائل فرعية كان كل فريق يتمنى أن يسمع من الداعية الجديد ما يؤيد وجهةِ نظره فيها، ولكن حسن البنا كانت غايته أسمى وأعمق من أن يُثير خلافًا أو ينصر فريقًا على آخر، كانت غايته أن يُؤلِّف بين القلوب بالمحبة ويوجهها إلى الله، ويعدها للتضحية في سبيل الحق، ويرى أن هذا كفيلٌ برفع أسباب النزاع، فإنَّ النفوس الطاهرة والقلوب الخالصة في منعةٍ من وساوس الشيطان وعوامل الفرقة والخذلان.

    وقد كان له ما أراد بالنية الصادقة والإخلاص إلى الله، وإذا كان قد تقدمه من المصلحين في العصر الحديث من كان عمله نظريًّا يبدأ من أعلى أو من الوسط فإن حسن البنا رأى أن يبدأ من الأساس الذي بدأ به النبيون دعواتهم، وهو إصلاح العامة والفقراء، فلم يعتمد في بادئ أمره على المال ولا على الأغنياء، ولهذا كان يفضل في دعوته أن يغزو المجالس الشعبية العامة كالمقاهي، وشهدت الإسماعيلية بجهوده انقلابًا هامًّا، فإن ذلك الشباب الذي أعماه الجهل وأضله الفساد الشائع بين الناس، والذي يئس العقلاء من إصلاحه، انقلب شبابًا متدينًا متحمسًا للدين معتزًّا به، وقد فهم لأول مرة وبطريقة عملية أن الدين ليس عبادة في المحراب فقط، بل هو مع هذا عمل متواصل قوي لجمع الشمل وتآزر القوى وإعزاز الأمة، وإحلالها المحل اللائق بها، ومن الرعيل الأول أُلفت الجماعة "الإخوان المسلمون" التي كان أول شعار لها ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وأسمى غايتها ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ثم نمت الشجرة وأينعت وآتت ولا تزال تُؤتي أكلها كل حين بإذن ربها فبارك الله فيها، ومتَّع غارسها برضوانه، وآنسه بالذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". (مجلة الدعوة- عدد 105)


    5- د. محمد يوسف موسى- الأستاذ بكلية أصول الدين

    داعية أول

    "لا بد لكل رسالةٍ ما من دعاة يقومون بها، ومن داعية أول يعيش لها وبها، ولعل أهم ما يميز الداعية الأول بعد ذلك، عمله على كشف الأكفاء لمعاونته في تحقيق رسالته، وعلى كسبهم أنصارًا له واستبقائهم دائمًا بجانبه.

    وقد كان صديقنا المغفور له الأستاذ حسن البنا "داعية" دينيًّا واجتماعيًّا من الطراز الأول، قد جمع الله تعالى له كل ما يجب لنجاح الدعوة، ولعل من أهم ذلك ما لمسته فيه من بصرة النافذ بمَن يصلحون للقيام معه بدعوته، ثم عمله على ضمهم إليه بكل قلوبهم وعقولهم ومواهبهم، عرفتُ ذلك منه بخاصة، حين رغب إلي وآخرين معي في أن نكون رفقاء له في رحلةٍ من القاهرة إلى الإسكندرية ثم رشيد بعد الحرب الماضية.

    وأملنا قوي في أن تزداد الدعوة، دعوة الإخوان المسلمين، كل يوم قلوبًا وعقولاً جديدة، ولا سيما في الأيام التي تنتظر الأمة منهم الكثير، وتدعوهم إلى التقدم بما يرون من خططٍ ودراساتٍ ومشروعاتٍ للإصلاح". (مجلة الدعوة- عدد 105).


    6- د. عبد العظيم المطعني: الأستاذ
    بجامعة الأزهر

    حسن البنا ودعوة لن تموت

    "لم يستطع الغرب أن يبتلع بلاد الشرق الإسلامي عن طريق الحروب الصليبية التي باءت بالفشل، ولم ينصرف الغرب عن التفكير في الشرق بعد فشل تلك الحروب، فحلت مساعي الاستعمار الحديث المسلحة محل تلك الحروب، وخرجت قوافل التبشير إلى ربوع آسيا ومجاهل أفريقيا يساندها تعصب حاقد على الإسلام والمسلمين، ووضعت الخطط السرية لصرف المسلمين عن دينهم ووضعت بإزائها الاعتمادات المالية السخية للإنفاق عليها حتى تبلغ مرادها، فأصبح الإسلام والمسلمون بين فكي كماشة: صراع عسكري يدك المعاقل ويحطم الحصون.. وصراع فكري ينتزع الإسلام من القلوب انتزاعًا أو يشوه صورته في نفوس بنيه؟!

    وقد تعرَّض الشرق الإسلامي لأحداث عنيفة أطاحت بالكثير من معالم حضارته فحروب أو غزوات التتار والمغول التي انتهت بسقوط بغداد ثم الحروب الصليبية ثم تآمر دول أوروبا على دول الخلافة وإسدال الستار على سياسة الباب العالي "الرجل المريض" وتقسيم ميراثه بينهم، وتقسيم الأقطار الإسلامية إلى دويلات كل هذه أحداث حركت المشاعر وأيقظت الهمم في كل مكان، وقد انضم إليها سبب مشابه داخل الأقطار الإسلامية نفسها، وهو تخلف المسلمين وبُعدهم عن دينهم وتفككهم في وقتٍ كان ينبغي أن يكونوا على مستوى الأحداث المحيطة بهم لمقاومتها ورأب ما أحدثته وتحدثه من صدوع؟!

    وكان من رد الفعل أن ظهرت حركات الإصلاح في مواقع متعددة من البلاد الإسلامية، قامت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروفة بالحركة الوهابية، وكانت ثورةً على البدع المستحدثة في الدين ومحاولة لتنقية الدين مما علق به من شوائب، وكان مسرحها شبه الجزيرة العربية وقامت الثورة المهدية في جنوب وادي النيل، وكانت تهدف إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في إطار التوجيهات الدينية التي حاول الاستعمار طمسها وتشويهها.

    وفي شمال غرب أفريقيا قامت الحركة "السنوسية" لكنها كانت ترتكز على التربية الروحية والنزعة الصوفية أكثر من اهتمامها بمشكلات الحياة.

    وقام الشيخ جمال الدين الأفغاني بدعوته المعروفة حول إنشاء الجامعة الإسلامية، ولكن مطلبه كان عزيز المنال؛ لأنه مطلب سياسي يقل من يستجيب له من السادة الكبار.

    والتف حول هؤلاء تلاميذ لهم اتجهوا إلى المنهج الأكاديمي في الدعوة، وظلت قطاعات الشباب في كل مكان تنتظر مَن ينفث فيها روح القوة، ويلمس بتوجيهه شغاف قلوبهم، وقد ادخرت العناية الإلهية لهذه المهمة الجليلة الإمام الشيخ حسن البنا الذي أصبح شعلة لم تنطفئ رغم محاولات الحاقدين من عملاء الاستعمار وأعداء الإسلام محليين ومستوردين.

    شاب يدعو الشباب إلى الإسلام:

    بدأ الإمام الشهيد دعوة الشباب إلى التمسك بالدين في وقتٍ مبكرٍ من عمره إذ كان في الثانية والعشرين منه بعد تخرجه في دار العلوم بعام واحد، وشاب في هذه السن المبكرة يضطلع بهذه المهمة الجليلة، فهو شاب نشأ في طاعة ربه وعبادته ولم تعرف حياته "الباكرة" لهو الشباب وعبثهم، وإلا بدأ دعوته في مرحلة متأخرة قطعًا.

    اتجه الإمام الشهيد- إذن- إلى إصلاح عقيدة الشباب وفكره فأنشأ أول دار للإخوان المسلمين بالإسماعيلية فكانت القطرة التي انهمر منها الغيث وعم القمم والسهول، وباشر دعوته بعقل ناضج وأسلوب واضح.

    منذ عام 1928م، كانت دعوته من أول عهدها شعبية فيمم الشباب وجوههم شطرها، وسرعان ما خرجت من مدينة الإسماعيلية إلى كل أنحاء العالم ثم انتقلت إلى الأقطار الإسلامية والعربية في سرعة البرق ورقة النسيم.

    وقد وهب الله الإمام الشهيد البيان الواضح والأسلوب الحكيم إلى ما عمرت به شخصيته من أدب النفس واستقامة السلوك وفقهه بمقاصد الإسلام، وحفظه للقرآن الكريم والوقوف على أسراره ومعانيه، وروايته للحديث، وإلمامه بعبر التاريخ وفهمه لسيرة أصحاب الرسول- صلى الله عليه وسلم-، ومعرفته بمواطن الضعف في الأمة، وبهذا قد استكمل الإمام الشهيد كل مقومات الداعية المؤثر، والمصلح المطاع كان يعرف إلام يدعو؟ وكيف يدعو؟ ومن يدعو؟ ومتى يدعو؟ بقلب شجاع وسلوك طيب، ولسان فصيح، وحجة ساطعة، فلا غرابةَ أن يلتفت الشباب كله في عزمٍ وثباتٍ حول ذلك المصلح المخلص إلام كان يدعو الإمام الشهيد؟

    كان الإمام متبعًا وليس مبتدعًا، والاتباع هو منهج كل مصلح صادق، أما الابتداع فإنه مسلك كل دجال كاذب، كان الإمام متبعًا ولأنه اتخذ من التمسك بالدين طريقًا للإصلاح، وفي هذا يقول "دعوتنا إسلامية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ فافهم ما شئت، وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب الله وسنة رسوله، وسيرة السلف الصالحين من المسلمين، فأما كتاب الله فهو أساس الإسلام ودعامته، وأما سنة رسوله فهي مبينة الكتاب وشارحته، وأما سيرة السلف الصالح فهم رضوان الله عليهم منفذو أوامره، وهم الصورة الماثلة والعملية لهذه الأوامر والتعاليم، وكان هدف الإمام من تلك الدعوة أن يُعيد الشباب المسلم إلى الإسلام الصحيح بجلاء مفاهيمه، وإيضاح مراميه، فالإسلام منهج حياة بكل ما تتسع له كلمة "الحياة" من معانٍ فهو عقيدة وشريعة، ودنيا وآخرة، بيان وفكر وجهاد ونضال قد وسَّع النشاط البشري كله، لكل مسألةٍ فيه حكم وتوجيه، ولكل مشكلةٍ حل، هو مع المسلم أينما حلَّ في صحوه ونومه، في معلمه ومصنعه، وفي محرابه ومصلاه، في أكله وشربه، هو معه في كل شئونه، وكل محاولة للإصلاح لم تتخذ من إسلام زادها وعدتها باءت بالفشل، ولا سبيلَ لإصلاح شئوننا إلا بالعودة للإسلام"، ولهذا فإنه يطالب بالخطوات الآتية:

    1- إصلاح القوانين: وهذا يكون بموافقة القوانين لأصول الفقه الإسلامي.

    2- إصلاح مظاهر الاجتماع: وهذا يكون بموافقة السلوك لمبادئ الدين الحنيف.

    3- محاربة الإباحية: وهي تتحقق بقمع الشهوات والتحلي بالفضائل.

    4- تنظيم التعليم: بحيث يهدف التعليم إلى حماية العقيدة واستقامة الخلق.

    5- المؤاخاة بين المسلمين: بحيث يكون المسلمون رجلاً واحدًا وقلبًا واحدًا ويدًا واحدةً، وكونوا عباد الله إخوانًا.

    قيمة هذه الدعوة
    جاءت دعوة الأستاد الإمام رد فعل هام للأحداث الخطيرة التي تجمعت آثارها في مطلع العشرين، فقد نشطت الأصوات التي كانت تنادي بترك الحجاب وتدعو إلى سفور المرأة، ونشطت الأقلام التي كانت تدعو إلى القضاء على اللغة العربية الفصحى لتحل العامية محلها، بل وتطالب بأن تكون الكتابة بالحروف اللاتينية لتحل محل الحروف العربية، وأخذ مَن يسمون أنفسهم "أنصار المرأة" ينادون بالاختلاط بين الرجال والنساء في كل مكانٍ بحجة تحرير المرأة كما فعلت المرأة الأوروبية وتعرضت مبادئ الإسلام نفسه للإهمال فترك العمل بكتاب الله وشريعته في الحكم ودور القضاء والنيابة، وحلَّت محلها القوانين الوضعية، وصار الربا مصدرًا من مصادر الكسب لدى الجماعات والأفراد، ونشط عملاء الاستعمار في توجيه الطعنات للإسلام في الصميم، فقبيل قيام الأستاذ الإمام بدعوته الشجاعة بعامين أصدر الدكتور طه حسين كتابه "في الشعر الجاهلي"، وقد طعن في صدق القرآن الكريم، وقال إنَّ وُرود قصة إبراهيم وإسماعيل في القرآن ليس بدليلٍ كافٍ على وجودهما التاريخي، كما شبَّه القرآن بقصائد أمية ابن أبي الصلت الشاعر الجاهلي وبرئ الدكتور طه حسين في مقدمةِ كتابه ذلك من دينه وعقيدته، وأخذ يُدرِّس تلك السموم التي احتوى عليها كتابه للشباب في الجامعة المصرية الناشئة.

    هذه النزعات الخطيرة لو لم تقم في وجهها دعوةٌ صلبةٌ تؤمن بالحقِّ وتذود عنه، وقد تمثلت تلك الدعوة في جهود الإمام الشهيد لانتزعت الإيمان من قلوبِ الناس انتزاعًا وخاصةً الشباب، ومن هنا تكتسب دعوة الإمام البنا قيمتها.

    ولم يأبه أنصارها مما أصابهم في سبيلها من أذى، والتاريخ على هذا خير شاهد، قيام بالحق، وذود عن الدين وحراسة لقيمه في إباء وشمم، وما زالت دعوته تؤتي ثمارها- ولا تزال حتى ينصر الله حزبه وجنده وجند الله هم الغالبون.

    سر بقائها واستمرارها:
    تجاوزت دعوة الإمام البنا الخمسين عامًا تعمل بجدٍّ وإخلاصٍ لنصرةِ الإسلام عقيدةً وشريعة، وهي قوة وصلابة لم يلحقها تغيير ولا تبديل في مبادئها الأصيلة التي عُرفت بها من إنشائها، ولم يزهد أنصارها فيها أنهم تعرضوا لضربات غاشمة ثلاث كرات استشهادًا واعتقالاً وسجنًا واضطهادًا وتعذيبًا ورميًا لهم بالإرهاب والوحشية، بل إنهم كانوا يخرجون من كل محنةٍ وهم أصلب عودًا وأثبت قدمًا، حتى أصبحت حركة الإخوان أكبر حركة إسلامية في العصر الحديث وأبقي أثرًا فهل لذلك ولهذا السبب؟ نعم:

    أما ثباتها واستمرارها فلأنها دعوة قامت على الحقِّ والحق ثابت لا يتغير، فمبادئ الإسلام هي هي منذ أقرها عليه الصلاة والسلام، وكل دعوة تعتمد على مبادئ الإسلام لا ينالها تغييرٌ ولا تبديل، أما النظم الأخرى عُرضة للخطأ، ولهذا فإنَّ الخمسين عامًا هذه قد تبدَّلت فيها أحوالٌ وتغيرت.. فكم من المذاهب قامت ثم سقطت وحلَّت محلها اتجاهات أخرى مرات ومرات في كلِّ بلدٍ من بلدان العالم المعاصر، بل إنَّ مصر نفسها- موطن الدعوة قد مرَّت بكثيرٍ من التجارب الفكرية والسياسية خلال هذه المدة، ويقرر اليوم منهج ثم يأتي الغد فيلغي ويبحث عن بديل له، بل إنَّ عهد الثورة المصرية الأخيرة قد عرف حتى اليوم اتجاهات عدة وما زلنا نرى سلوكًا يحل محل سلوك، نستقبل الجديد بالثناء والأمل ونودع القديم بالذم ونرميه بالقصور.

    وأما التفاف الشباب حولها في عزمٍ وثبات فيفسره لنا العلامة ابن خلدون في مقدمته؛ حيث يقول إن العرب لا يجتمعون إلا حول قيادة دينية ولا ينتصرون إلا بقيادةٍ دينية، وقد صدق التاريخ هذه القاعدة فقبائل العرب المتفرقة المتناحرة صنع منها الإسلام بقيادة محمد- صلى الله عليه وسلم- خير أمة أخرجت للناس دكت عروش كسرى فارس وقيصر الروم وملأت الأرض عدلاً ونورًا، وصلاح الدين الأيوبي حينما تمسك بالإسلام وحَّد صفوف العرب والمسلمين جميعًا، فكانت كل المنابر في العالم الإسلامي تدعو له مخلصةً بالنصر، ويؤمن المصلون في صوتٍ هادر قائلين آمين.

    ذلك هو الطريق فهل نحن سالكوه؟.. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ "صدق الله العظيم".



    المرفقات
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Attachmentالبنا 2.jpg
    لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
    (9 Ko) عدد مرات التنزيل 2
    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 1oooyty76

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 30/5/2011, 9:39 am

    AhmedMaher كتب: لازال الاخ الفارس
    يمطتى حصانه الوردى وينظر للاحداث من اعلى فيظهر له الوضع راسيا مخفى الجوانب والاتجاهات؛الم اقل لك انها مباراه كره القدم ..

    والمباراه اليوم
    تحتم على مديرها الفنى اللعب على الاجناب ومن العمق؛وهو ما يعنى توسيع رقعه الانتشار قدر المستطاع؛.

    انفصال الدكتور ابو الفتوح

    و

    انقلاب بعض شباب الاخوان

    لعبتان سياسيتان المقصد الاول والاخير منهم هو توسيع رقعه الانتشار للاخوان بين طوائف المجتمع المصرى ؛ولم ينفصل ابو الفتوح عن الجماعه ولن ينفصل ؛ولم ينقلب شباب الاخوان على ابائهم ولن يحدث؛؛؛؛؛؛
    لماذا؟؟؟

    لان جماعه الاخوان """فكر""" وليست جمعيه او هيئه ؛هل لك ان تغير افكرك ومعتقداتك فى ثوانى ؟؟؟؟؟

    انا معك
    وجاهز

    كلامك استاذ احمد يدل على ان الاخوان يلعبون السياسه وبقذترة اذا صح ما تقول فلم يعد الاخوان هم الاخوان التى اسسها حسن البنا
    ما اسوأ ان يتلوث انصار الدين بخطايا السياسه
    انت بذلك لا تدافع عن الاخوان ولكن تتهمهم باعهم متحلوت ومتلونون
    وبذلك اذا ارتقو الى سلم السلطه سيتلونون من جديد
    اكمل وانا معك
    ارجوك راجع فكرك الذى تحترمه
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 2:57 pm

    نحن نوضح الامور
    ونتمنى ان يفهمها الاخر
    على جانبها الصحيح؛يا استاذ طارق::::::
    ان الضرورات تبيح المحظورات؛الم يقل الرسول ان للمسلمين رخص لابد من الاخذ بها ؛الدين منزه عن الالاعيب والمباريات فالشريعه الاسلاميه ثابته ويعلمها ويتعلمها الجميع ؛لكن لا مانع من الاخذ بالرخص اذا اضطررت لذلك؛فلو ان لديك فى بيتك خمس بنات وخمس اولاد هم كلهم ابنائك ووجدت فيهم اختلاط للفهم من الغرب ومن الاعلام المغرض ؛فهل تقتلهم انهم لا يؤمنون او انهم لا يصلون فهل تحكم عليهم بالكفر وتتجنبهم ؛ام تتذاكى وتنزل الى مستواهم وتحابيهم وتدللهم حتى يحبوك ؛فان احبوك اصبحت انت مائهم وهوائهم فامرت فيهم اطاعوك ولو صححت لهم اقتنعوا معك ؛وكل هذا وغايتك محفوظه داخلك فانت تنتوى الخير وتدل عليه ؛والدال على الخير كفاعله؛

    ان ما وصل اليه المسلمون من التخبط فى الفكر لا يستدعى ان نكفرهم ولو كان تكفيرهم يصح ؛انما الذكاء ان تصحح لهم بكل الطرق المتاحه وكل الاساليب المتاحه حتى تضمن عودتهم الى الدين دون رجوع ؛يا اخى العزيز انت تعلم ان اصعب شىء فى الوجود هو تغيير الافكار والمعتقدات والاخوان من هذا المنطلق يصححون على خطى بطيئه شىء ما لضمان تثبيت الفكر الدينى دون خروج مره اخرى من الرأس.

    ومع كل هذا
    لم يضروا الدين فى شىء بل هم يؤمنون كل الايمان ان صلاح الرعيه بصلاح الراعى ؛فانا اؤثر فى بيتى لانى ولى امرهم والاستاذ يؤثر فى كل تلاميذه لانه معلمهم اما رئيس البلاد فهو يؤثر فى الشعب كله ...

    لك تحياتى
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 4:28 pm

    الحلقه الثالثه


    وسائل التربيه عند الاخوان المسلمين:

    ولانه موضوع طويل جدا ؛فقد تم فيه تأليف الكتب والتمحيص والتدليل ؛ولانه اساس قيام دعوة الجماعه وترتيب منهجهم وهو اساس فكرهم ؛

    ولكل هذة الاسباب

    اخترت لسيادتكم هذا الكتاب
    الذى يوضح دون ريب او شك اساس العمل الجماعى والفردى لدى الاخوان المسلمين منذ نشأتها حتى اليوم؛ولسيادتكم الرابط:::::

    http://www.4shared.com/file/58722486...ified=1f411b32

    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 4:41 pm

    الحلقه الرابعة

    دور التيار الإسلامي في الصراع ضد الصهيونية
    يمكن تقسيم مراحل الصراع بين المسلمين عربًا وغير عرب، وبين اليهود وحلفائهم على النحو التالي:
    المرحلة الأولى: تأسيس الحركة الصهيونية :
    حيث تم تأسيس الحركة الصهيونية المستندة إلى فكرة القومية اليهودية، والمتبنية لمشروع إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين (دولة إسرائيل).. ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تبنى عدد من المفكرين اليهود الدعوة إلى تكوين قومية يهودية، وبلور هذه الدعوة المفكر اليهودي الروسي "بينسكر" في كتابه "التحرير الذاتي" الذي أصدره في عام 1882م، ولكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض والمعارضة من بعض المفكرين اليهود المتدينين، وتبلورت هذه المعارضة في المؤتمر الوطني العام لممثلي الدين الإصلاحي اليهودي الذي انعقد في مدينة بيتسبورغ بالولايات المتحدة في عام 1885م، حيث أصدر بيانًا يرفض فيه فكرة العودة إلى فلسطين معلنًا أن أمريكا هي "صهيوننا".
    ولكن هذه المعارضة لم تصمد طويلاً، فقد انبرى ثيودور هرتزل إلى إذكاء نيران الفكرة الصهيونية في كتابه "الدولة اليهودية" الذي أصدره في عام 1895م، حيث دعا فيه جهارًا إلى تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم تبع ذلك انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل في عام 1897م، حيث تكرَّسَت في هذا المؤتمر الفكرة الصهيونية، وأخذت الحركة الصهيونية شكلها الحركي والتنظيمي بعد أن هزمت فكرة إقامة الوطن القومي اليهودي- أي دولة إسرائيل في فلسطين - جميع الاقتراحات الأخرى الداعية إلى إقامتها في أوغندا أو الأرجنتين وغيرها.
    المرحلة الثانية: تنفيذ مقررات مؤتمر بال :
    وهي مرحلة التمهيد لتنفيذ مقررات مؤتمر بال. وقد اتخذت هذه المرحلة مَنْحَيَيْن:
    الأول في اتجاه إيجاد ثقل ديمغرافي لليهود في فلسطين من خلال تشجيع الهجرة اليهودية إليها..
    والثاني في اتجاه الحصول على اعتراف دولي يضفي شرعية على الفكرة الصهيونية ومشروعها لإقامة دولة (إسرائيل) في فلسطين.
    دور التيار الإسلامي :
    مثَّلت الدولة العثمانية الإسلامية التيار الإٍسلامي في مواجهة الاتجاه الأول من هذه المرحلة.. فقد جاءت أول محاولة صهيونية لتهجير اليهود إلى فلسطين في عام 1850م على شكل مشروع وضعه الصهيوني البريطاني "إيرل. إن. شانتري"، وتبناه وقدمه إلى الدولة العثمانية وزير خارجية بريطانيا "بانشتون"، ولكن الخليفة العثماني المسلم عبد المجيد خان - والد عبد الحميد الثاني - رفض المشروع بحزم .. وعندما انفضح دور اليهود في المؤامرة على قيصر روسيا إسكندر الثاني عام 1881م، تقدمت منظمة "أحباء صهيون" باسترحام للخليفة العثماني عبد الحميد الثاني للسماح ليهود روسيا المضطهدين بسبب تآمرهم على القيصر بالهجرة إلى فلسطين، فكان جواب السلطان حازمًا بالرفض ... وفي عام 1892م حاول بعض اليهود الألمان الاستيطان في منطقة الساحل الشرقي لخليج العقبة، وأقاموا مستوطنة لهم في "المويلح"، فأصدر السلطان أمرًا في 16 شباط/ فبراير 1892م لقواته المرابطة في السعودية بإعادة المستوطنين اليهود من حيث أتوا... ثم بدأت محاولات هرتزل بعد مؤتمر بال لإغراء وإغواء السلطان عبد الحميد بكل وسائل الإغراء والإغواء، ومستغلاً وساطة العشرات من الزعماء الأوروبيين لدى السلطان لثنيه عن موقفه الرافض لفتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ولا أريد أن أفصل كثيرًا فيما جرى من صراعات بين السلطان عبد الحميد وهرتزل حول هذا الأمر، فمجال ذلك في الكتب الكثيرة التي تحدثت عن هذه الصراعات، ولكنني أريد أن أَخْـلُصَ إلى القول بأن الدولة العثمانية وخليفتها عبد الحميد الثاني دفعا ثمنًا غاليًا مقابل الموقف الإسلامي الصلب ضد الهجرة اليهودية، حيث استطاع اليهود في نهاية المطاف اجتياز هذه العقبة الكؤود المتمثلة في الدولة العثمانية وخليفتها السلطان عبد الحميد حين تمكنت المحافل الماسونية من الإجهاز عليه وخلعه من الخلافة في عام 1908م، وتسليم زمام أمور الدولة العثمانية إلى الماسونيين من زعماء حزب الاتحاد والترقي.
    ولكن مع كل ذلك فإن دور السلطان عبد الحميد كممثل للضمير الإسلامي الصادق لا يمكن أن يُنسى في مواجهة المخططات الصهيونية ضد فلسطين.
    ومن الإنصاف أن أشير إلى أن فلسطين بعد إزاحة السلطان عبد الحميد، كانت من نصيب أهل فلسطين بقيادة العلماء، وبدعم معنوي متقطع من الشعوب العربية والإسلامية التي كان كل شعب منها منشغلاً بهمومه، كما كان لفتاوى علماء المسلمين بتحريم بيع الأراضي والعقارات لليهود تأثير في إعاقة عملية الهجرة ... ولقد بذل أهل فلسطين بأغلبيتهم المسلمة كل ما يستطيعون من جهد في مواجهة الهجرة اليهودية، وقاموا بصراعات مريرة على كافة الجبهات السياسية والعسكرية والإعلامية من أجل ذلك، ولعل أبرز محطات دَور التيار الإٍسلامي في هذه المرحلة يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
    1- كانت أول مواجهة دموية بين المسلمين واليهود في الرابع من نيسان / إبريل 1920م، عندما اعترض اليهود موكبًا للمسلمين متجهًا للاحتفال بموسم النبي موسى عليه السلام، وهو احتفال تقليدي دأب المسلمون في فلسطين على تنظيمه سنويًّا، وحاول اليهود إهانة الأعلام التي يحملها المسلمون، فجرت مشادة لم تلبث أن تحولت إلى معركة بالسلاح، ثم لم يلبث أن انضم الجنود الإنجليز إلى جانب اليهود فسقط من اليهود تسعة قتلى ومن المسلمين أربعة شهداء.
    2- كان قد سبق تلك المواجهة الدموية انعقاد مؤتمر وطني فلسطيني في الخامس من آذار/ مارس 1919م أعلن فيه الفلسطينيون بأغلبيتهم المسلمة رفضهم لوعد بلفور، ورفضهم للهجرة اليهودية إلى فلسطين.
    3- توالت المؤتمرات الوطنية التي كان يغلب عليها التوجه الإسلامي، والتي كان يشرف على تنظيمها الإسلاميون خاصة الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، كما توالت الوفود السياسية في زيارات إلى العواصم الأوروبية لإبراز الرفض الفلسطيني للهجرة اليهودية إلى فلسطين، ولإبراز الرفض لوعد بلفور.
    أما الاتجاه الثاني في هذه المرحلة - وهو الحصول على اعتراف دولي بالفكرة الصهيونية - فقد تمكن اليهود من خلال إقناعهم للحكومة البريطانية بأسلوب ابتزازي، من إصدار وعد على لسان وزير خارجية بريطانيا "بلفور" في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917م، يتعهد بمساعدة اليهود على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، فاكتسبت الفكرة الصهيونية ومشروعها لإقامة "دولة إسرائيل" اعترافًا دوليًّا، ولم تلبث فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية أن سارعت لإصدار تعهدات مماثلة.
    المرحلة الثالثة: تعزيز الوجود اليهودي في فلسطين
    وتأتي بعد تعزيز الوجود اليهودي في فلسطين وتأسيس العصابات اليهودية العسكرية لحماية الوجود اليهودي من جهة، ولتُكَوِّن نواة للجيش الذي ستناط به مهمة إقامة "دولة إسرائيل" في فلسطين.
    تجلى دور التيار الإسلامي في مواجهة تزايد الوجود اليهودي ومواجهة العصابات اليهودية، في العديد من الانتفاضات والثورات والنشاطات الجهادية ، أذكر منها ما يلي:
    أ- ثورة البُراق: ففي يوم العشرين من آب / أغسطس 1929م اندلعت معركة عنيفة بين المسلمين واليهود والبريطانيين إثر محاولة اليهود الاستيلاء على حائط البراق الشريف، واستمرت المعركة داخل القدس، وعلى مقربة من حائط البراق الذي يسميه اليهود "المَبْكَى" حتى مساء 23 آب / أغسطس وقتل من اليهود 28، واستشهد 13 من المسلمين، ثم انتقل القتال إلى أنحاء أخرى من فلسطين مما اضطر الإنجليز إلى جلب إمدادات من خارج فلسطين، واستعانوا بالطائرات، وزوَّدوا العصابات اليهودية بالسلاح، واستمرت الثورة 15 يومًا قتل وجرح فيها 472 يهوديًّا، واستشهد وجرح 338 مسلمًا. وأعقب الثورة حملة من الاعتقالات، وصدرت أحكام بإعدام 20 من الثُوَّار المسلمين، ونُفِّذَ الحكم في ثلاثة منهم في يوم الثلاثاء 17 حزيران / يونيو 1930م وهم : فؤاد حجازي، وعطا الزير، ومحمد جمجوم ... وأثارت هذه الأحكام وما أعقبها من إجراءات قمعية ضد عرب فلسطين، ردود فعل في الوطن الإسلامي، وجاء أول رد فعل عملي في تنادي علماء المسلمين في فلسطين إلى عقد مؤتمر إسلامي عالمي في القدس لنصرة الشعب الفلسطيني المسلم، وانعقد المؤتمر في ليلة الإسراء والمعراج 4 كانون الأول/ ديسمبر 1931م، وشارك فيه ممثلون للمسلمين من 22 قطرًا.
    ب - ثورة الشهيد عز الدين القسَّام: يمكننا القول إن ثورة الشيخ عز الدين القسَّام- السوري المنبت - كانت أول رد فعل حركي منظم يمثل التيار الإسلامي في الصراع ضد اليهود في فلسطين، فقد كانت ثورته وليدة جهود منظَّمة أشرف عليها الشهيد القسَّام لتجميع الإسلاميين حول فكرة الجهاد، منطلقًا بدعوته من مسجد الاستقلال في حيفا، لينتقل بعد ذلك إلى منطقة جنين ونابلس وطولكرم، لتكون مسرحًا لعملياته الجهادية ضد الإنجليز حماة اليهود، وضد العصابات اليهودية، متخذًا من غابات "يَعْبَد" مقرًّا لقيادته. ولكن القوة الغاشمة غلبت الفئة المؤمنة، ففي الخامس والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1935م ارتقى شهيدنا القسَّام وعدد من إخوانه المجاهدين إلى جنان الخلد شهداء في سبيل الله دفاعًا عن أرض فلسطين المسلمة بعد حصار مُحْكم فرضته القوات البريطانية، وبعد معركة دامية أبلى فيها المجاهدون بلاءً حسنًا.
    ج - ثورة عام 1936م: لم تذهب دماء شهيدنا القسَّام ودماء إخوانه هدرًا، بل كانت الجذوة التي زادت من ثورة أهل فلسطين بتحريض من العلماء المسلمين، فما كادت تمضي أشهر قليلة على استشهاد القسَّام وإخوانه حتى اندلعت في العشرين من نيسان/ إبريل 1936م ثورة جهادية انطلقت من يافا إلى القدس والخليل وحيفا، ثم لم تلبث أن شملت كل مدن وقرى فلسطين، وشهدت بطاح فلسطين طوال أشهر أيار/ مايو وحزيران/ يونيو وآب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر، وحتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، معارك جهادية ضد البريطانيين واليهود كان من أشهرها معارك بلعا وترشيحا وجبع، ولم تتوقف الثورة إلا بعد أن انخدع أهل فلسطين بنداء من بعض ملوك العرب يطلبون إليهم إيقاف ثورتهم والاعتماد على حسن نوايا الحليفة بريطانيا، فما إن أوقفوا ثورتهم حتى شددت بريطانيا الخناق عليهم، وأمْعَنَت في تزويد اليهود بالسلاح.
    وقد جاء رد الفعل الأقوى انتصارًا لثورة أهل فلسطين عام 1936م من خارج فلسطين، من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكان على النحو التالي:
    - في شهر آذار/ مارس 1936م، قررت الهيئة التأسيسية للجماعة في اجتماع استثنائي تشكيل لجنة مركزية لمساعدة شعب فلسطين برئاسة الإمام الشهيد حسن البنَّا.
    - في 18 أيار/ مايو 1936م، بعث الإمام الشهيد برقية إلى مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني يؤكد فيها وقوف الإخوان إلى جانب إخوانهم أهل فلسطين.
    - وجه الإمام الشهيد رسالة إلى لجنة جمع التبرعات لمساعدة الحبشة، يطلب تحويل جزء من الأموال التي جمعت لمساعدة شعب فلسطين.
    - دعا مكتب إرشاد الجماعة في مصر، الإخوان المسلمين خاصة والأمة المسلمة عامة، للقنوت في كل صلاة والدعاء بالنصر لشعب فلسطين في ثورته ضد الإنجليز واليهود.
    - أسس الإمام البنَّا صندوقًا أسماه صندوق قرش فلسطين، ودعا كل مصري إلى التبرع بقرش لمساعدة إخوانه في فلسطين كحد أدنى، واشترى بما تجمع في الصندوق سلاحًا وعتادًا أرسلها سرًّا إلى المجاهدين في فلسطين.
    - نظَّم الإخوان حملة شارك فيها آلاف من دعاة وشباب الإخوان جابوا كل أنحاء مصر لتعريف الشعب المصري بقضية فلسطين وجمع التبرعات لمساعدته.
    - وجَّه الإخوان نداءات تدعو المصريين لمقاطعة المصانع والمتاجر التي يملكها يهود في مصر، مؤكدين أن كل قرش يُدفع لهؤلاء يتحول إلى رصاصة تقتل مسلمًا فلسطينيًّا.
    - وزَّع الإخوان مئات الآلاف من المنشورات والكتب التي تفضح إجراءات الإنجليز القمعية ضد شعب فلسطين، ومن هذه الكتب كتاب "النَّار والدمار في فلسطين" الذي أصدرته اللجنة العربية العليا لفلسطين، واعتقل الإمام الشهيد بعد توزيعه.
    د- ثورة أعوام 1937م، 1938م، 1939م: لم تفتّ النكسة التي واجهتها ثورة 1936م بسبب انخداعها بنداء بعض ملوك العرب في حماس أهل فلسطين، إذ لم تنقضِ أشهر حتى كانت جذوة الثورة قد اتقدت من جديد بقيادة العلماء كالشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، والشيخ فرحان السعدي، والشيخ أبو الفيلات، وشهدت هذه الثورات بطولات فردية نادرة قام بها المجاهدون وأدت إلى مقتل العديد من ضباط الإنجليز ومنهم حاكم لواء الجليل أندروز، ومساعده جوردن، والضابط العربي الخائن حليم بسطا، وحاكم جنين موفات، وشهدت سنوات 37 و38 و39م، معارك عنيفة خاضها المجاهدون ضد الإنجليز والعصابات اليهودية لا مجال لذكر تفاصيلها الآن.
    ولم يقف الإمام الشهيد حسن البنَّا مكتوف اليدين أمام هذه التطورات، بل صعَّد من نشاطاته في دعم إخوانه في فلسطين، وتمثلت نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في تلك المرحلة فيما يلي:
    - في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1937م وجَّه مكتب إرشاد الجماعة مذكرة احتجاج للسفير البريطاني في القاهرة ضد وعد بلفور، مؤكدًا وقوف الإخوان إلى جانب إخوانهم شعب فلسطين.
    - في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 1937م قاد الإمام البنَّا مظاهرة ضخمة في القاهرة انتصارًا لقضية فلسطين، في نفس الوقت الذي كانت فيه عشرات المظاهرات التي يقودها الإخوان تجوب كبرى المدن المصرية.
    - عقد الإمام الشهيد مؤتمرًا شعبيًّا أسماه "المؤتمر الشعبي العربي لنصرة فلسطين"، وانعقد المؤتمر في سرايا آل لطف الله بالقاهرة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1938م.
    المرحلة الرابعة: المواجهة العسكرية المباشرة
    وهي مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة مع اليهود وراعِيَتِهم - آنذاك - دولة بريطانيا العظمى ... فمع بداية عقد الأربعينيات أصبح واضحًا أن الصراع أخذ يتجه نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع اليهود .. وكان التيار الإسلامي داخل فلسطين وخارجه من أوائل المنتبهين لهذه الحقيقة، وكان لا بد أن يكون له دور في مواجهة هذه المرحلة الحاسمة، وهي مرحلة الاحتكاك العسكري المباشر، وقد تجلى دور التيار الإسلامي على النحو التالي:
    - أدرك الإمام الشهيد حسن البنَّا ضرورة وجود نواة قوية للجماعة داخل فلسطين وفي الأقطار المجاورة لها لتكون على استعداد تام للقيام بواجبها الجهادي حين يَجِدُّ الجَدُّ .. ولذلك فقد عمد إلى إرسال عدد من دعاة الإخوان المسلمين إلى فلسطين وشرقي الأردن وسوريا ولبنان .. لنشر الدعوة فيها، ولم يكد عقد الأربعينيات ينتصف حتى كان للإخوان وجود حقيقي وقوي في هذه البلدان.
    - بعد أن انتشرت تنظيمات الجماعة في فلسطين وما حولها، عَمَدَ الإمام الشهيد إلى إرسال عدد من المدربين العسكريين بقيادة الصَّاغ محمود لبيب لتدريب شباب الإخوان في فلسطين على السلاح.
    - أوكل الإمام الشهيد للصاغ محمود لبيب مهمة الإصلاح بين منظمَتَي النجادة والفتوة، ونجح الصاغ لبيب في مهمته، وأصَرَّ عليه قادة المنظمتين للإشراف على تدريب أعضائهما ففعل.
    - في عام 1946م عقد الإخوان في سوريا ولبنان مؤتمرهم السنوي السادس، وأعلنوا فيه عن تشكيل لجنة للدفاع عن فلسطين .. وفي 17 تشرين الأول / أكتوبر 1947م عقد الإخوان المسلمون في فلسطين مؤتمرًا لهم في حيفا، وأعلنوا فيه عن استعدادهم للجهاد دفاعًا عن فلسطين.
    - في 15 كانون الأول / ديسمبر 1947م كانت جموع الإخوان بقيادة الإمام الشهيد تتظاهر في القاهرة انتصارًا لفلسطين ووقف الإمام البنَّا ليعلن بصوتٍ جهوري: " لبيك فلسطين..دماؤنا فداء فلسطين.. إنه إن كان ينقصنا السلاح فسنستخلصه من أعدائنا.. لقد تألبت الدنيا تريد أن تسلبنا حقنا، وقد عاهدنا الله تعالى أن نموت كرامًا أو نعيش كرامًا".
    - في شهر أيار / مايو 1948م بعث الإمام الشهيد برقية إلى زعماء العرب المجتمعين في مدينة عالية بلبنان يؤكد فيها استعداد عشرة آلاف مجاهد من الإخوان المسلمين للاستشهاد في سبيل الله دفاعًا عن فلسطين.
    وبدأت الحرب الحقيقية ففي شهر أيار / مايو 1948م انسحبت القوات البريطانية من فلسطين بعد أن دجَّجت العصابات اليهودية بالسلاح، وكان لا بد للمعركة أن تبدأ، فتدخلت الجيوش العربية التي كانت قياداتها تحت سيطرة الضباط الإنجليز المباشرة، ووحَّد الشعب نفسه بين نار العصابات اليهودية وبين تخاذل القيادات العربية الرسمية وخياناتها، ولم يجد له من نصير حقيقي غير التيار الإسلامي ممثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، وكانت مشاركة الإخوان في تلك المرحلة على النحو التالي:
    أ- إخوان فلسطين: شكَّل الإخوان الفلسطينيون مجموعات جهادية وخاصة في المناطق الشمالية والوسطى، حيث شنَّت هجمات على التجمعات اليهودية إما وحدها وإما بالتعاون مع المتطوعين من الجماعات الجهادية الفلسطينية الأخرى كالجهاد المقدس والنجادة والفتوة. وبعد وصول المجاهدين الإخوان من مصر والأردن وسوريا والعراق، انضمَّ إخوان فلسطين إليهم كل حسب المنطقة التي استقر الإخوان القادمون من الخارج فيها.
    ب - الإخوان المصريون: تسلَّلت أول مجموعة من المجاهدين من إخوان مصر إلى فلسطين تحت ستار رحلة علمية إلى سيناء، وذلك في حيلة لعبور الحدود المصرية إلى فلسطين، حيث كانت الحكومة المصرية قد أصدرت أمرًا بمنع عبور المجاهدين إلى فلسطين، ووصلت المجموعة إلى فلسطين بعد دخول سيناء في شهر آذار/ مارس 1948م، أي قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين، ثم ما لبثت أن لحقت بها مجموعات أخرى توزعت على جبهات غزة والخليل والوسط .. وخاض إخوان مصر أول معركة مواجهة مع اليهود في الساعة الثانية من فجر الرابع عشر من نيسان/ إبريل 1948م، حين هاجمت مجموعة بقيادة الشهيد يوسف طلعت مستعمرة كفار ديروم الحصينة، وقدم الإخوان في هذه المعركة 20 شهيدًا دون أن يُفْلِحوا في اقتحام المستعمرة، وعادوا ليهاجموا المستعمرة في فجر اليوم العاشر من أيار/ مايو 1948م بقيادة المجاهد أحمد لبيب الترجمان، وقدموا 70 شهيدًا في تلك المعركة، ولكنهم لم يفلحوا في اقتحامها أيضًا. ومن المعارك التي خاضها إخوان مصر معركة الاستيلاء على مستعمرة رامات راحيل، حين هاجمت مجموعة من مجاهدي الإخوان المستعمرة في منتصف ليل السادس والعشرين من أيار/ مايو 1948م، وتمكنت من الاستيلاء على المستعمرة الحصينة وقتلت في المعركة أكثر من 200 جندي يهودي ... كما خاض إخوان مصر معارك عديدة، من أهمها معركة استرداد موقع التَّبَّة رقم 86 بعد أن خسرها الجيش المصري، وكان هذا الموقع يشكِّل مقتلاً للجيش المصري فيما لو بقى اليهود فيه.
    ولا أريد أن أسهب في الحديث عن جهاد إخوان مصر في هذه المرحلة. إذ يمكن الاطلاع على المزيد في المراجع التي تحدثت عن هذا الجهاد الميمون، ولكني أريد أن أتوقف عند الدور الخياني الذي لعبه ملك مصر الهالك فاروق وحكومته الواقعة تحت سيطرة الإنجليز في التآمر على إخوان مصر في الوقت الذي كان فيه مجاهدوهم يؤدون - نيابة عن شعب مصر - شرف الدفاع عن فلسطين.
    ففي الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1948م صدر القرار العسكري رقم 64 لعام 1948م القاضي بحل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وبعد أيام من هذا القرار صدرت الأوامر للجيش المصري المرابط في غزَّة بجمع أسلحة المجاهدين من إخوان مصر .. وفي 12 شباط / فبراير 1949م صُعِقَ المجاهدون بخبر اغتيال الإمام الشهيد حسن البنَّا في وسط القاهرة في منتصف النهار .. وبعد يومين من اغتياله صدرت الأوامر باعتقال مجاهدي الإخوان المصريين، وزُجَّ بهم في معتقل رفح حتى 18 حزيران/ يونيو 1949م، حيث نُقِلُوا بعد ذلك إلى مصر مكبَّلين بالحديد ليقبعوا في سجون مصر من جديد.
    ج - الإخوان السوريون والأردنيون والعراقيون: شارك الإخوان السوريون بقيادة المجاهد الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان في سوريا يومذاك، وكان لهم دور مهم في الدفاع عن القدس العربية، كما شارك الإخوان الأردنيون بقيادة المجاهد الحاج عبد اللطيف أبو قورة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن يومذاك، وكان مقر قيادتهم في صور باهر قريبًا من القدس، وشارك عدد محدود من الإخوان العراقيين بقيادة المجاهد الشيخ محمد محمود الصَّوَّاف المراقب العام للإخوان في العراق يومذاك.
    وينبغي الإشارة إلى مشاركة عدد من الإخوان المسلمين الليبيين، وعدد من المسلمين اليوغسلاف الذين استضافهم إخوان مصر بعد فرارهم من حكم الشيوعي تيتو، وكان لهؤلاء دور في تدريب الإخوان على فنون المتفجرات.
    المرحلة الخامسة: ما بعد تأسيس الكيان الصهيوني
    وهي ما بعد تأسيس الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين، بعد أن تكاتفت الخيانة الرسمية العربية مع الدعم الغربي والشرقي الشيوعي لإنجاح المشروع الصهيوني.
    لعب التيار الإسلامي في هذه المرحلة دورًا مهمًّا في مواجهة الكيان الصهيوني، حيث انتقلت نشاطات الإخوان إلى مجالات جديدة من ميادين العمل السياسي والإعلامي والإعداد الجهادي، وقد تجلَّت هذه النشاطات وبالمقدار الذي كانت تسمح به الإمكانيات، خاصة في وقت كانت الجماعة الأم في مصر تَمُرُّ فيه بمحنة تمخضت عن اغتيال إمامها الشهيد، والزج بقيادات الجماعة وأعضائها - بعد حلها - في السجون والمعتقلات وذلك على النحو التالي:-
    - لعب الإخوان في سوريا والأردن والعراق دورًا مهمًّا في رفع معنويات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بعد الإحباط الذي أصابهم إثر نجاح اليهود في إقامة دولتهم في الجزء الذي احتلوه من فلسطين، كما لعبوا دورًا مهمًّا في إبقاء جذوة القضية الفلسطينية، وتبنوا الدعوة إلى ضرورة انتهاج سبيل الجهاد كطريق وحيد لتحرير فلسطين، وقد تجلى هذا الدور في النشاطات التالية:
    - تبنت صحافة الإخوان المتاحة حينذاك، "الكفاح الإسلامي" في الأردن، "المنار" و "الشهاب" في سوريا، "الأخوة الإسلامية" في العراق، "المسلمون" في مصر ودمشق وجنيف، "الإخوان المسلمون" في مصر ، وغيرها من الصحف المتعاطفة مع الإخوان، تبنَّت القضية الفلسطينية بكل أبعادها الإعلامية والإنسانية والسياسية والعقائدية.
    - تعبيرًا عن اهتمام الإخوان المسلمين بقضية فلسطين، قام المرشد الصابر الأستاذ حسن الهضيبي بزيارة خاصة إلى الأجزاء التي لم تُحْتَل من فلسطين، وإلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان، وتمت الزيارة في شهر تموز/ يوليو 1954م، وشدَّد فضيلته في كل لقاءاته على اهتمام الجماعة بقضية فلسطين، ونقلت الصحافة الأردنية والسورية والمصرية واللبنانية تصريحاته ومنها على سبيل المثال: "إن الإخوان المسلمين في جميع البلاد الإسلامية يذكرون دائمًا فلسطين، ويذكرون جراح أهلها، وهي جراح في قلوبهم، وإنهم يشاركون الفلسطينيين العمل لتحقيق الأمل في استرداد بلادهم الحبيبة".. "فلسطين لن تعود إلى أهلها إلا بمثل القوة التي سلبت بها، وقد يتراءى ذلك بعيدًا لبعض ذوي الهمم الضعيفة، ولكن الحق لا بد أن ينتصر".
    - خصصت صحيفة "الشهاب" الإخوانية (سوريا) عددها رقم 45 الصادر في 5 شعبان 1375هـ (1955م)، للحديث عن الخطر الصهيوني.
    - عقد الإخوان المسلمون في مصر مؤتمرًا شعبيًّا في السادس من تموز/ يوليو 1954م انتصارًا لقضية فلسطين شارك فيه مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني.
    - شارك قادة الإخوان الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة (الأردن)، والدكتور مصطفى السباعي (سوريا)، والأستاذ محمد محمود الصواف (العراق) في مظاهرة عارمة في دمشق يوم 12 شعبان 1375هـ، انتصارًا لفلسطين بمناسبة أسبوع الخطر الصهيوني الذي نظمه إخوان سوريا.
    - كان لقضية فلسطين مكانها البارز في اهتمامات جميع الاجتماعات التي عقدها المكتب التنفيذي لقادة الإخوان في البلاد العربية، وكمثال على هذا الاهتمام نشير إلى هذه الفقرات من بيان المكتب التنفيذي لقادة الإخوان في البلاد العربية إثر اجتماعه في 5 نيسان / إبريل 1956م " … لن نقبل تهويد فلسطين، ولا ضياع الأقصى المبارك، ولن نخضع لأمر الواقع، ويجب أن يستمر الجهاد حتى ولو استغرق قرنًا أو قرنين، أو حتى قيام الساعة، فما تطيب لنا حياة إذا فقدنا مقدساتنا وبقينا بلا دين ولا أرض ولا تاريخ ".
    - عندما شنَّت بريطانيا وفرنسا ودولة الكيان الصهيوني هجومًا ثلاثيًّا على غزة ومصر ، امتشق إخوان غزة سلاحهم وتصدوا لليهود، كما شارك إخوان مصر في قتال اليهود والبريطانيين والفرنسيين في بور سعيد والإسماعيلية، وكانت إذاعة العدوان التي تبث من قبرص تحذر جنود العدوان ممن أسمتهم "شياطين الإخوان المسلمين".
    - حين بدأ العمل الفدائي المسلح ضد الكيان الصهيوني شارك الإخوان المسلمون من جميع البلدان العربية، خاصة مصر والأردن والسودان وسوريا والعراق واليمن في العمل الفدائي تحت مظلة "فتح" التي كانت يومذاك قريبة من الإخوان، وقام الإخوان بأنجح العمليات الفدائية، وقدموا عددًا من الشهداء منهم المهندس صلاح حسن (مصري) والقائد الركن محمد سعيد باعباد (يمني) والشاب عمود برقاوي (فلسطين) والطالب رضوان كريشان (أردني) .. وكان الشهيد الدكتور عبد الله عزام من أبرز قادة الإخوان في العمل الفدائي .. واستمر الإخوان بعد توقف العمل الفدائي في بذل كل جهد ممكن - حسب ظروفهم - في جميع الميادين السياسية والإعلامية .
    المرحلة السادسة: ما بعد كامب ديفيد
    وهي مرحلة ما بعد عقد معاهدة كامب ديفد، وقد تمثل دور التيار الإسلامي الذي يشكل الإخوان المسلمون عموده الفقري في التصدي لهذا الانحراف الذي تمثله هذه المعاهدة، ونشطوا في جميع الميادين الجهادية والسياسية والإعلامية والعقائدية، في مواجهة هذا الانحراف، وتمثلت هذه النشاطات فيما يلي:-
    - تصدِّي الإخوان في مصر لمعاهدة كامب ديفيد، وكان لهم تأثير في إفشال كل محاولات التطبيع الشعبي مع اليهود، وقد عبرت عن زيادة الإخوان في قيادة المعارضة للمعاهدة، صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن في 5/7/1979م حين نشرت تحليلاً سياسيًّا بعنوان: "الإخوان المسلمون في مصر.. نشاط متزايد ورفض مطلق للمعاهدة مع إسرائيل" ..
    - حين بدأت منظمة التحرير الفلسطينية انحرافها بدأ الإخوان المسلمون في إعداد أنفسهم للتصدي لهذا الانحراف، ولم يلبث هذا الإعداد أن تمخض عن الإعلان عن ولادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير 1987م، بعد أسبوع واحد من اندلاع الانتفاضة الجماهيرية الفلسطينية، وانطلقت حماس بعد أن أعلنت عن تشرفها بأنها ذراع من أذرع جماعة الإخوان المسلمين ، لتكون امتدادًا مباركًا لجهاد الأوائل من أبطال جماعة الإخوان المسلمين على أرض فلسطين ... وهاهي "حماس" تؤكد يومًا بعد يوم وجودها على أرض فلسطين، رائدة وقائدة حقيقية للشعب الفلسطيني .. وهاهي حماس الثمرة الطيبة من ثمار شجرة الإخوان المسلمين، تصبح الهاجس الذي يطرد النوم من عيون دهاقنة الصهيونية.
    - وكما وقف الإخوان المسلمون في فلسطين من خلال حركة "حماس" ضد معاهدة أوسلو الفلسطينية - اليهودية .. فقد وقف الإخوان المسلمون في الأردن ضد المعاهدة الأردنية - اليهودية، وهاهم يشكلون القيادة الحقيقية للمعارضة الجماهيرية لهذه المعاهدة، بقبول وعن اقتناع من جميع القوى والأحزاب المعارضة للمعاهدة.
    وبعد.. فإن المعركة ما زالت مستمرة، وما زالت مراحلها تتلاحق، ومثلما كان للتيار الإسلامي - وخاصة لطليعته جماعة الإخوان المسلمين - دور في كل مرحلة، فسيكون للتيار الإسلامي بكل لافتاته وأسمائه، وفي طليعته جماعة الإخوان المسلمين، دور في كل مرحلة مقبلة بإذن الله، إلى أن يتحقق وعد الله ووعيده في بني إسرائيل .
    { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وَجَوْهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوْهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوا تَتْبِيْرًا } [الإسراء: 7

    الفارس
    الفارس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 245
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-10

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف الفارس 30/5/2011, 7:21 pm


    وهذا رأي الامام الشهيد في الأحزاب فلماذا يخالفونها الآن
    أم أن الغاية تبرر الوسيلة

    موقف الإمام حسن البنا من الأحزاب، والتعددية الحزبية
    قال رحمه الله: (الإخوان المسلمون يعتقدون أن الأحزاب السياسية المصرية جميعاً قد وجدت في ظروف خاصة، ولدواعي أكثرها شخصي...

    ويعتقد الإخوان كذلك أن هذه الحزبية قد أفسدت على الناس كل مرافق حياتهم
    وعطلت مصالحهم وأتلفت أخلاقهم، ومزقت روابطهم، وكان لها في حياتهم العامة
    والخاصة أسوأ الأثر، كما يعتقد الإخوان أن هناك فارقاً بين حرية الرأي
    والتفكير والإبانة والإفصاح، والشورى والنصيحة وهو ما يوجبه الإسلام، وبين
    التعصب للرأي والخروج على الجماعة، والعمل الدائب على توسيع هوة الانقسام
    في الأمة... وهو ما تستلزمه الحزبية ويأباه الإسلام ويحرمه أشد التحريم،
    والإسلام في كل تشريعاته يدعو إلى الوحدة والتعاون.

    أحب أن أقول: إن الإخوان يعتقدون من قرارة نفوسهم أن مصر لا يصلحها ولا
    ينقذها إلا أن تنحل هذه الأحزاب كلها، وتتألف هيئة وطنية عامة تقود الأمة
    إلى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم...

    إن الإخوان المسلمين يعتقدون عقم فكرة الائتلاف بين الأحزاب، ويعتقدون أنها
    مسكن لا علاج، وسرعان ما ينقض المؤتلفون بعضهم على بعض، فتعود الحرب بينهم
    جذعة على أشد ما كانت عليه قبل الائتلاف، والعلاج الحاسم الناجح أن تزول
    هذه الأحزاب...

    وبعد هذا كله أعتقد أيها السادة أن الإسلام وهو دين الوحدة في كل شيء، وهو
    دين سلامة الصدور ونقاء القلوب، والإخاء الصحيح، والتعاون الصادق بين بني
    الإنسان جميعاً فضلاً عن الأمة الواحدة والشعب الواحد، لا يقر نظام الحزبية
    ولا يرضاه ولا يوافق عليه!

    أيها الأخوان لقد آن أن ترتفع الأصوات بالقضاء على نظام الحزبية في مصر،
    وأن تستبدل به نظام تجتمع به الكلمة وتتوحد به جهود الأمة حول منهاج إسلامي
    صالح تتوافر على وضعه وإنفاذه القوى والجهود...

    فلا ندري ما الذي يفرض على هذا الشعب الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف من الناس التي تسمي نفسها الأحزاب السياسية؟!

    ولم يعد الأمر يحتمل أنصاف الحلول، ولا مناص بعد الآن من أن تحل هذه
    الأحزاب جميعاً وتجتمع قوى الأمة في حزب واحد يعمل لاستكمال استقلالها
    وحريتها، ويضع أصول الإصلاح الداخلي العام ثم ترسم الحوادث بعد ذلك للناس
    طرائق في التنظيم في ظل الوحدة التي يفرضها الإسلام)

    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 30/5/2011, 7:43 pm

    انا مع هذا الراى
    قلبا وقالبا وانت ايضا ؛ولكن::::::::

    اولا:على الجماعه ان تطور من نفسها حسب مجريات الامور وان تكون من المرونه بحيث لا تكسر ولا تعصر...

    ثانيا : نعلم جميعا مبداء الاخوان فى انه اذا صلح الراعى صلحت الرعيه؛وعليها اذا كان الطريق الى كون المسلم الصالح هو الراعى تكوين حزبى فلا مانع من التكوين الحزبى لان الضرورات تبيح المحظورات والغايه تبرر الوسيله ؛

    ثالثا:الجميع يعلم ان الاخوان تسعى الى السلطه ؛نعم؛؛؛
    ولكن لاعلاء كلمه الله فى الارض ؛لا يبحثون عن السلطه لكونها سلطه او جاه او ليملؤا بطونهم بالحرام ؛انما السعى لتوصيل الرساله وتربيه الفرد والامه كلها واحقاق الحق وسحق الباطل ؛واكبر دليل على حديثى هذا ان الاتجاه الدعوى للاخوان اساسى وكان من الممكن اتخاذ الطريق الاقتصادى مثال ال ساويرس لتجميع المال والسلطه....

    اتمنى ان تكون تفهمت الان
    امير ماهر مؤنس
    امير ماهر مؤنس
    عضو مميز
    عضو مميز


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 119
    العمر : 35
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Unknow10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag10
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-14

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف امير ماهر مؤنس 30/5/2011, 11:07 pm

    AhmedMaher كتب: انا مع هذا الراى
    قلبا وقالبا وانت ايضا ؛ولكن::::::::

    اولا:على الجماعه ان تطور من نفسها حسب مجريات الامور وان تكون من المرونه بحيث لا تكسر ولا تعصر...

    ثانيا : نعلم جميعا مبداء الاخوان فى انه اذا صلح الراعى صلحت الرعيه؛وعليها اذا كان الطريق الى كون المسلم الصالح هو الراعى تكوين حزبى فلا مانع من التكوين الحزبى لان الضرورات تبيح المحظورات والغايه تبرر الوسيله ؛

    ثالثا:الجميع يعلم ان الاخوان تسعى الى السلطه ؛نعم؛؛؛
    ولكن لاعلاء كلمه الله فى الارض ؛لا يبحثون عن السلطه لكونها سلطه او جاه او ليملؤا بطونهم بالحرام ؛انما السعى لتوصيل الرساله وتربيه الفرد والامه كلها واحقاق الحق وسحق الباطل ؛واكبر دليل على حديثى هذا ان الاتجاه الدعوى للاخوان اساسى وكان من الممكن اتخاذ الطريق الاقتصادى مثال ال ساويرس لتجميع المال والسلطه....

    اتمنى ان تكون تفهمت الان
    ارجو من الجميع وضع 20خط تحت هذا الكلام وفهمه
    الغايه تبرر الوسيله طبعا غاية الاخوان هى المنصب والحكم
    والوسيله اللعب بافكار الشعب وعمل فتنة بين الشعب والجيش
    كما فعلو يوم الجمعه السابقه بتصريحاتهم
    وEmbarassed تقبلو مرورى
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 31/5/2011, 1:01 am

    الحلقه الخامسة



    نظرة على جماعة " الإخوان المسلمون "
    لم يكن من الطبيعي أن لا يصدر عن الأمة ككل ، وخصوصا في مصر بلد الأزهر ، أي رد فعل لسقوط الخلافة ، وغياب ذلك الرمز الذي وحد كلمة المسلمين قرونا طويلة . فبقدر عظم المصيبة التي أصابت الأمة ، بقدر ما كانت ردود فعل المخلصين من أبنائها والذين رأوا آخر قلاعهم وهى تتهاوى ثم تتقاسم تركتها الأمم لتنشئ واقعا جديدا - مغايراً تماما لمواصفات الأمة الواحدة - يرتكز على هوية جديدة عمادها الإقليمية والعصبية وزرع العداوة والبغضاء بين وحدات هذا الواقع الجديد ، وتبنى مناهج بعيدة كل البعد عن المنهج الرباني الواحد الذي كان أساس الأمة الإسلامية الواحدة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والذي منع من سقوط الرمز برغم فترات الضعف والخلل الذي كان يصيب كيان هذه الأمة السياسي في فترات تاريخية متباعدة
    ولعل دعوة الإخوان المسلمين والتي بدأت خطواتها الأولى رسميا في مارس 1928 على يد الإمام الشهيد حسن البنا(1906-1949) وبعض رفاقه، كانت من أنضج الدعوات وعيا وإدراكا وشمولا لمعاني الإسلام التي أفرزتها مأساة سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، بحيث عدها المؤرخون الرد الطبيعي الأول للأمة على هذه المأساة
    ففي رسالة " إلى الشباب " - 1941 - يقول الإمام الشهيد حسن البنا :
    " لقد أتى على الإسلام والمسلمين حين من الدهر توالت فيه الحوادث وتتابعت الكوارث، وعمل خصوم الإسلام على إطفاء رواقه وإخفاء بهائه وتضليل أبنائه وتعطيل حدوده، وإضعاف جنوده ، وتزييف تعاليمه وأحكامه، تارة بالنقض منها، وأخرى بالزيادة فيها، وثالثة بتأويلها على غير وجهها، وساعدهم على ذلك ضياع سلطة الإسلام السياسية وتمزيق إمبراطوريته العالمية، وتسريح جيوشه المحمدية، ووقوع أممه في قبضة أهل الكفر مستذلين مستعمرين
    فأول واجباتنا نحن الإخوان المسلمين، أن نبين للناس حدود هذا الإسلام واضحة كاملة بينة، لا زيادة فيها ولا نقص بها ولا لبس معها. وذلك هو الجزء النظري من فكرتنا، وأن نطالبهم بتحقيقها ونحملهم على إنفاذها ونأخذهم بالعمل بها، وذلك هو الجزء العملي في هذه الفكرة
    وعمادنا في ذلك كله، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسيرة المطهرة لسلف هذه الأمة ، لا نبغي من وراء ذلك إلا إرضاء الله ، وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس " .
    رسالة " إلى الشباب "
    وفى موضع آخر ، يحدد الأمام الشهيد مراحل العمل وخطواته والوسيلة إليه ، فيقول :
    " نريد أولا الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته ، وفى خلقه وعاطفته وفى عمله وتصرفه . فهذا هو تكويننا الفردي
    ونريد بعد ذلك البيت المسلم في فكره وعقيدته، وفى خلقه وعاطفته ، وفى عمله وتصرفه ، ونحن لهذا نعنى بالمرأة عنايتنا بالرجل ، ونعنى بالطفولة عنايتنا بالشباب، وهذا هو تكويننا الأسرى
    ونريد بعد ذلك الشعب المسلم في ذلك كله أيضاً ، ونحن لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت ، وأن يسمع صوتنا في كل مكان ، وأن تتيسر فكرتنا وتتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر والأمصار ، لا نألو في ذلك جهدا ولا نترك وسيلة
    ونريد بعد ذلك الحكومة المسلمة التي تقود هذا الشعب إلى المسجد ، وتحمل به الناس على هدى الإسلام من بعد ، كما حملتهم على ذلك بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر من قبل . ونحن لهذا لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام ولا يستمد منه ، وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره ، وتكوين الحكومة الإسلامية على أساس هذا النظام
    ونريد بعد ذلك أن نضم الينا كل جزء من وطننا الإسلامي الذي فرقته السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطامع الأوروبية. ونحن لهذا لا نعترف بهذه التقسيمات السياسية ولا نسلم بهذا الاتفاقات الدولية ، التي تجعل من الوطن الإسلامي دويلات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها على الغاصبين ، وكل شبر أرض ، فيه مسلم يقول : لا إله إلا الله هو وطننا الكبير الذي نسعى لتحريره وإنقاذه وخلاصة وضم أجزائه بعضها إلى بعض . فإن العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم قوى أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن . فلا يجوز في عرف الإسلام أن يكون العامل العنصري أقوى في الرابطة من العامل الإيماني . والعقيدة هي كل شئ في الإسلام ، وهل الإيمان إلا الحب والبغض ؟
    ونريد بعد ذلك أن تعود راية الله خافقة عالية على تلك البقاع التي سعدت بالإسلام حينا من الدهر ودوى فيها صوت المؤذن بالتكبير والتهليل ، ثم أراد لها نكد الطالع أن ينحسر عنها ضياؤه فتعود إلى الكفر بعد الإسلام
    فالأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم ، كلها مستعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى أحضان الإسلام . ويجب أن يعود البحر الأبيض والبحر الأحمر بحيرتين إسلاميتين كما كانتا من قبل
    ولئن كان السنيور موسولينى يرى من حقه أن يعيد الإمبراطورية الرومانية ، وما تكونت هذه الإمبراطورية المزعومة قديما إلا على أساس المطامع والأهواء ، فإن من حقنا أن نعيد مجد الإمبراطورية الإسلامية التي قامت على العدالة والإنصاف ونشر النور والهداية بين الناس
    رسالة " إلى الشباب "
    ونتيجة لهذا الوضوح في فكرها ودعوتها ، فقد تعرضت الجماعة لضغوط من الحكومات والأنظمة المختلفة
    وكأي جماعة جادة أخرى ، فقد تعرضت - إضافة إلى الابتلاء بالقتل والاعتقال - إلى حملة مكثفة لتشويه أفكارها وبرامجها ، بدءاً من تشكيك الناس في فهم الجماعة للإسلام باعتباره دعوة ربانية عالمية ، ومروراً باتهامها ظلماً وبدون أي دليل بالعمالة لجهات أجنبية وانتهاء بعدم ملائمة الإسلام ذاته لأن يحكم العالم الحديث بتعقيداته الحالية ، وما أوجدته الحضارة الحديثة من متغيرات
    وبالرغم من كل هذه العقبات وتلك الابتلاءات، وهذه الافتراءات ، وضراوة الحملات ، لم تفقد الجماعة وضوح فكرتها ونقاءها وصفائها ، بيانا وعملا ، موقفا وثباتاً ، فحرصت عبر المراحل والسنوات ، على التمسك بفكرها الوسطى المعتدل ، وتأكيده والثبات عليه
    وفكر جماعة الإخوان المسلمين الذي ينادى بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لم يقف في تناوله لمشاكل العصر عند حدود العموميات ، كما أن الممارسات السياسية والعملية تطبيقا لهذا الفكر قد أوضحت للناس أن الدعاة إلى الإسلام لا يعيشون في خيال ولا على أمجاد الماضي ، بل يعملون على تنفيذ ما يستطيعونه من أمر الله ، ما وسعتهم إلى ذلك طاقتهم وقدراتهم .
    وقد تحقق ذلك - بفضل الله تعالى - من خلال ممارساتهم في العمل العام وفى كل الأقطار ... في النقابات المهنية والبرلمان والهيئات الاجتماعية والاقتصادية والخيرية ... وبصورة غير مسبوقة لم يستطع أعداء الجماعة و المتربصين بها الدوائر ، أن يجدوا في هذه الممارسة ثغرة تطعن في النزاهة أو الشرف أو
    وبالنسبة للقضايا الفكرية المعاصرة - في فكر جماعة الإخوان المسلمين - فيمكن الإشارة إلى بعضها ، للتدليل على مدى توفيق الله سبحانه وتعالى لهذه الجماعة بترشيد خطواتها ...
    ومن هذه القضايا
    والإخوان المسلمون حريصون دائما على توضيح فكرهم ، ومصارحة الناس بغاياتهم ، وتجلية منهاجهم في غير لبس ولا غموض ، لثقتهم في الله أولا ثم في سمو دعوتهم وبراءتها ونزاهتها وتجاوزها المطامع الشخصية والأهواء والأغراض ، فهم لا يسألون الناس شيئا ويلتمسون الأجر والثواب من الذي فطرنا وفطر الناس جميعاً . يحدوهم في ذلك عاطفة حب خالصة لقومهم - وكل المسلمين قومهم - ولله الفضل والمنة

    jocolor
    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 1oooyty76

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 31/5/2011, 2:31 pm

    لقد كانت مصر على مدار تاريخها الإسلامى المجيد رمزاً للوسطية بأزهرها وعلمائها ومفكريها، فهل نسدل الستار على هذا التاريخ وندخل البلاد والعباد فى معمة هدم ضريح، أو دعوة من يخالفنا إلى الهجرة إلى كندا، أو الدعوة للمبادرة بتطبيق الحدود أو رفض السياحة لأنها حرام؟ أو الجرى وراء امرأة دخلت فى الإسلام، وتحويلها إلى قضية جهاد؟!!
    يا إخوانى، أليس من الأجدى أن نفكر ونركز على الأهم والأولى بالاهتمام وهو إنقاذ البلاد، وحمايتها من السقوط فى براثن فتنة طائفية، أو انهيار اقتصادى، وبعد ذلك نفكر فى بناء أو هدم ضريح؟ ألا تتفقون معى بأن من يقصر اهتمامه على تلك القضايا، وفى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا، إنما هو قصير النظر وضيق الأفق، ولا يدرك تبعات آرائه؟
    يا إخوانى، لا يمكننى أن أشكك فى سلامة مقصدكم، ولكن فى نفس الوقت أستطيع القول بأن هذا الانقضاض على مصر، ومحاولة مصادرة الرؤية الإسلامية المعتدلة واختزالها فى توجه أو توجهات بعينها، لا يمكن أن يخدم هذا البلد، كما لن يخدم بالطبع ديننا الوسطى العظيم، والحصاد سيتمثل فى إدخال بلادنا فى دوامة يعلم الله عقباها، وربما ينتهى بنا الأمر إلى عودة الديكتاتورية بشكل وطعم مختلف، فضلاً عن وأد الحلم الإسلامى.
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 31/5/2011, 3:58 pm

    الحلقه السادسه

    انها الحلقه الخاصه التى ينفرد بها الامام الشهيد حسن البنا ؛انها احدى مؤلفاته الهامه جدا ؛ وبها يضحد كل ناقد ؛وفيها ما يجعل من يهين ويشين ان يعود الى عقله وان يستفتى قلبه ؛ولانها حلقه طويله اود تقسيمها على اجزاء: والله من وراء القصد

    الجزء 1


    يرى المراقبون الاجتماعيون والسياسيون والمعنيون بتطورات الحياة في الأمم والشعوب أن العالم الإسلامي وفي مقدمته العالم العربي طبعا ، يتجه بنهضته الحديثة اتجاها إسلاميا . وأن هذا الاتجاه يقوى تياره بالتدرج , وبعد أن كان الكتاب والمفكرون والعلماء والزعماء يتغنون بأصول الحضارة الأوربية ووجوب الاصطباغ بصبغها والأخذ الكامل بأساليبها ومناهجها , تبدلت هذه النغمة وحل محلها التحفظ والحذر , وارتفعت الأصوات المنادية بوجوب العودة إلى أصول الإسلام وتعاليمه ومناهجه , وتقريب الحياة العصرية في هذه الشعوب إليها بقدر الإمكان تمهيدا للاصطباغ الكامل بصبغة الإسلام.

    أسبابه:
    ويزعج هذا الاتجاه كثيرا من الحكومات والدول الغربية التي عاشت طوال القرون الماضية في عقلية الذي لا يعرف عن الإسلام إلا التعصب والجمود , ولا يرى في المسلمين إلا شعوبا مستضعفة للتسخير وأوطانا خصبة للاستعمار , وأخذوا يتوجسون من هذه الحركة ويذهبون في تفسيرها وتأويلها كل مذهب , فمن قائل أنها نتيجة قيام الهيئات المتطرفة والجماعات المتعصبة ، ومن قائل أنها رد فعل للضغط السياسي والاقتصادي الذي شعرت به هذه الأمم الإسلامية في هذه الأعصار ، ومن قائل إنها وسيلة يتوصل بها بعض طلاب الحكم والجاه إلى الظهور والمنصب.. وكل هذه الأسباب فيما نعتقد بعيدة عن الحقيقة كل البعد ، وهذا الاتجاه ليس إلا نتيجة لعوامل ثلاثة فيما نرى:

    إفلاس الغرب:
    أولها ـ إفلاس الأصول الاجتماعية التي قامت عليها حضارة الأمم الغربية فحياة الغرب التي قامت على العلم المادي والمعرفة الأولية والكشف والاختراع وإغراق أسواق العالم بمنتجات العقول والآلات لم تستطع أن تقدم للنفس الإنسانية خيطا من النور ، أو بصيصا من الأمل أو شعاعا من الإيمان . ولم ترسم للأرواح القلقة أي سبيل للراحة والاطمئنان ، وليس الإنسان آلة من الآلات , ولهذا كان طبيعيا أن يتبرم بهذه الأوضاع المادية البحتة وأن يحاول الترفيه عن نفسه ، ولم تجد الحياة الغربية المادية ما ترفه به عنه إلا الماديات أيضا من الآثام والشهوات والخمور والنساء والأحفال الصاخبة والمظاهر المغرية التي تلهى بها حينا , ثم ازداد بها بعد ذلك جوعا على جوع وأحس بصرخات روحه تنطلق عالية تحاول تحطيم هذا السجن المادي , والانطلاق في الفضاء واسترواح نسمات الإيمان والعزاء.

    كمال الإسلام:
    وثانيها ـ وهو العامل الإيجابي في الموضوع ـ اكتشاف المفكرين من رجال الإسلام ما في أصوله وقواعده من سمو ورقي وصلاحية واكتمال , وأنها أكمل وأدق وأفضل وأشمل وأجمع من كل ما كشفت عنه الفلسفات الاجتماعية والعقول المصلحة إلى الآن , وقد كان المسلمون غفلوا عن ذلك حينا من الدهر فلما كشف الله عن بصائر مفكريهم ، وقارنوا ما عندهم من قواعد دينهم الاجتماعية بما يتحدث عنه كبار الاجتماعيين وأساطين وجهابذة المفكرين ، ووجدوا البون شاسعا والفرق بعيدا عن كنوز هذا الميراث الضخم وبين ما يلهو به هؤلاء , لم يملكوا أنفسهم من أن ينصفوا عقولهم وتاريخهم وشعوبهم ، وأن ينادوا بنفاسة هذا الميراث ، وأن يهيبوا بهذه الأمم الغافلة إسلامية وغير إسلامية أن تستفيد من هذا الإرشاد الرباني الكريم وأن تنهج نهج هذا الصراط السوي المستقيم.

    طبيعة التطور:
    وثالثها ـ طبيعة التطور الاجتماعي بعد حربين طاحنتين اشتركت فيهما دول العالم جميعا ، وتناولت النفوس والأوضاع والشعوب والأفراد ، ونبتت بعدهما طائفة من المبادئ الإصلاحية والنظم الاجتماعية ، وقامت على أساسها دول ونهضت بتطبيقها ، ثم لم يمض كبير وقت حتى تناولتها يد التبديل والتغيير أو الهدم والتدمير ، والمفكرون من المسلمين ينظرون ويرقبون ويوازنون ويرجعون إلى ما بين أيديهم من كتاب ربهم وهو مشرق ، ومن سنة نبيهم وهى بينة ، ومن تاريخهم وهو مجيد ، فلا يرون لنظام من هذه النظم حسنة من الحسنات إلا وجدوا أنها مقررة في نظامهم الإسلامي الاجتماعي , وأنهم سبقوا إليها فتحدثوا عنها أو عملوا بها ، ولا يرون لنظام من هذه النظم سيئة من السيئات إلا وجدوا أن نظامهم الإسلامي الاجتماعي قد حذر منها واحتاط لها ووصف طريق الوقاية من نتائجها وآثارها , سادت العالم حينا من الدهر هذه النظم الديمقراطية وانطلقت الحناجر في كل مكان تسبح وتقدس بما جاء به هذا النظام الديمقراطي من حرية للأفراد وللشعوب على السواء ، ومن إنصاف للعقل الإنساني بحرية التفكير ، وللنفس الإنسانية بحرية العمل والإرادة ، وللشعوب بأن تكون مصدر السلطات ، وجاء النصر في الحرب العالمية الأولى معززا لهذه الأفكار متوجا إياها بإكليل الغار ، ثم لم يلبث الناس أن تبينوا أن حريتها الاجتماعية لم تسلم من الفوضى , وأن حريتها الفردية لم تأخذ الحيطة من الإباحية ، وأن سلطة الشعوب لم تبرئ المجتمع من كثير من الديكتاتوريات المستورة التي تضيع معها التبعات ولا تحدد فيها الاختصاصات ، إلى غير ذلك من المثالب والعيوب التي أدت إلى تفكك الأمم والشعوب , وتخلخل نظام الجماعات والبيوت ومهدت لقيام النظم ا لدكتاتورية.
    فقامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا , وأخذ كل من موسوليني وهتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد , وسرعان ما خطا هذا النظام بهاتين الأمتين في مدارج الصلاح في الداخل والقوة والهيبة في الخارج , وبعث في النفوس الآمال الخالدة وأحيا الهمم والعزائم الراكدة , وجمع كلمة المختلفين المتفرقين على نظام وإمام ، وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو خطب تفزعت الأفلاك والتفت الدهر.
    ثم ماذا ؟.. ثم تكشف الأمر عن أن هذا الجهاز القوي المتماسك الذي فنيت فيه إرادات الأفراد في إرادات الزعماء أخطأ حين أخطئوا ، فطغى بطغيانهم وانحرف بانحرافهم وهوى بسقوطهم , وانتهى كل شيء وأصبح حصيدا كأن لم يغن بالأمس بعد أن بذل العالم في حربه الثانية الملايين من زهرة الشباب والقناطير المقنطرة من الأموال والعتاد.
    ولمع نجم الاشتراكية والشيوعية بعد ذلك , وزاد في هذا البريق واللمعان معني الفوز والانتصار ، وتقدمت روسيا السوفيتية إلى الميدان الاجتماعي تبشر بدعوتها , وتدل على الدنيا بنظامها الذي تبدل في ثلاثين عاما عدة مرات ، وأخذت دول الديمقراطيات أو بعبارة أدق دول الاستعمار القديمة البالية أو الجديدة الطامعة تعد العدة لتوقف هذا التيار ، والصراع يقوى ويشتد تارة في العلانية وأخرى في الخفاء ، والدول والأمم والشعوب الحائرة على مفترق الطرق لا تدري أين السبيل ، ومنها أمم الإسلام وشعوب القرآن , والمستقبل في ذلك كله بيد الله والحكم للتاريخ والبقاء للأصلح على كل حال.
    هذا التطور الاجتماعي وهذا الصراع العنيف القوي أيقظ همم المفكرين من المسلمين فأخذوا يوازنون
    ويقارنون , وانتهوا بعد الموازنة إلى نتيجة صحيحة سليمة هي التخلص من كل هذه الأوضاع ووجوب عودة شعوبهم وأممهم إلى الإسلام.

    النظم الثلاثة في الصلاة ؟
    قلت ذات مرة مداعبا للسامعين في إحدى المحاضرات ـ وكانت خطوة موفقة كل التوفيق وCool ـ إن هذه الصلاة الإسلامية التي نؤديها في اليوم خمس مرات ليست إلا تدريبا يوميا على نظام اجتماعي عملي , امتزجت فيه محاسن النظام الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الدكتاتوري ، فعجبوا وقالوا: كيف كان ذلك؟.. فقلت: أفضل ما في النظام الشيوعي من حسنات تدعيم معنى المساواة والقضاء على الفوارق والطبقات , ومحاربة الاعتزاز بالملكية التي يكون عنها هذا التفاوت .. وهذه المعاني كلها يستحضرها المسلم ويشعر بها تماما , وتتركز في نفسه إذا دخل المسجد لأنه يستشعر لأول دخوله أن هذا المسجد لله ، لا لأحد من خلقه ، وأنه سواء العاكف فيه والباد ، لا صغير فيه ولا كبير ولا أمير ولا حقير ولا فوارق ولا طبقات ، فإذا صاح المؤذن: (قد قامت الصلاة .. قد قامت الصلاة) , استوى هذا الجمع خلف إمامه كالبنيان المرصوص , فلا يركع أحد حتى يركع الإمام ولا يسجد حتى يسجد ولا يأتي بحركة أو سكون إلا تابعا له ومقتديا به ومقلدا إياه ، وهذا هو أفضل ما في النظام الدكتاتوري: الوحدة والنظام في الإرادة والمظهر على السواء ، ولكن هذا الإمام مقيد هو نفسه بتعاليم الصلاة ودستورها ، فإذا انحرف أو أخطأ في تلاوة أو عمل كان للصبي الصغير وللرجل الكبير وللمرأة المصلية خلفه ، كان لكل واحد من هؤلاء الحق كل الحق أن ينبهه إلى خطئه وأن يرده ، إلى الصواب في أثناء الصلاة , وكان على الإمام كائنا من كان أن ينزل على هذا الإرشاد وأن يعدل عن خطئه إلى الحق والصواب ، وليس في الديمقراطية أروع من هذه الحسنات .. فماذا بقى بعد ذلك لهذه النظم من فضل على الإسلام؟! .. وقد جمع محاسنها جميعا واتقى بهذا المزج البديع كل ما فيها من سيئات (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82).

    لا مبرر للانزعاج:
    والغربيون كما قلت ـ ومعهم الذين لا يعلمون ـ ينزعجون أشد الانزعاج لهذا الاتجاه ويرونه من الخطورة بحيث تجب عليهم محاربته بكل سبيل , لأنه ليس أكثر في عرفهم من انتصار للمبادئ الرجعية , وتجميع للأمم الهمجية حولها ضد مبادئ الحضارة والمدنية وشعوب العلم والعرفان والنظام. وهذا وهم عريق في الخطأ , وظلم صارخ للحقائق الواضحة وضوح الشمس في وضح النهار , ومهمتنا في هذه الكلمات أن نصل معهم إلى أمرين:
    أولهما: إثبات سمو أصول النظام الاجتماعي الإسلامي وفضلها على كل ما عرف الناس تلك الأصول التي منها:
    ا - الإخاء الإنساني ـ والقضاء على روح الكراهية والتعصب.
    2 - السلام ـ وخطأ الذين لا يعلمون في فهم مشروعية الجهاد.
    3 – الحرية ـ وخطأ الذين يتهمون الإسلام بإباحة الرق ومصادرة الحريات.
    4 - العدل الاجتماعي ـ وفيه بيان رأي الإسلام في نظام الحكم والطبقات.
    5 - الحياة الطيبة ـ وفيه بيان الخطأ في فهم حقيقة الزهد.
    6 – الأسرة ـ وفيه الكلام على حقوق المرأة والتعدد والطلاق.
    7 - العمل والكسب ـ وفيه الكلام على أنواع الكسب والخطأ في فهم التوكل.
    8 - العلم ـ وفيه خطأ من يتهمون النظام الإسلامي بتشجيع الجهالة والخمول.
    9 - النظام وتقدير الواجب ـ وفيه خطأ من يظنون في طبيعة الإسلام النقص والإهمال.
    10 - التديّن ـ وفيه حقيقة الإيمان بالله والفضيلة والجزاء.

    وثانيهما: إثبات أن من الخير للإنسانية كلها أن يتجه المسلمون إلى العودة لدينهم وأن ذلك سيكون أكبر دعائم السلام على الأرض , وأن الدافع في ذلك ليس التعصب الأعمى ولكن الاقتناع التام بفضل ما جاء به الإسلام وانطباقه تمام الانطباق على أرقى ما كشف عنه التفكير العقلي السليم من قواعد الاجتماع الصالحة , ودعائم نظمه القوية الثابتة.
    (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)

    امير ماهر مؤنس
    امير ماهر مؤنس
    عضو مميز
    عضو مميز


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 119
    العمر : 35
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Unknow10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag10
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-14

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف امير ماهر مؤنس 31/5/2011, 4:08 pm

    هو انتو بتقولو ايه
    طارق جوده محمد
    طارق جوده محمد
    المـــــشـــرف الـــعام
    المـــــشـــرف الـــعام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2973
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 1oooyty76

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف طارق جوده محمد 31/5/2011, 6:18 pm

    Very HappyVery HappyVery HappyVery Happy
    تمير اسال صاحب الموضوع
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 31/5/2011, 6:24 pm

    الإسـلام والحــرب

    الجزء 2



    أ ـ الحرب ضرورة اجتماعية :
    القاعدة الأساسية التي وضعها الإسلام للحياة هي ولا شك الطمأنينة والسلام والاستقرار ، ولكن الإسلام مع هذا دين يواجه الواقع ولا يفر منه ، وما دامت في الدنيا نفوس لها أهواء ونوازع ومطامع ، وما دام هناك هذا الناموس الذي يطبق على الأفراد والجماعات على السواء ، ناموس تنازع البقاء ، فلابد إذن من الاشتباك والحرب ، وحين تكون الحرب لردع المعتدي وكف الظالم ونصرة الحق والانتصاف للمظلوم تكون فضيلة من الفضائل وتنتج الخير والبركة والسمو للناس ، وحين تكون تحيزا وفسادا في الأرض واعتداء على الضعفاء تكون رذيلة اجتماعية وتنتج السوء والشر والفساد في الناس . ومن هنا جاء الإسلام يقرر هذا الواقع ويصوره ، فيقول القرآن الكريم: (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:251) , كما يقول في آية أخرى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ , الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:40-41).
    وبذلك كانت أولى نظرات الإسلام إلى الحرب أنها ضرورة اجتماعية أو شر لا بد منه إلا لما يرجى من ورائه من خير على حد قول الشاعر العربي:
    والشر إن تلقه بالخيـر ضقت بـه ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسـم
    والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم

    ب ـ أغراض الحرب في الإسلام :
    وفى الوقت الذي يقرر الإسلام فيه هذا الواقع يحرم الحرب ويسمو بها ولا يدعو إليها أو يشجع عليها إلا لهذه الأغراض الأساسية السامية العالية الحقة:
    1 - رد العدوان والدفاع عن النفس والأهل والمال والوطن والدين , وفي ذلك يقول القرآن الكريم: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) , وكانت أول آية من آيات القتال نزلت وفيها الإذن به قول الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39) ، وفى الآية الثالثة: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ ..) (النساء:75) , وروى مسلم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله أرأيت إن عدي على مالي؟ قال: "فانشد بالله" ، قال: فإن أبوا علي؟ قال: "فانشد بالله" ، قال: فإن أبوا علي؟ قال: "فانشد بالله" ، قال فإن أبوا علي؟ قال : "فقاتل ، فإن قُتِلت ففي الجنة ، وإن قَتَلتَ ففي النار").
    وروي أبو داود و الترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعد بن يزيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله r يقول: (ن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد).
    وروى البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله r يقول: (من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد).

    2 - تأمين حرية الدين والاعتقاد للمؤمنين الذين يحاول الكافرون أن يفتنوهم عن دينهم وفى ذلك يقول القرآن الكريم (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) (البقرة:217) , ويقول في آية أخرى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة:193).

    3- حماية الدعوة حتى تبلغ إلى الناس جميعا ويتحدد موقفهم منها تحديدا واضحا , وذلك أن الإسلام رسالة اجتماعية إصلاحية شاملة تنطوي على أفضل مبادئ الحق والخير والعدل وتوجه إلى الناس جميع كما قال الله تبارك وتعالى لنبي الإسلام محمد r : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (سـبأ:28) , فلا بد أن تزول من طريقها كل عقبة تمنع من إبلاغها ولا بد أن يعرف موقف كل فرد وكل أمة بعد هذا البلاغ ، وعلى ضوء هذا التحديد تكون معاملة الإسلام وأهله للناس: فالمؤمنون إخوانهم , والمعاهدون لهم عهدهم , وأهل الذمة يوفى لهم بذمتهم , والأعداء المحاربون ومن تخشى خيانتهم ينبذ إليهم فإن عدلوا عن خصومتهم فيها وإلا حوربوا جزاء اعتدائهم حتى لا يكونوا عقبة في طريق دعوة الحق أو مصدر تهديد وخيانة لأهلها لا إكراها لهم على قبول الدعوة ولا محاولة لكسب إيمانهم بالقوة (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256) ، والآيات والأحاديث ناطقة بذلك مفضلة إياه في مثل قول الله تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) (لأنفال:58) , (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:74) , وقوله تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29) ،وقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء:76).
    وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله).

    4 - تأديب ناكثي العهد من المعاهدين أو الفئة الباغية على جماعة المؤمنين التي تتمرد على أمر الله وتأبى حكم العدل والإصلاح وفى ذلك يقول القرآن الكريم: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ , أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (التوبة:13) , ويقول: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9).

    5 - إغاثة المظلومين من المؤمنين أينما كانوا والانتصار لهم من الظالمين , وفى ذلك يقول القرآن الكريم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (لأنفال:72).

    ج ـ تحريم الحرب لغير ذلك من الأغراض:
    فكل ما سوى هذه الأغراض الإنسانية الإصلاحية الحقة من المقاصد المادية أو النفعية فإن الإسلام لا يجيز الحرب من أجلها بحال من الأحوال وذلك واضح كل الوضوح في إضافة الإسلام القتال أو الجهاد دائما إلى سبيل الله فلا تزد واحدة من هاتين الكلمتين في بحث من البحوث الإسلامية إلا مقرونة بهذا السبيل , على أن القرآن الكريم قد صرح بتحريم كل قتال لغير هذه الأغراض المشروعة وأكدت هذا التحريم أحاديث النبي محمد r وسجل التاريخ ذلك لأصحابه الذين لم يريدوا بقتالهم شيئا أبدا إلا وجه الله وتحقيق المقاصد المتقدمة كلها أو بعضها وفي ذلك يقول القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:94) , ويقول: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ , لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:67-68).
    وأخرج الخمسة عن أبى موسى رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله r عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله").
    وأخرج أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رجلا قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغى عرضا من الدنيا فقال: "لا أجر له" ، فأعاد عليه ثلاثا كل ذلك يقول: "لا أجر له").
    ولقد تأثر أصحاب النبي حتى الأعراب منهم بهذا السمو في الغرض من القتال حتى روى النسائي عن شداد بن الهادي رضي الله عنه (أن رجلا من الأعراب جاء فآمن بالنبي ثم قال: أهاجر معك , فأوصى النبي r به بعض أصحابه فكانت غزاة غنم النبي فيها شيئا فقسم وقسم له فقال: ما هذا. فقال "قسمته لك" قال: ما على هذا اتبعتك ولكنى اتبعتك على أن أرمى إلى ههنا - وأشار بيده إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة فقال: "إن تصدق الله يصدقك" فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به النبي محمولا قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي: "أهو هو؟" قالوا: نعم قال: "صدق الله فصدقه" ثم كفن في جبة النبي ثم قدمه فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته: "اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك").
    وصحف التاريخ فياضة بمثل هذه الزهادة منهم في عرض الحياة الدنيا وغنائم الفتح وأن غرضهم من الجهاد لم يكن شيئا إلا إعلاء كلمة الله وحماية دعوته في الناس.

    د ـ إيثار السلم كلما أمكن ذلك والتشجيع عليها:
    فالمسلم لا يحارب إلا مكرها على القتال بعد استنفاد وسائل المسالمة جميعا , وحين تلوح بارقة أمل في السلم يوجب عليه الإسلام أن ينتهزها وألا يدع الفرصة تفلت من يده وعليه أن يعمل على إطفاء نار الحرب ما استطاع إلى ذلك سبيلا , وفى ذلك يقول القرآن الكريم: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (لأنفال:61) ، وروى أبو داود عن الحارث بن مسلم عن أبيه قال: (بعثنا رسول الله r في سرية فلما بلغنا المغار "أي مكان المغارة" استحثثت فرسي فسبقت أصحابي فتلقاني أهل الحي بالرنين فقلت لهم: "قولوا لا إله إلا الله تحرزوا" فقالوها فلامني أصحابي وقالوا: حرمتنا الغنيمة فلما قدمنا على رسول الله r أخبروه بالذي صنعت فدعاني فحسّن لي ما صنعت ثم قال لي "أما إن الله قد كتب لك لكل إنسان منهم كذا وكذا من الأجر" وقال: "أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي" ففعل وختم عليه ودفعه إلي").

    هـ ـ الرحمة في الحرب ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية:
    فإذا كانت الحرب ولا بد فإن المسلم يضرب فيها أروع المثل على الرحمة والتفضل ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية فإذا رجحت كفة المسلمين على أعدائهم وظهرت الغلبة لهم فإن عليهم بحق القرآن أن يكفوا عن القتل ويكتفوا بالأسر ليمنوا على الأسير بعد ذلك بحريته أو يفتدوا به مثله من أساراهم فيحسنوا إلى إنسانين من عباد الله وفى ذلك يقول القرآن الكريم: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) (محمد:4) , وأما الرقّ فسيأتي تفصيل الكلام عنه في بحث آخر ، وحسبنا الآن أن نقول إنه معنى من معاني الرحمة التي شرعها الإسلام في الحرب فأبدل حكم الإعدام وهو القتل بحكم السجن المؤبد وهو الرق بعد الأسر ثم جعل لهذا السجن بعد ذلك عدة منافذ يستطيع الأسير فيها أن يسترد حريته بكل سهولة لا يبيح الإسلام الرق بحال من الأحوال إلا في هذا الموقف والذي تتجسم فيه معاني الرحمة والإحسان.
    والمسلم فئ قتاله ، لا يغدر ولا يفجر ولا يفسد ولا يتلف ولا ينهب مالا ولا يقتل امرأة ولا طفلا
    ولا شيخا كبيرا ولايتبع مدبرا ولا يجهز على جرحى ولا يمثل بقتيل ولا يسيء إلى أسير ولا يتعرض لمسالم أو رجل دين ولا يقصد أن يضرب وجها أو يقتل صبي.
    أخرج أبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (أعف الناس قِتلة أهل الإيمان). وأخرج البخاري عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: (نهى رسول الله r عن النهبى والمثلة).
    وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه).
    وأخرج أبو داود عن أبى يعلى قال: (غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأتى بأربعة أعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال: "سمعت رسول الله r ينهى عن قتل الصبر فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها" فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب).
    وأخرج الستة ، إلا النسائي ، عن ابن عمر قال: (وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله r فنهى رسول الله r عن قتل النساء والصبيان).
    وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن بريدة رضى الله عنه قال : (كان رسول الله r إذا أمّر الأمير على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله تعالى ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا").
    وكانت هذه الوصية شعار الخلفاء والأمراء ، يوصون بها دائما قواد الجيوش حين يبعثون بهم إلى القتال , أوصى أبو بكر أسامة رضي الله عنه فقال: (لا تخونوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة , ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه , ولا تقطعوا شجرة مثمرة , ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ، وسوف تقدمون على قوم فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل
    العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقا) , ثم قال: (اندفعوا باسم الله).
    فهل رأت الساحات والميادين أرق من هذه الأفئدة وألين من هذه القلوب؟

    و ـ الوفاء بالعهود والمواثيق والشروط:
    فإذا كانت هدنة وموثق وعهد وصلح وشرط فالإسلام يشدد في ملاحظة ذلك والمحافظة على صورته ومعناه أدق المحافظة ويتوعد الخالفين من أبنائه إن غدروا ولم يفوا بأشد الوعيد , والآيات والأحاديث في ذلك واضحة محكمة لا تدع مجالا لإباحة نقض العهد بالخيانة فيه وقت القوة وعده قصاصة ورق عند إمكان الخروج عليه بالحيلة ، وفى ذلك يقول القرآن الكريم: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ , وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (النحل:91-92) , (إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4) , (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء:34).
    وأخرج أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء الصحابة عن آبائهم رضي الله عنهم أن رسول الله r قال: (من ظلم معاهَدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة).
    (قال أهل سمرقند لعاملهم سليمان بن أبي السري : إن قتيبة غدر بنا وظلمنا وأخذ بلادنا , وقد أظهر الله العدل والإنصاف فأذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين ـ وهو يومئذ عمر بن عبد العزيز ـ يشكون ظلامتنا فإن كان لنا حق أعطيناه , فإن بنا إلى ذلك حاجة ، فأذن لهم فوجهوا منهم قوما إلى عمر ، فلما علم عمر ظلامتهم كتب إلى سليمان يقول له: "إن أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلما أصابهم ، وتحاملا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم ، فإذا أتاك كتابي هذا فأجلس لهم القاضي فلينظر في أمرهم ، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى لمعسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن يظهر عليهم قتيبة" , فاجلس لهم سليمان "جميع بن حاضر" القاضي ، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء فيكون صلحا جديدا أو ظفرا عنوة . فقال أهل السند: بل نرضى بما كان ولا نجدد حربا ، لأن أهل الرأي منهم قالوا: قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم وأمنونا وأمناهم فإن عدنا إلى الحرب لا ندرى لمن يكون الظفر ، وإن لم يكن لنا نكون قد اجتنبنا عداوة في المنازعة ، فتركوا الأمر على ما كان عليه ورضوا ولم ينازعوا) .. وهذا منتهى المبالغة في تقصى العدل والوفاء بالعهد.

    ز ـ الجزية:
    ولسنا نحب أن تمر هذه الكلمات عن موقف الإسلام من الحرب قبل أن نتناول أمر الجزية بكلمة توضح معناها والمقصود منها وتكشف عن حكمتها وكيف أنها أبلغ معاني الإنصاف والمرحمة التي جاء بها الإسلام فنقول:
    الجزية ضريبة كالخراج تجبى على الأشخاص لا على الأرض والكلمة عربية مشتقة من الجزاء لأنها تدفع نظير شيء هو الحماية والمنعة ، أو الإعفاء من ضريبة الدم والجندية ، وذهب بعض العلماء إلى أنها فارسية معربة وأصلها "كزيت" ومعناها الخراج الذي يستعان به على الحرب . وقال إن كسرى هو أول من وضع الجزية وعلى هذا فهي نظام في الضريبة نقله الإسلام عن الفارسية ولم يبتكره.
    ولقد قرر الإسلام ضريبة الجزية على غير المسلمين في البلاد التي يفتحها نظير قيام الجند الإسلامي بحمايتهم وحراسة أوطانهم والدفاع عنها في الوقت الذي قرر فيه إعفاءهم من الجندية , فهي "بدل نقدي" لضريبة الدم ، وإنما سلك الإسلام هذه السبيل ولجأ إليها مع غير المسلمين من باب التخفيف عليهم والرحمة بهم وعدم الإحراج لهم حتى لا يلزمهم أن يقاتلوا في صفوف المسلمين فيتهم بأنه إنما يريد لهم الموت والاستئصال والفناء والتعريض لمخاطر الحرب والقتال ، فهي في الحقيقة "امتياز في صورة ضريبة" وفى الوقت نفسه احتياط لتنقية صفوف المجاهدين من غير ذوى العقيدة الصحيحة والحماسة المؤمنة البصيرة ومقتضى هذا أن غير المسلمين من أبناء البلاد التي تدخل تحت حكم الإسلام إذا دخلوا في الجند أو تكفلوا أمر الدفاع أسقط الإمام عنهم الجزية , وقد جرى العمل على هذا فعلا في كثير من البلاد التي فتحها خلفاء الإسلام ، وسجل ذلك قواد الجيوش الإسلامية في كتب ومعاهدات لا زالت مقروءة في كتب التاريخ الإسلامي ومنها:
    1 - كتاب خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا حين دخل الفرات وأوغل فيه وهذا نصه: (هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه , إني عاهدتكم على الجزية والمنعة فلك الذمة والمنعة وما منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا) كتب سنة اثنتي عشرة في صفر.

    2 - وفى حمص رد الأمراء بأمر أبي عبيدة ما كانوا أخذوه من الجزية من أهلها وما إليها حين جلوا عنها ليتجمعوا لقتال الروم وقالوا لأهل البلاد إنما: (رددنا عليكم أموالكم لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع وإنكم قد اشترطتم أن نمنعكم وإنا لا نقدر على ذلك الآن وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وما كان بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم) ، فكان جواب أهل هذه البلاد: (ردكم الله علينا ونصركم عليهم فلوا كانوا هم لم يردوا علينا شيئا وأخذوا كل شيء ، لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم) ، وكذلك فعل أبو عبيدة نفسه مع دمشق حين كان يتجهز لليرموك.

    3 - كتاب العهد الذي كتبه سويد بن مقرن أحد قواد عمر رضي الله عنهما لرزبان وأهل دهستان وسائر أهل جرجان ونصه: (هذا كتاب سويد بن مقرن لرزبان صول بن رزبان وأهل دهستان وسائر أهل جرجان أن لكم الذمة وعلينا المنعة على أن عليكم من الجزاء في كل سنة على قدر طاقتكم على كل حال ومن استعنا به منكم فله جزاؤه "أي جزيته" في معونته عوضا عن جزائه ، ولهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم ولا يغير شيء من ذلك) شهد سواد بن قطبة وهند بن عمر وسماك بن مخرمة وعتيبة بن النهاس وكتب في سنة 18هـ - الطبري.

    4 - كتاب عتبة بن فرقد أحد عمال عمر بن الخطاب وهذا نصه: (هذا ما أعطى عتبة بن فرقد عامل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل أذربيجان سهلها وجبلها وحواشيها وشعارها وأهل مللها كلهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم على أن يؤدوا جزية على قدر طاقتهم ، ومن حشر منهم في سنة "أي جند منهم في سنة" وضع عنه جزاء تلك السنة ومن أقام فله مثل من أقام من ذلك) ـ الطبري.

    5 - العهد الذي كان بين سراقة عامل عمر وبين شهر براز وقد كتب به سراقة إلى عمر فأجازه واستحسنه وهذا نصه: (هذا ما أعطى سراقة بن عمرو عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شهر براز وسكان أرمينية والأرمن من الأمان , أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وملتهم ألا يضاروا ولا ينقضوا ، وعلى أرمينية والأبواب الطراء منهم "أي الغرباء" والقناء "أى المقيمون" ومن حولهم فدخل معهم أن ينفروا لكل غارة وينفذوا لكل أمر ناب أو لم ينب رآه الوالي صلاحا على أن يوضع الجزاء "أي الجزية" عمن أجاب إلى ذلك ، ومن استغنى عنه منهم وقعد فعليه مثل ما على أهل أذربيجان من الجزاء فإن حشروا "أى جندوا" وضع ذلك عنهم) شهد عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد الله وكتب مرضي بن مقرن وشهد ـ الطبري.
    6 - أخيرا أمر الجراجمة فيما ذكره البلاذري فقال: (حدثني مشايخ من أهل إنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل لكام عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقا يقال لها الجرجومة ، وأن أمرهم كان في استيلاء الروم على الشام وإنطاكية إلى بطريرك إنطاكية وواليها ، فلما قدم أبو عبيدة إلى إنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم كم وهموا باللحاق بالروم إذ خافوا علي أنفسهم فلم يتنبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم ، ثم إن أهل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية وولاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري فغزى الجرجومة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بدروا بطلب الأمان والصلح فصالحوه على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا ومسالح في جبل لكام وألا يؤخذوا بالجزية , ودخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح... ولم يؤخذ الجراجمة بالجزية قط حتى أن بعض العمال في عهد الواثق العباس ألزمهم جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إليه فأمر بإسقاطها عنهم).
    وبهذا البيان يندفع كل ما يوجه إلى "ضريبة الجزية" من نقد أو اتهام ,وتظهر حكمة الإسلام ورحمة الله بعباده في تشريعاته واضحة لا غموض فيها ولا إبهام.

    ح ـ الحث على دوام الاستعداد وكمال الشجاعة إذا تحتم الجهاد:
    فإذا كان ولا بد من الحرب لغرض من الأغراض الإنسانية المشروعة التي سبقت الإشارة إليها ، فإن الإسلام يصرح بأن الجهاد والقتال فريضة على كل مسلم (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216).
    وهو حينئذ أفضل القربات إلى الله تبارك وتعالى والموت في ساحاته "شهادة" توجب الإكبار في الدنيا والجنة في الآخرة ولا يعفى منه إلا العاجزون عنه وعليهم أن يجهزوا غيرهم إن كانوا قادرين على ذلك وأن يخلفوهم في أهليهم بخير (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).
    وأحاديث النبي محمد r في ذلك أكثر من أن تحصر وقد باشر هو بنفسه في أكثر من خمس وعشرين معركة كان فيها مثال الشجاعة والنجدة والبأس حتى قال فارس أصحابه علي كرم الله وجهه: (كنا إذا اشتد البأس وحمي الوطيس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله r فيكون أدنانا إلى العدو) وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم يفعلون , ولا يستطيع أحد أن يرى في هذه الأحكام والأخلاق لمثل ما شرعت له من مقاصد وأغراض إلا أكرم معاني الفضيلة الإنسانية , والجود بالنفس أقصى غاية الجود , وأجمل ما يكون الحق إذا استعان بالقوة , وأفضل ما تكون القوة إذا استُخدمت للحق بالحق.

    هل انتشرت دعوة الإسلام بالسيف؟
    أولع خصوم الإسلام في كل عصر وبخاصة في هذا العصر بتوجيه هذه التهمة إلى الإسلام ، والإسلام منها براء , فهو لم يكره الناس على الإيمان بالسيف ولم يضعه على رقابهم ليشهدوا بشهادته أو يدينوا بعقيدته فهذه التهمة باطلة من وجوه عدة:
    1 - باطلة بشهادة التاريخ: الذي يحدثنا بأن النبي محمداً r مكث بمكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى دينه كان فيها مضطهدا أشد الاضطهاد حتى من أهله وعشيرته وأقرب الناس إليه ومع ذلك فقد احتمل وصبر وصابر وكان يمر على النفر من أصحابه والأسرة من المؤمنين به يعذبون أشد العذاب فلا يزيد على أن يقول لهم: (صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة) , ومع هذا فقد آمن بالإسلام السابقون الأولون الثابتون من أبنائه وأبرهم به في عهد النبي r وبعد وفاته أعمق الإيمان وآمن الأنصار وهم أهل المدينة بالنبي r بمجرد أن تحدث معهم في الموسم وتوافدوا إليه يبايعونه في كل عام حتى كانت بيعة العقبة وعلى أثرها كانت الهجرة وكل ذلك ورسول الله r لا يقابل أهل العدوان بسيف ولا عصا ولكن يصبر ويحتسب ويقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وما جاء الإذن بالقتال إلا في السنة الثانية من الهجرة بعد أن كثر خصوم الإسلام من المشركين واليهود وتألبوا عليه وأخذوا يتحرشون به ويكيدون له فأنزل الله هذه الآيات المحكمة وفيها أروع صور الإذن بالقتال لأنبل المقاصد والأغراض (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ , الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:39-40).
    والتاريخ يحدثنا عن أصحاب رسول الله r أنهم فتحوا البلاد بأخلاقهم وحسن معاملتهم قبل أن يفتحوها بسيوفهم وعدتهم وعددهم ، فلا يتصور أن عددا قليلا من هؤلاء العرب يدك عرش كسرى ويدك ملك قيصر ويرث هذه الإمبراطوريات الضخمة في هذا العدد من السنين بمجرد القوة ، ولا يعقل أن ثمانية آلاف جندي يفتحون إقليما شاسعا كمصر وينشرون فيها دينهم ولغتهم و آدابهم وثقافتهم وعقيدتهم بالإكراه والجبروت ، ولكن بحسن الأحدوثة وجميل العمل ، وها نحن قد رأينا فيما تقدم كيف أن كثيرا من أهل هذه البلاد كانوا يتمنون عودة العرب إليهم بعد جلائهم فكيف يقال بعد هذا إن الإسلام قام على السيف وانتشر بالسيف.

    2 - وباطلة بآيات القرآن الكريم: التي تقرر حرية العقيدة وتقول في وضوح وصراحة: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256) , كما تقول: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29) كما تقول: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) (التوبة:6) , فهو يلزم المؤمنين إن استجار بهم أحد المشركين أن يبلغوه الدعوة ويوضحوا له مقاصد الإسلام ثم يحرسوه حتى يصل إلى مأمنه ويتركوه ليسلم عن رغبة واقتناع لا عن خوف ورهبة وإكراه..

    3 - وباطلة لأن قواعد الإسلام وما جرى عليه العمل به منها تأباها كل الإباء: فأساس الإيمان في الإسلام الفكر والنظر والاطمئنان القلبي (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات:14) ، وأساس المؤاخذة في الإسلام بلوغ -الدعوة على وجه يدعو إلى النظر ، والتقليد في الإيمان ليس أساسا صحيحا له فضلا عن الإكراه عليه حتى قال بعض العلماء المتأخرين في منظومة فنية:
    إذ كل من قلد في التوحيد إيمانه لم يخل من ترديد
    وقول المكره في الإسلام مردود عليه ولا يؤاخذ على عمله ، فالدين الذي يعتبر العقل والحرية أساسا للاعتقاد والمسئولية لا يمكن أن يقال فيه إنه يقوم على السيف وينتشر به ، وإن كان قد شرع الحرب والقتال لما تقدم من الأغراض التي لا يعترض عليها إلا واهم أو مكابر , وعلامة الإيمان الحق الاطمئنان إليه ، (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ , الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (الرعد:28-29).

    هل الإسلام وحده هو الذي أوصى بالسيف لحماية الحق؟
    وليس الإسلام وحده هو الذي أشار إلى القتال والحرب والجهاد كوسيلة لحماية الحق ، بل إن الشرائع
    السابقة واللاحقة كلها جاءت بذلك..
    فأسفار التوراة التي يتداولها اليهود اليوم طافحة بأنباء القتال والجهاد والحرب والتخريب والتدمير والهلاك والسبي ، وهى تقرر شريعة القتال والحرب ولكن في أبشع صورها فقد جاء في سفر التثنية في الإصحاح العشرين منه عدد 10 وما بعده ما يأتي بنصه: (حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالتسخير ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتغنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك ، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا والتي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تبقي منها نسمة ما , بل تحرمها تحريما ـ الحيثيين والأموريين والكنعانيين والفيرزيين والحويين واليوسيين كما أمرك الرب إلهك).

    وفى إنجيل متى المتداول بأيدي المسيحيين في الإصحاح العاشر عدد25 وما بعده يقول: (لا تظنوا أني جئت لألقى سلاما على الأرض بل سيفا , فإنني جئت لأفرق الإنسان ضد ابنه والابن ضد أبيه والكنة ضد حماتها .. وأعداء الإنسان أهل بيته ، من أحب أبا أو أما اكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابنا أو ابنة اكثر مني فلا يستحقني ، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني ، من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلى يجدها).
    والقانون الدولي العصري قد اعترف بالظروف والأحوال التي تشرع فيها الحرب ووضع لها قواعدها ونظمها.
    وما جاء به الإسلام في هذا الباب أفضل وأدق وأرحم وأبر بالسلام من كل هذا ، فلماذا تتوجه إليه الشبهات وليس غيره سبيلا إلى السلام؟ (اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ , يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:16).


    خطوات الإسلام وما وضع من ضمانات لإقرار السلام
    وفى وسعنا بعد هذه النظرات أن نقول: إن الإسلام كان أول وأكمل تشريع خطا في سبل إقرار السلام العالمي أوسع الخطوات ، ورسم لاستقراره أوفى الضمانات التي لو أخذت الأمم بها ، وسلك الحكام والزعماء والساسة نهج سبيلها لأراحوا واستراحوا ومن ذلك:
    1 - تقديس معنى الإخاء بين الناس والقضاء على روح التعصب وقد تقدم موقف الإسلام من ذلك في الفصل السابق.
    2 - الإشارة بفضل السلام وطبع النفوس بروح التسامح الكريم وقد تقدم في أول هذا الفصل موقف الإسلام في ذلك مع افتراض الوفاء وتحريم الغدر ونقض العهود والمواثيق.
    3 - حصر فكرة الحروب في أضيق الحدود ، وتحريم العدوان بكل صوره وإشاعة العدل والرحمة واحترام النظام والقانون حتى في الحرب نفسها ، وللإسلام في ذلك القدح المعلى ويقول القرآن الكريم تأكيدا لهذا المعنى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8).
    4 - التأمين المسلح وقد سبق الإسلام كل الخطوات العصرية إليه في قول القرآن الكريم (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9) ، ولقد ذكر رسول الله r ما كان في الجاهلية من هذا المعنى وهو حلف الفضول بكل خير وقال r عنه: (لقد شهدت في بيت عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم) ثم قال: (ولو سئلت به في الإسلام لأجبت).


    أين خطوات زعماء هذا العصر من هذه الخطوات؟
    وبعد : فأين خطوات زعماء هذا العصر وساسته وعلمائه ومشرعيه وفلاسفته من هذه النظرات وماذا صنعوا لإقرار السلام على الأرض وقد شهدت الدنيا في ربع قرن حربين عالميتين طاحنتين أكلتا الأخضر واليابس وقامت بعد الحرب الأولى "عصبة الأمم" لإقرار السلام فكتب لها أن تموت قبل أن تولد ، ووأدها الذين شهدوا مولدها ، بالأهواء السياسية والأطماع الاستعمارية فلم تستطع أن تعالج قضية واحدة من قضايا الخلاف بين الأمم التي اشتركت فيها ووقعت ميثاقها ، ولم تلبث إلا ريثما تهيأت الأم والشعوب للحرب من جديد ، وقيل إن سبب فشلها خلو ميثاقها من النص على العقوبة العسكرية للمخالفين.
    وعقب الحرب العالمية الثانية قامت هيئة الأمم المتحدة وأنشئ مجلس الأمن واستكمل النقص التشريعي في بناء عصبة الأمم الموءودة ومضى على ذلك وقت طويل ، ولا زال الخلاف يشتد أثره ويقوى مظهره , ولم تنجح الهيئة ولا المجلس إلى الآن في علاج قضية أو تسوية خلاف , وليس وراء ذلك إلا الحرب الثالثة.
    وليس معنى الحرب الثالثة شيئا إلا فناء الأرض ومن عليها فنحن في عصر القنبلة الذرية.
    فهل تفيء الإنسانية الحيرى إلى الله؟ ..وتتلقى دروس السلام قلبيا ونظريا وعمليا عن الإسلام؟.. دين المرحمة ودين السلام...
    قُلِ الْحَمْدُ للهِ .... وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى
    ءآللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ؟؟
    حسـن البنـّـا
    مصطفي الجندي
    مصطفي الجندي
    مشرف المنتديات التعليمية
    مشرف المنتديات التعليمية


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2535
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Fisher10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag10
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Travel10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-20
    الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3h210

    حصري رد: الاخوان........تحت المجهر؟؟؟

    مُساهمة من طرف مصطفي الجندي 7/6/2011, 8:11 pm

    تدهشنا جماعة الإخوان المسلمين بقدرتها على التلون والتشكل واستبدال «أثوابها» الجديدة بأخرى قديمة، وهو أمر لابد أن نعترف بأنه يضفى على الحياة السياسية فى مصر الكثير من البهجة والعديد من المفاجآت والألغاز.

    المفاجأة الأولى أن الجماعة بعد سنوات طويلة من الإصرار على الاكتفاء بالدعوة ورفض الخوض فى مستنقع السياسة ومتناقضاتها قررت أن تخوض غمار السياسة وتنشئ حزبا!!
    ورغم ترحيبنا بدخول الجماعة إلى المجال الحزبى فمن حقنا أن نتساءل: ما الجديد الذى يمكن أن يضيفه حزب الإخوان «الحرية والعدالة» للحياة السياسية؟
    ما الذى لديهم ولا تملكه الأحزاب الأخرى التى لا تنتمى إلى «الإخوان المسلمين»؟
    أما المفاجأة الثانية فهى إعلان الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، واحد من الشخصيات المميزة بالجماعة، رغبته فى الترشح للرئاسة، ولكن بعيدا عن الإخوان!! وأعلنت الجماعة أنهم لن يدعموا الدكتور أبو الفتوح ولن يساندوه، فما معنى وجدوى حزب إخوانى لا يدعم المرشح الإخوانى؟!
    هل أصبح الإخوان يضعون «بيشة» على وجوههم حتى لا تنكشف حقيقتهم ممن يتربصون بهم؟ وقد صار على المرشح الإخوانى أن يجيب عن تساؤلات عديدة ومن حقنا أن نسأله: هل سيوافق على إلغاء حد الردة؟ وما هو موقفه من ترشيح سيدة أو قبطى لرئاسة الدولة؟ وهما أمران سبق أن أعلنت الجماعة رفضها لهما فى أكثر من مناسبة.

    كذلك أعلنت الجماعة أكثر من مرة أنهم لن يتخلوا عن حلم الدولة الدينية، وهاهو واحد منهم قد ترشح ليكون رئيسا للجمهورية، فهل سيعمل على تحقيق هذا الحلم؟ هل سيبذل رئيس الجمهورية الإخوانى كل جهده ويكرس صلاحياته لتحقيق حلم الدولة الدينية فى مصر، خاصة إذا ما تحققت لهم الأغلبية فى البرلمان.
    وإذا كانت الإجابة بالنفى فهل يعنى ذلك خروج المرشح على الجماعة بتخليه عن حلم الدولة الدينية، وإذا فشل فى الوصول للرئاسة فهل سيعود للجماعة بفكر جديد أم سيعود لنفس الأفكار التى أعلن عن تخليه عنها؟
    وعندما يعلن المرشح الإخوانى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أنه يطالب بحرية الاعتقاد وأنه يرى أن من حق أى إنسان أن يختار دينه، فمعنى ذلك أن للمسلم الحق فى الخروج عن الملة ودخول أى ملة أخرى، وهو ما سيعترض عليه بشدة المنادون بإعمال حد الردة المصرون على أن المسلم الذى سيخرج عن الإسلام يستحق أن تقطع رقبته. فهل هو مع هؤلاء أم ضدهم؟ وهل لديه الشجاعة كى يجاهر برأيه؟
    المسألة تمس مصداقية المرشح ولا يهمنا من يخرج عن العقيدة أو يدخلها، ولكن الأهم ألا يفرقع المرشحون كلاما فى الهواء، فإذا ما جاءت لحظة المواجهة تنصلوا منه وأعلنوا أنهم قد أسىء فهمهم، وأن هناك من يتعمد خلط الكلام، وغيرها من تلك التراجعات التى اعتدنا عليها ونتوقعها من الجماعة.

    إن الترشح لرئاسة الجمهورية ليست مثل جلد التمساح ينزعه المرشح ثم يكتسب جلدا جديدا، ولابد أن تدرك الجماعة أن جلدها القديم لم يعد صالحا للاستخدام وأن الحل الوحيد أن تستبدل به جلدا عصريا يتفق مع معطيات الحياة، جلدا حقيقيا ليس مزيفا وليس قناعا ترتديه لبعض الوقت ثم تخلعه، جلدا يبعدها عن شبهة التخلف والتمسك بأمور عفا عليها الزمن، والارتداد للخلف رغم سباق الجميع إلى الأمام.

    لقد أثبتت ثورة الخامس والعشرين من يناير أن الناس صاروا متلهفين للمشاركة فى سباق التطور، وأن إغراء الناس بالعودة إلى «العصر الذهبى» لم يعد ينطلى على أحد، فلكل العصور مساوئها، وحتى فى أيام الرسول عليه الصلاة والسلام كان هناك المنافقون بكل حقدهم على المسلمين وأكاذيبهم وادعاءاتهم.

    إن استخدام عبارات غير واضحة مثل «المرجعية الدينية» لن يجدى فى إخفاء الحقائق عن الناس، وعلى الجماعة أن تكون واضحة وتعلن أن «أحمد زى سيد أحمد» وأن «حزب الحرية والعدالة» هو الاسم الحركى للإخوان المسلمين، وليس يجدى الادعاء بأنه حزب مستقل طالما أن رئيس الحزب ونائبه والأمين العام يأتمرون بأمر المرشد العام ويخضعون لمبدأ السمع والطاعة له، أى أن بين أصابعه خيوطا تحركهم كأنهم عرائس ماريونيت.
    أما السؤال الأخير فهو لماذا الإصرار على منع أعضاء الجماعة من الانضمام لأى أحزاب أخرى حتى لو كانت ذات «مرجعية دينية»؟!

    مقال اعجبني
    احمد ماهر مؤنس
    احمد ماهر مؤنس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 279
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011
    المهنة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Counse10
    البلد : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ 3dflag23
    الهواية : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Writin10
    مزاجي النهاردة : الاخوان........تحت المجهر؟؟؟ Pi-ca-46

    حصري د عبد المنعم ابو الفتوح يرد على الاستاذ مصطفى الجندى؟؟

    مُساهمة من طرف احمد ماهر مؤنس 7/6/2011, 9:18 pm

    فى حوار لجريده الاخبار


    < ‬في البداية سألت د.عبدالمنعم أبوالفتوح‮: ‬كيف تري مصر الآن بعد نجاح الثورة ؟قال‮: ‬اؤكد ان مصر بعد ‮٥٢ ‬يناير لن تعود للخلف علي الاطلاق‮.. ‬فعندما ينزل ما يقرب من ‮٨١ ‬مليون مصري إلي الشارع،‮ ‬ويطالبون باسقاط النظام،‮ ‬وينجح الشعب بفضل الله في إسقاط النظام،‮ ‬فإن ذلك يعني أن الشعب أراد بالفعل نظاما جديدا بدلا من النظام الفاسد،‮ ‬نظاما ديمقراطيا‮ ‬أمينا علي ثروة مصر،‮ ‬ويحمي هذه الثروة ويعيد توزيعها علي الشعب بعدالة‮.. ‬ولذلك فأنا متفائل بما يتم الآن في هذه المرحلة الانتقالية،‮ ‬حيث تم اسقاط نظام مستبدكتم علي أنفاسنا ‮٠٣ ‬عاما،‮ ‬ليأتي نظام جديد متطور بأفكاره وتوجهاته،‮ ‬ويختاره الشعب بطريقته وكما يريده،‮ ‬وتم اسقاط دسور كان يتصف بالاستبداد والانحراف،‮ ‬لنأتي بدستور يمثل الشعب المصري ويضمن حرياته،‮ ‬ويعبر عن قيمه ومبادئه‮.. ‬ولكن أي دولة حين تمر بمثل هذه المرحلة الانتقالية،‮ ‬لابد أن تحدث تقلبات،‮ ‬لأن هناك‮ »‬ناس‮« ‬من أصحاب الخبرات القديمة في الفساد،‮ ‬لن يستسلموا بسهولة،‮ ‬وهناك‮ »‬ناس‮« ‬في الاجهزة المختلفة كل الاجهزة بلا استثناء كانوا مرتبطين بالنظام السابق،‮ ‬ومصالحهم الحرام التي لم يكن لهم حق فيها أضيرت،‮ ‬وهؤلاء لابد أن يضعوا العراقيل أمام الثورة والمستقبل،‮ ‬ولكن الشعب لن يمكنهم من ذلك‮.. ‬ومثال علي ذلك ما حدث في صول وفي إمبابة وفي مسجد النور‮.‬

    تحديات ثلاثة
    ‮< ‬وهل‮ ‬تري‮ ‬هناك تحديات تواجهها مصر في هذه المرحلة الانتقالية؟
    هناك بالفعل ثلاثة تحديات خطيرة تواجهها مصر،‮ ‬ويجب علي كل الوطنيين المخلصين أن يعملوا علي تجاوزها‮.. ‬والتحدي الأول والأهم،‮ ‬هو الانهيار الاقتصادي،‮ ‬وCool بدأت عجلة الإنتاج في الدوران من جديد،‮ ‬لانقاذ الوطن،‮ ‬وهذا التحدي لابد من مواجهته بالمزيد من الإنتاج في الزراعة والصناعة،‮ ‬وبمنع المظاهرات الفئوية،‮ ‬وصحيح أن الناس لها حقوق،‮ ‬إلا أننا نمر بمرحلة انتقالية،‮ ‬وعلينا أن نتحمل من أجل انقاذ تورثنا،‮ ‬والحقيقة أننا عندما طلبنا ذلك،‮ ‬فقد استجاب الكثيرون‮.‬
    أما التحدي الثاني،‮ ‬فهو الانهيار أو الانفلات الأمني،‮ ‬وقد بدأ ذلك يعالج بعودة الشرطة‮.. ‬ولكنني أريد أن أوجه كلامي لضباط الشرطة،‮ ‬فليس هناك دولة بدون أمن،‮ ‬والشرطة كجهاز أمني يعتز بها الشعب ويحترمها،‮ ‬وثورته كانت ضد الجزء القمعي بالشرطة،‮ ‬وهو جهاز أمن الدولة،‮ ‬والشعب مصر علي ألا يعود هذا الجهاز تحت أي مسمي،‮ ‬وألا يعود نفس الأفراد بهذا الجهاز بنفس السياسات ونفس العقلية‮.. ‬وبالتالي فعلي جهاز الشرطة أن يمارس دوره بكل وطنية وبكل طاقته،‮ ‬وهذا واجبه،‮ ‬لأن هناك من يشعر أن الشرطة إذا كانت قد عادت،‮ ‬فإنها مازالت‮ »‬واقفة تتفرج‮ ‬علي الانفلات الأمني وعلي سطوة البلطجة والبلطجية،‮ ‬ولكن أنا بصفة شخصية لا أظن ذلك،‮ ‬فجهاز الشرطة جهاز وطني،‮ ‬وسوف يعود لممارسة دوره بكل قوة وبكل حزم واخلاص،‮ ‬لأن ذلك هو دوره الحقيقي،‮ ‬أن يحافظ علي أمن وطنه وأهله وناسه‮. ‬
    والتحدي الثالث،‮ ‬هو تحدي الفتنة الطائفية،‮ ‬فهناك من يسعي بكل قوته لكي يصور أن مصر تموج بصراع طائفي حاد،‮ ‬وهذا‮ ‬غير صحيح،‮ ‬بدليل أن ‮٨١ ‬مليونا من المصريين المسلمين والمسيحيين،‮ ‬كانوا في الشارع منذ يوم ‮٥٢ ‬يناير وحتي ‮١١ ‬فبراير،‮ ‬في ظل‮ ‬غياب كامل للأمن،‮ ‬ولم يحدث أي عدوان علي كنيسة أو مسجد،‮ ‬ولم يحدث أي عدوان علي مسلم أو مسيحي‮.. ‬إذن ما حدث في صول أو في إمبابة،‮ ‬هو شيء مصنوع لاعاقة مسيرة الحريات والديمقراطية،‮ ‬وعلاجه يكون بتحدي الفتنة،‮ ‬ويكون ذلك بضرورة أن تأخذ العدالة مجراها،‮ ‬وليس بمجرد‮ »‬التبويس‮«‬،‮ ‬بين القساوسة والشيوخ‮.. ‬ومن يخطيء لابد أن يقدم للعدالة،‮ ‬مهما كان مقامه كبيرا أو صغيرا،‮ ‬وحتي لو ان شيخ الازهر اخطأ فلابد أن يقدم للمحاكمة ولو أن البابا شنودة أخطأ يقدم للعدالة،‮ ‬فلا أحد يجب أن يكون كبيرا علي العدالة‮.. ‬ولابد أن تكون القيادات الروحية بعيدة عن الزعامات السياسية،‮ ‬سواء كانت هذه القيادة الروحية ممثلة في شيخ الأزهر،‮ ‬أو ممثلة في قادة الكنيسة المصرية،‮ ‬وهي كنيسة وطنية طوال تاريخها،‮ ‬واعتقد أن كلا من القيادتين يوافق علي ذلك‮. ‬وتهدف دعوتي تلك،‮ ‬حتي لا يختلط العمل الدعوي بالعمل الحزبي،‮ ‬وهذا ما طالبت به حتي في حق الإخوان المسلمين،‮ ‬أن ينفصل العمل الدعوي بالنسبة لها عن العمل الحزبي،‮ ‬وكل يمارس دوره بعيدا عن الآخر،‮ ‬ولو نجحنا في ذلك بإذن الله فلن تنجح الثورة المضادة في مصر أبدا إن شاء الله‮.‬
    الترشح للرئاسة
    ‮< ‬هيا بنا إلي موضوعنا الاساسي،‮ ‬فالكثيرون يتحدثون عن ترشيحك لرئاسة الجمهورية‮.. ‬فهل اتخذت قرارك في هذا الشأن؟
    يمكن‮ ‬أن أقول انه من الناحية المبدئية،‮ ‬قد قررت أن ارشح نفسي بالفعل لانتخابات رئاسة الجمهورية،‮ ‬ولكن القرار النهائي سيكون عندما يصدر قانون الانتخابات الرئاسية ونري كيف سيكون شكله،‮ ‬وكيف سيكون النظام السياسي في مصر،‮ ‬هل سيكون برلمانيا أم رئاسيا أم برلمانيا رئاسيا‮.. ‬وأنا علي المستوي الشخصي،‮ ‬أتمني أن يكون نظامنا رئاسيا برلمانيا،‮ ‬لأن النظام الرئاسي جربناه وصنع‮ »‬فراعين‮«‬،‮ ‬فلا تريده مرة أخري،‮ ‬والنظام البرلماني لا يصلح لنا في مصر،‮ ‬لانه يخشي أن يستقل أي حزب من الأحزاب بإدارة البلد،‮ ‬أما في النظام الرئاسي البرلماني فإنه يحدث قدر من التوازن الذي لا يجعلنا نقع في حبال الفرعون،‮ ‬ولا نقع في حبال حزب من الأحزاب أيا كان اتجاهه‮.. ‬وأتمني أن يكون نظامنا السياسي شبيها بالنظام الفرنسي البرلماني الرئاسي،‮ ‬وليس النظام البريطاني البرلماني،‮ ‬ولا الأمريكي الرئاسي‮.‬
    ‮< ‬وهل يعني ذلك أنك مازلت مترددا،‮ ‬خاصة أن هناك من أعلن ترشحه بالفعل؟
    قد أكون بالفعل مازلت مترددا،‮ ‬ولكنني أتعامل منذ الآن علي أنني مرشح للرئاسة،‮ ‬وبعد الانتخابات البرلمانية سوف يكون القرار نهائيا،‮ ‬وأتقدم بأوراق ترشيحي وأصبح مرشحا حقيقيا‮. ‬أما إلي الآن فمازلت أنا وغيري مثل الدكتور محمد البرادعي أو عمرو موسي،‮ ‬فلكنا مازلنا مرشحين افتراضيين‮.‬
    دعم الإخوان
    ‮< ‬هل يرجع ترددك إلي عدم دعم جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬لك إذا ترشحت للرئاسة،‮ ‬وذلك بحسب ما أكده المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام؟
    هذا ليس صحيحا،‮ ‬ولم يكن ما قيل مجرد تصريح للمهندس خيرت الشاطر،‮ ‬ولكنه قرار اتخذته جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬وشاركت أنا في اتخاذه،‮ ‬وهو أن الإخوان المسلمين ليس لهم مرشح للرئاسة‮.. ‬وقد ناديت‮ ‬ مثلما قلت بفصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي،‮ ‬وكان ذلك منذ أربع سنوات‮..‬
    وCool فقد تحقق الآن ما ناديت به،‮ ‬وأصبح هناك حزب منفصل عن الجماعة،‮ ‬وبالتالي فإن العمل السياسي والمنافسة علي السلطة السياسية سواء علي رئاسة الجمهورية أو البرلمان سيمارسه حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮«‬،‮ ‬والنشاط الدعوي ستمارسه الجماعة،‮ ‬أي أن الجماعة الآن لا علاقة لها بترشيح أي مرشح سواء للرئاسة أو البرلمان،‮ ‬ولن يكون لها علاقة بالحكومة،‮ ‬أو بالأداء الإداري للدولة،‮ ‬وإنما يمكن أن تقول رأيها في القضايا العامة وذلك من خلال المرجعية التي تعمل بها،‮ ‬وهذا هو واجبها فقط‮.. ‬أما الحزب‮ ‬ الحرية والعدالة فهو أو‮ ‬غيره من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مثل حزب النهضة أو حزب الوسط فهو الذي يمارس السياسة،‮ ‬ويعلن أن له مرشحا أو ليس له مرشح‮.‬
    ‮< ‬ولكن معني ترشحك بالرغم مما قلته،‮ ‬أنك واثق أن‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬سوف يعطونك أصواتهم‮.‬
    لست واثقا من ذلك‮.‬
    ‮ < ‬من الصعب أن تخوض الانتخابات وأنت لست واثقا من دعم‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬لك،‮ ‬علي الأقل كأفراد‮!.‬
    أقول بكل وضوح أنني لست مرشحا للإخوان المسلمين ولا أي حزب من الأحزاب،‮ ‬وقد قلت من البداية انني إذا قررت أن أترشح فسوف أكون مستقلا ومرشحا لمصر كلها،‮ ‬أما أن يعطيني أفراد الإخوان المسلمين أصواتهم،‮ ‬أو السلفيون أو الاخوة المسيحيون أو الليبراليون،‮ ‬فأنا اتمني أن أحوز علي أصوات الجميع،‮ ‬وأنا مصر علي أن أكون مرشحا لمصر واتمني الحصول علي اجماع الأصوات،‮ ‬ليس بمعني‮ »٠٠١‬٪‮«‬،‮ ‬لأنه لن يحرز أي مرشح هذه النسبة،‮ ‬ولكن ما يهمني هو ثقة الناس من جميع الاتجاهات،‮ ‬وحتي إذا لم أنجح فسوف يكفيني أن أحصل علي أصوات من جميع الأطياف والاتجاهات السياسية‮.‬
    الإسلام الوسطي
    ‮< ‬قرأت آراء عديدة تؤكد أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح يتمتع بكل الصفات التي تؤهله ليصبح رئيسا للجمهورية،‮ ‬ولكن انتماءه لجماعة الإخوان،‮ ‬سوف يقف عائقا أمامه‮.‬
    أنا لا أتصور أن ذلك سوف يكون عائقا،‮ ‬وأؤكد ثانية انني سوف أكون مرشحا مستقلا،‮ ‬واعني بمستقل أنني لن أمثل الإخوان في هذا الشأن مطلقا‮.‬
    ‮< ‬ولكن إذا أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬فأين سيكون موقع‮ »‬الإخوان المسلمين‮« ‬داخل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟
    الإخوان المسلمون هم أصحاب فكرة،‮ ‬وأصحاب فكر يمثل الإسلام الوسطي المعتدل والمتسامح‮.. ‬والإنسان لا يمكن أن يتخلي عن فكرته أو عن فكره،‮ ‬وإلا يصبح مخادعا لناسه وأهله‮.. ‬أما كإدارة فستكون جماعة‮ »‬الإخوان المسلمين‮«‬،‮ ‬مثل الجمعيات أو الجهات الدعوية الأخري،‮ ‬ويستوي في ذلك الإخوان المسلمون،‮ ‬مع الجمعية الشرعية،‮ ‬مع الجمعيات الصوفية،‮ ‬مع الاخوة السلفيين،‮ ‬مع الجماعة الإسلامية،‮ ‬وهذه كلها جماعات لها كل الاحترام والتقدير،‮ ‬ويمكنها أن تقوم بالعمل الدعوي أو الاجتماعي أو التربوي بين أفراد الشعب المصري،‮ ‬دون أن يكون لها تدخل في المسائل الحزبية،‮ ‬أما من يريد أن يعمل بالسياسة أو يتدخل في الحياة الحزبية،‮ ‬فليعمل له حزبا‮.‬
    ‮< ‬ولكن كيف ينشيء الإخوان المسلمون حزبا ولا يكون تابعا لهم؟
    هو ليس حزبا للإخوان المسلمين‮.‬
    ‮< ‬فلنقل تابعا للإخوان المسلمين‮.‬
    ولا تابع للإخوان المسلمين‮!‬
    ‮< ‬إذن ماذا نقول عنه؟
    إنه حزب مستقل عن الإخوان المسلمين،‮ ‬وصحيح أنهم ساعدوه علي القيام،‮ ‬ولكنه سيكون مستقلا تماما عنهم فهو مفتوح لكل المصريين‮.. ‬ولن يكون تحت قيادة الإخوان أو تابعا لهم،‮ ‬وستكون علاقتهم به مثل علاقتهم بحزب النهضة أو حزب الوسط،‮ ‬أو أي حزب آخر يكون قريبا في أفكاره منهم‮.. ‬واؤكد أن الإخوان لن يديروا حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮« ‬وقد اعترضت علي تعيين رئيس الحزب أو نائبه أو الأمين العام للحزب من قبل الإخوان،‮ ‬لأن ذلك كان بمثابة خطأ،‮ ‬وان كان هناك مبرر لهم،‮ ‬أن هذه كانت البداية لمساعدة الحزب،‮ ‬ولكن بعد ذلك سوف تنتخب مؤسسات الحزب رئيسها وكل هيئة الحزب،‮ ‬ويصبح ما يجري حاليا مجرد مرحلة انتقالية‮.‬
    أنا والإخوان
    ‮< ‬وإذا أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬هل ستظل منتميا للإخوان؟
    طبعا،‮ ‬سأظل منتميا للجماعة كفكرة وكمدرسة‮.‬
    ‮< ‬ولكن هل يمكن أن يصبح المرشد العام للإخوان أيا كان في هذه الحالة رئيسا لرئيس الجمهورية؟
    لن يكون ذلك‮.. ‬وأنا كطبيب،‮ ‬ونقيب الأطباء بمثابة رئيس لي،‮ ‬وإذا أصبحت رئيسا للجمهورية فسأظل عضوا بنقابة الأطباء،‮ ‬ولن يكون نقيب الأطباء رئيسا لي إلا في النقابة فقط‮.‬
    ‮ < ‬قلت إنك سوف تترشح مستقلا،‮ ‬فماذا لو أصبحت مصر دولة برلمانية؟
    أنا اؤيد النظام الرئاسي البرلماني،‮ ‬وفي هذا النظام يكون رئيس الجمهورية مستقلا عن الأحزاب،‮ ‬ومصر بطبيعتها وطبيعة شعبها تحب أن يكون من يرأسها رمزا لها،‮ ‬ولا يكون تابعا لأي حزب من الأحزاب دون الأحزاب الأخري،‮ ‬وأنا أتماشي مع الطبيعة المصرية،‮ ‬وهذا سبب حرصي علي الاستقلال في كل شيء‮.. ‬أما لو أصبحت مصر دولة برلمانية كما تقول فإنني لن أترشح لمنصب الرئاسة حينئذ‮.‬
    أنا والمسيحيون
    ‮< ‬وكيف تري موقف الاخوة المسيحيين منك؟‮.. ‬وهل تثق أن ما تقوله بأنك ستكون مرشح جميع المصريين يمكن أن يقنعهم؟‮.. ‬أم أن انتماءك للإخوان المسلمين سوف يؤثر علي أصواتهم؟
    أنا أتصور أن علاقتي ظلت علي مدي ‮٠٤ ‬عاما مليئة بالثقة،‮ ‬منذ أن كنت طالبا بكلية الطب،‮ ‬أو رئيسا لاتحاد طلاب الجامعة،‮ ‬أو أمينا عاما لنقابة الأطباء ثم اتحاد الأطباء العرب‮.. ‬وكانت دائما علاقتي بالمسيحيين كمواطنين أو كنيسة مبنية علي أسس أخلاقية متينة جدا‮.. ‬واعتقد أن المسيحيين لا يتشككون أبدا في أن د.عبدالمنعم أبوالفتوح مصري من أقرب الناس إليهم،‮ ‬وأنا لا أقول هذا الكلام من باب الشعارات،‮ ‬ولو نظمت‮ »‬أخبار اليوم‮« ‬استطلاع رأي لتأكدت أنني سوف أنال أصوات مسيحيين عديدين‮.‬
    ‮< ‬هناك في مصر الآن العديد من الفصائل الإسلامية،‮ ‬وبعضها علي خلاف،‮ ‬فهل يمكن أن يؤدي ذلك إلي صراع بينها؟‮.. ‬وهل تري أنها لابد أن تتفق؟
    الفصائل الإسلامية الموجودة ليست في حاجة لاتحاد أو اتفاق،‮ ‬ومادامت‮ »‬سلمية‮« ‬فهذا شيء إيجابي،‮ ‬ولا يجب أن ننزعج من التعددية،‮ ‬ونحن في سبيلنا لنظام ديمقراطي وأهم دعائم الديمقراطية هو التعددية وهي من صفات الإسلام،‮ ‬ومن حق كل فصيل إسلامي أن تكون له رؤية الإخوان لهم رؤيتهم،‮ ‬والصوفية لهم رؤيتهم،‮ ‬والسلفيون لهم رؤيتهم،‮ ‬والجمعية الشرعية لها رؤيتها‮.. ‬والمهم أن يكون أداؤهم جميعا سلميا يلتزم بالموضوعية والديمقراطية وأدب الحوار‮.‬
    صفات الرئيس
    ‮< ‬لو لم تترشح للرئاسة،‮ ‬ما هي الصفات التي تريدها في رئيس الجمهورية القادم؟
    أتمني أن يكون رئيس مصر القادم ودائما في الفترات القادمة متميزا بأمرين،‮ ‬أن يكون رئيسا وطنيا،‮ ‬بمعني أن يكون قراره من أجل مصر،‮ ‬ولمصلحة مصر فقط‮.. ‬وأن يكون رئيسا متصالحا مع الدين،‮ ‬وليس ضد الدين في سلوكه وفي أفكاره،‮ ‬لأن الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه شعب مؤمن وعلاقته بالدين قوية‮.‬
    ‮< ‬وحينما تترشح للرئاسة،‮ ‬ماذا سيكون برنامجك الذي تتقدم به إلي الشعب المصري؟
    لدي أربع قضايا مهمة تشغلني‮.. ‬أهمها أن نعيد لمصر قدرها،‮ ‬وأن نهتم بالتعليم والبحث العلمي فيها،‮ ‬ويكون ذلك بتخصيص جزء كبير من المي**** لهما،‮ ‬لأننا لن نتقدم إلا بالتعليم والبحث العلمي‮.. ‬والثانية تعميق الحريات بكل مفهومها الواسع،‮ ‬من حرية الاعتقاد وحرية التنظيم وحرية العمل‮.. ‬وثالثا تعميق قيمة العدل باستقلال تام للقضاء،‮ ‬وايجاد‮ »‬كادر‮« ‬خاص للقضاة،‮ ‬يغليهم عن الحاجة،‮ ‬لانه لا قضاء عادل بدون استقلال وكفاية للقضاة بما يكفل لهم‮ »‬عيشة كريمة‮«‬،‮ ‬وحينما يتحقق العدل،‮ ‬فسوف يتحقق الاستقرار‮.. ‬والقضية الرابعة أن نقود نهضة تنموية في مصر علي المستوي الزراعي والصناعي والفكري،‮ ‬والمصريون لديهم ثروة عظيمة،‮ ‬وهي الثروة البشرية التي تستطيع أن تقيم وتقود هذه النهضة المرجوة‮.‬
    الدكتورة يسرا
    ‮< ‬عندما كنت معتقلا وتعرضت لأزمة صحية ونقلت إلي قصر العيني،‮ ‬كنت تسير في فترات التريض مع طبيبة شابة‮.. ‬من هي؟‮.. ‬وماذا كنتما تقولان؟
    انها ابنتي الدكتورة يسرا،‮ ‬وهي طبيبة قلب ومعيدة في كلية الطب،‮ ‬وقد صمدت معي صمود الابطال اثناء فترة الاعتقال والمرض،‮ ‬وقد كنت في حاجة خلال هذه الفترة لان يكون بجواري طبيب متخصص،‮ ‬وكان من الصعب ان يتوافر لي ذلك،‮ ‬لولا وجود ابنتي التي عاشت معي ليلا ونهارا،‮ ‬وقد عشت داخل المعتقل حتي وانا في المستشفي،‮ ‬وكان يحرسني ‮٩ ‬حراس بقيادة ضابط كبير‮.. ‬وعندما كنت اسير معها في فترة التريض،‮ ‬كنا نتحدث احيانا عن الاسرة واحيانا عن الوطن،‮ ‬وكانت احلامنا تتلاقي نحو وطن يستحق ان يكون عظيما اسمه مصر‮.. ‬وكنا نضحك من الحراسة المشددة بقيادة عميد،‮ ‬فهل كان يليق بابناء جهاز الشرطة ان يكون هذا واجبهم،‮ ‬حراسة رجل مريض‮.. ‬وكنا نري ان هذه حالة‮ ‬غير مصرية،‮ ‬وكان عوضنا عن هذه الحالة تلك العاطفة الجياشة التي كنت اراها في المستشفي من الاطباء وافراد التمريض والمرضي‮.‬
    ‮< ‬وهل ورثت الدكتورة يسرا جينات الثورة من الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح؟
    ‮- ‬طبعا،‮ ‬وهي من اكثر اولادي ثورية‮.. ‬وعلي فكرة لدي‮ ‬غيرها ابنتان طبيبتان ايضا،‮ ‬وثلاثة ابناء تخرجوا جميعا في الجامعة‮.‬
    ‮< ‬وألا تخشي عليها من ثوريتها؟
    لم اخش عليها ابدا،‮ ‬وبالعكس فانني افخر واعتز بها،‮ ‬وافخر بكل اولادي لانهم شاركوا في الثورة المصرية‮.‬
    السيدة الأولي
    ‮< ‬وماذا عن الزوجة؟‮.. ‬وهل تعمل؟
    زوجتي الدكتورة علياء استشارية نساء وتوليد،‮ ‬ومازالت تعمل حتي الان‮.‬
    ‮< ‬ولو أصبحت رئيسا للجمهورية،‮ ‬هل يمكن ان تسعي الدكتورة علياء لان تصبح السيدة الأولي؟
    علي الاطلاق،‮ ‬ولن تكون كذلك ابدا،‮ ‬لان الدكتورة علياء منذ ان تزوجتها بعد تخرجي في كلية الطب،‮ ‬وهي عازفة تماما عن العمل العام والعمل السياسي وتري ان لها دورين اساسيين،‮ ‬بيتها شاملا زوجها واولادها،‮ ‬ومهنتها كاستشارية نساء وتوليد،‮ ‬ولا تعمل في اي شيء‮ ‬غير ذلك اطلاقا حتي انها لم تنتم للحركة الاسلامية،‮ ‬بالرغم من تدينها،‮ ‬ولذلك فهي ترفض الاعلام والصحافة ولا تظهر في اي برامج ولا تجري لقاءات صحفية،‮ ‬وكثيرون طلبوا منها حوارات وانا في المعتقل ورفضت‮.. ‬وسوف ابقي دائما في خدمة مصر كخفير أو رئيس،‮ ‬وستظل الدكتورة علياء تؤدي ايضا دورها المهني ودورها في البيت فقط‮.‬
    الرؤساء الثلاثة
    ‮< ‬عشت عصور رؤساء ثلاثة‮.. ‬كيف تراهم؟
    جمال عبدالناصر عمل نقلة اجتماعية،‮ ‬ولكنه ختم حياته بنكسة ضخمة وهو مسئول عنها الي حد كبير‮.. ‬وأنور السادات،‮ ‬بالرغم من انه كان اكثر منحا للحريات خلال فترة حكمه ولعل ذلك لانه الوحيد الذي تعرض للسجن والاعتقال في قضية مقتل أمين عثمان لكل الاتجاهات السياسية،‮ ‬إلا ان عصره شهد بداية فساد‮.. ‬اما حسني مبارك فقد جمع بين الفساد والاستبداد وتصادم مع الجميع،‮ ‬وترك البلد لمن خربه‮.‬
    ‮< ‬وماذا عن وقفتك الشهيرة وأنت طالب أمام السادات،‮ ‬وألم تخف وقتها؟
    لم اخف علي الاطلاق،‮ ‬حتي انه عندما انفعل وقال لي‮ »‬قف مكانك‮«‬،‮ ‬قلتله‮: »‬أنا واقف مكاني‮«‬،‮ ‬وكان يقصد الزم حدودك‮.. ‬وأنا لم اتجاور معه،‮ ‬فقد قلت له‮ »‬اللي حواليك بينافقوك‮« ‬ولم اقل انه يقبل النفاق،‮ ‬ولكن لو كان احد‮ ‬غيره لكنت قد تعرضت لعقاب شديد،‮ ‬وكان اكثر ما فعله انه منعني من العمل كمعيد بالغاء تعييني،‮ ‬بأن اوقف التعيين للجميع تماما،‮ ‬حتي انني تعهدت لزملائي بعد ذلك ألا اتقدم لاي وظيفة جامعية حتي لا اضرهم‮.‬
    والحقيقة انني لم اخف وقتها،‮ ‬لانه لا يوجد ما اخاف عليه سوي وطني،‮ ‬وتربيت في اسرتي علي ألا اخاف سوي من الله عز وجل‮.. ‬ومن يقف ضد اي نظام‮ ‬غير ديمقراطي مستبد ولا يحترم حقوق الانسان،‮ ‬فعليه ان يؤمن بأنه سوف يلقي الله شهيدا‮.‬
    ‮< ‬وماذا لو وقف شاب بعد ذلك أمام الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح رئيس الجمهورية؟
    سوف اقبل رأسه،‮ ‬وسوف يكون هذا موقفي من اي شاب يتقدم بالنصيحة،‮ ‬حتي أعلم شباب مصر الرجولة والشجاعة،‮ ‬وان مصر ملك لهم،‮ ‬ونحن نخدمهم،‮ ‬ولا نهيمن عليهم،‮ ‬أو سلاطين عليهم ننهب بلادهم وأموالهم‮.‬
    ‮< < <‬
    ‮< ‬وأخيرا،‮ ‬كلمة أخيرة تريد ان تقولها للمصريين‮.‬
    أقول للشباب ولكل المصريين،‮ ‬استمروا في حرصكم علي ضرورة نجاح الثورة‮.. ‬لاننا مازلنا في البداية،‮ ‬ولن تنجح الا بالاستقرار،‮ ‬واجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة تعبر عن مصر،‮ ‬وكذلك انتخاب رئيس يعبر عن مصر‮.. ‬وعلينا ان نحرص ازاء من يريدون هدم مصر‮.‬


      الوقت/التاريخ الآن هو 8/5/2024, 9:09 pm