واكتشفت أن المصرى حالة مرضية

المقال بعنوان " تعرف ال E-Syndrome "


اللى بكتبه النهاردة كلام علمي على اجتماعي على درامي شوية, طبعا الوصف غير
معتاد بس ده حقيقة اللي حاصل, لانه داخل فيه كم مصطلح طبي لهم دلالة علمية
قديمة و معروفة, ودلالات اجتماعية مستحدثة و عصرية.



كلامي النهاردة طالع من قلب قسم الطوارىء، واللي هو محل شغلي حاليا كمترجمة
طبية، بحكم تعدد الجنسيات فى البلد اللي أنا عايشة فيها ... وهي دولة
الإمارات العربية المتحدة. فبحكم شغلانتي بقى فأنا بتوزع في كذا مكان بداخل
الطوارئ, ابتداء من استقبال المرضى عند الباب، لحد غرف الحالات الحرجة و
الإنعاش ... وكل يوم بظروفه.



أول فترة فى شغلى كانت معظم أيامي على باب الطوارىء، واللي بيفرزوا فيها
المرضى ويدخلوهم للغرف المناسبة حسب خطورة حالاتهم ... والمفروض إني أسأل
كل مريض عن حالته واللي حصل له و اترجم للممرضين والدكاترة.



دا طبعا كله مش موضوعنا ... بس كان لازم يتشرح عشان تتخيلوا المكان وتفهموا
اللي جاي، و بالنرة تعرفوا إن طاقم التمريض كله من شعوب الفلبين الغير
شقيقة بالمرة، ذوي القامة القصيرة والحجم الصغير والعيون الضيقة والشعر
السايح النايح ... و الإحساس المعدوم (معلومة يعرفها كويس من تعامل معهم عن
قرب).



نرجع لموضوعنا بقى, يوم والتاني بدأت ألاحظ إن فيه سؤال غريب بيتضاف
لمجموعة الأسئله المعتادة مثل: هل عنده ضغط او سكر أو أمراض قلب؟ أو حساسية
من دوا معين ؟؟؟، و هذا السؤال هو عن الـ E SYNDROME ??



طبعا احترت ومافهمتش الحرف ده مقصود بيه إيه ؟ فمعلوماتي الطبية كلها، بحكم
إني صيدلانية فى الأساس، بتقول إن مافيش مرض اسمه كدا ... معقول دماغك
نسيت يا مها خلاص !!!! ... والله جايز. شوية كمان وبدأت انتبه إن السؤال ده
بيتكرر بالذات مع نوعية المرضى الي بيكونوا داخلين بحالات (تبدو) شديدة
الالم بالنسبة للشخص، واللي ... على عكس المتوقع ... بتتقابل بإهمال شديد
ولا مبالاة من ناحية الممرضين !!!.



بدأت الأسئلة تاكل دماغى، وحسيت إن فيه حاجة سخيفة ماعرفش إيه هي, لحد ما سمعت كلمة اترددت على لسان معظمهم وهي : EGYPTIAN SYNDROME



دا إيه بقى المرض الجديد من نوعه دا ؟ القسم التاني من المصطلح مفهوم عندي,
و يعنى بالظبط: "مجموعة من الأعراض التى تشير إلى مرض معين، او حالة غير
عادية، أو خلل نفسى. و هذه الكلمة تعنى ايضاً، فى بعض الإستخدامات، (حالة)
أو (نمط معين) أو اعراض تشير الى مجموعة من السلوكيات و المعتقدات الغير
مستحبة، و التى تجتمع سوياً" ..



أما الجزء الأولاني، و اللي يشمل اسم بلدي كانت عليه مليون علامة استفهام
!!! و ساعتها قلت: يانهار مش فااااايت، يعني احنا مرض ؟!!!!! .... "اه
انتم مرض" ... ده الرد اللى سمعته منهم وبكل وضوح كمان، و لقيت ان الرأى ده
بيتقال لحد دلوقتي، و كمان بيتنقل لأي حد جاي جديد يشتغل معانا !!!



و عرفت بقى إن متلازمة المصريين أعراضها كالتالي :



1- الصوت العالي، و الكلام ينقل لك شحنة سلبية تجاه اللي قدامك، حتى لو مش فى صورة خلاف أو خناقة.



2- صعوبة فهم معنى "نظام" او "انتظار الدور" أو "التقيد بمواعيد" ... لأ و
كمان الاقتناع التام بإن من حقك الحصول على الخدمة، رغم أنك جيت متأخر عن
موعدك، وفيه ناس قبلك جت والتزمت.



3-المبالغة في "الريأكشنات"، والتمارض وإظهار الإعياء الشديد عكس ما
تستدعيه الحالة ... مقارنة بأصحاب نفس المرض من الجاليات التانية, أصل
المصري over آخر حاجتين تلاتة.



4- الجهل الفظيع باللغة الإنجليزية، أو التحدث بإنجليزي تاني خاص بينا، بتاع za و zis و wos وأووول إنجليش أوول زا تايم.



5- القابلية المتوافرة على طول للزعيق والخناق، بدون مراعاة لوجود مرضى
آخرين حواليه، أو استعداد لفهم الموقف أصلا. هو مستعد فى أي لحظة إنه يزعق
ويطلع فيك، و ياكلك بدون مايحس خالص إن دا بيقلل من نظرة الناس ليه أو
يحسسه بخجل حتى ... ويخلي اللي كان مستعد يساعده يتفنن في تعقيد كل حاجه
قدامه عشان يتربى.



6- المظهر الخارجي السىء، ودا بقى موضوع ضايقني أوي مقارنة بكل اللي فات،
لأنه ماينفعش يبقى أساس تقييم لشعب بحاله ... فالشكلكم غير مهندم, و الريحة
وحشة, اللبس الوانه كتير مالهاش علاقة ببعض، وموضات قديمة انتهت من زمان،
ولفات إيشارب غريبة مش زي بقية البنات – ودي بقى انا أشهد عليها بصراحة من
اللي بشوفه من بنات مصر المتفننين فى مليون نوع طرحة ومليون لفة.



7- معظمهم صحتهم ماشاء الله عليها، و أقصد الأوزان الرهيبة الي يتميز بها
شعبنا المصري, وانعدام ثقافة الرياضة حتى و لو كانت جزء من العلاج.





كفاية ولا عايزين أكتر ؟؟؟ ... أيوة احنا الي بيقولوا علينا كل ده ؟؟؟؟؟؟؟
.... أيواااااااااااااااااا احنا كدااااااااااااااا يا جماعة وللأسف بقى.



حد فيكم ممكن يقول: "بس يعني عايزة تفهمينا إن مافيش أي رعايا من دول عربية
تانية بتوع مشاكل ولا تخان ولا بيتصرفوا بهمجية ولا مبيحبوش يقفوا فى
الدور؟؟ ... أكيد فيه، يبقى اشمعنى احنا الي متشاور علينا يعنى ؟"



الحقيقة أنا، علشان مش عايزه اتعفرت وخلاص، وقفت أراقب كل واحد يدخل علينا
عشان أدافع عن نفسنا – مع إني هتجنن اصلا إني فى موقف دفاع من أساسه- بس
قلت خليني منطقية واتصرف بالعقل وعملت كده فعلا.



والنتيجة كانت مش لصالحنا بالمررررررررررة .... اللي بيقولوه صح، واللي
وصفوه كمان صح. وكمية المشاكل الي بتحصل معانا بتكون غالبيتها من المصريين.
زعيق وصوت عالي وشتايم فى كل الحالات، و ماتطلعش من ناس محترمة أبدااا وفى
مكان زي ده.



و كمااان ييجي بعد كل ده شوية دكاترة مصريين- ربنا يديهم الأجر والثواب-
يقولولهم عادي يا جماعة, "أصل المصري اتعود ماياخدش حقه فلا بلده إلا لو
علا صوته أو مد إيده" !! ... و أنا ماينفعش أدافع، لأني طول عمري مقتنعة
إني فى مركز قوة، وده بسبب بس إني مصرية، البلد الي علمت الشعوب الطب
والتعليم والثقافة واللغة والحرب وحتى الموضة ... احنا الي علمناهم كل
حاجة.



يعنى ماينفعش مثلا ييجي واحد من الهنــــــــــد – واللي بقوا مسيطرين
ومتفوقين فى كل حاجة – ويضحك عليهم وهما بيتكلموا عننا، ويقول لي "أنا مش
عارف ايه الي وصل مصر لكده ... دا إحنا كنا بنعتبره حلم إننا نتعامل مع أي
حد مصري" !!.



وممرضة تانية بريطانية، بعد مابقينا أصحاب وقربنا من بعض، لقيتها بتقول لى:
"أنا عندي سؤال من زمان محتارة فيه واتكسفت أسالهولك ... هو انتي جنسيتك
إيه ؟" ... ولما كان الرد مصرية، وأنا مازلت رافعة راسي وأنا بقولها, ألاقي
شهقة فظيييييييعة وراها رد أعجب من العجب ذات نفسه وتقول لي :



How Come then you look reasonable and dress Well !!!!



نعم يا (............) , لالالالا أنا مش فاهمة حاجه، الناس دي أكيد بتهرج
بجد, فيه حاجة اكيد غلط !! أصله ما ينفعش كمان إن واحدة صاحبتي تانية،
يتقال لها أيام الكلية هنا: "إنتى المشكلة الوحيدة اللي هتقابلك فى التوظيف
إنك مصــــريــــة" .... !!!



وماينفعش كمان كل ما تكون فى مكان عام وتحصل مشكله بين اتنين أحد أطرافها
مصري تسمع تعليق : "أيوااا المصريين هيبدأوا يردحوا بقى" !!!!!!!!!! ... هي
مصر بقت ردح وشتايم وقلة قيمة وهز وسط وبسسسس ؟؟؟ هما دول المصريين فى كل
مكان ؟



حد يرد عليا لو سمحتم ويفهمني، أنا واقفة في أي خط ... الهجوم ولا ال دفاع ..



ولا ولا حاجة من دول لأننا فعلا أكبر من كدا ..



وهنفضل بعون الله؟؟؟؟





نقلاً عن مجله مصريً

بكيبورد : دكتوره مها سعيد