أولا: أعتذر للتأخير فى الرد على مشاركتك وذلك بسبب ظروف مرضيه ألمت بى وأبعدتنى عن المشاركة معكم الفترة الماضية..
ثانيا: بخصوص طرحى لموضوع الألغاز الفقهيه وما ترتب عليه من صدمه لكم وترتب عليه توقف الأعضاء عن المشاركة فيها خشية أنهم يقعوا فى محظور شرعى..أحببت أن أوضح لكم جميعا ما قرأته وتعلمته قبيل طرح هذه المشاركة..وهو كالتالى ::::
الأصل عند من اشتغل في الألغاز الفقهيه هو هذا الدليل القاطع من السنة النبوية :
هو
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟" قال: فوقع الناس في شجر البوادي !
ثم قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، (وفي رواية: فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر)
ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟
قال: "هي النخلة ".
قال: فذكرت ذلك لعمر..
قال: لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا!
قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت.
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2811
خلاصة حكم المحدث:صحيح وفي هذا الحديث فوائد وأحكام عظيمة، بسطها العلماء في شروحهم
ألخصها في النقاط التالية: أولا: فيه استحباب إلقاء العالم المسألة على تلامذته ليختبر أفهامهم، ويمتحن أذهانهم بما يخفى، مع بيانه لهم إن لم يفهموه، ويرغبهم في الفكر.
ثانيا: فيه: التحريض على الفهم في العلم، ولهذا بوب عليه الإمام البخاري "باب الفهم في العلم".
ثالثا: فيه جواز اللغز مع بيانه، ففيه دليل على أنه-صلى الله عليه وسلم-كان يقصد الألغاز في كلامه في بعض الأحيان،
شحذا لهمم أصحابه وأذهانهم.
رابعا: فيه: جواز ضرب الأمثال والأشباه؛ لزيادة الإفهام، وتصوير المعاني في الذهن، وتجديد الفكر، والنظر في حكم الحادثة.
خامسا: فيه إشارة إلى أن الملغز له ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال، وأن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية، بحيث لا يجعل للملغز بابا يدخل منه، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه.
سادسا: فيه: توقير للكبار، كما فعل ابن عمر، لكن إذا لم يعرف الكبار المسألة فينبغي للصغير الذي يعرفها أن يقولها.
سابعا: فيه: استحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة،ولهذا تمنى عمر أن يكون ابنه لم يسكت، وقد بوب عليه المؤلف-يعني الإمام البخاري-في العلم وفي الأدب .
ثامنا: فيه: سرور الإنسان بنجابة ولده، وحسن فهمه،
لقول عمر-رضي الله عنه-: "لأن تكون قلت: هي النخلة أحب إلي.. " أراد بذلك أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يدعو لابنه، ويعلم حسن فهمه ونجابته.
تاسعا:فيه: أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه، لأن العلم منح إلهية، ومواهب رحمانية، وأن الفضل بيد الله، يؤتيه من يشاء.
عاشرا: فيه: دلالة على فضيلة النخل، فقد قال المفسرون "ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة،":هي النخلة أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء.
هذا ويوجد كتاب مميز جدا لفضيلة الشيخ محمد العريفى وبه مقدمة من العالم بن جبرين ...أسم الكتاب هو (الدرر البهية في الألغاز الفقهية - به أكثر من 300 لغز فقهي منتخبة من كتب الفقه ، مُذَيَّلة بلطائف وفوائد)
ومعى نسخه على ملف PDF لمن أحب الإطلاع عليها سيجدها على هذا الرابط ...http://www.4shared.com/file/89392288/f38cd213/_online.html?dirPwdVerified=8b4c7054
أخى عبد المعبود ومتواصل معكم إذا أحببت مزيد من التفاصيل..