قالوا فى قديم الامثال .. ليس المتعلق كالمتأ نق .. فالرجل الذى انعم الله عليه بسعة العيش , وارخى باله من هموم الحياة .. مطيق ان يتأنى فيما يختار لنفسة متذوقا ومخففا حتى يرضى .. اما الذى قدر لله عليه رزقه .. فهو كالسهم فى الوتر المشدود ترمى به يد الحاجة الى هدف يتخايل له او يتحقق .. وه لو اراد لما اطاق الا الذى فعل لانه مدفوع بالاضطرار ... ورب سارق لم يجد من السرقة بدا لانه دفع اليها بحاجة طبيعية لا يطيق احد خلافها ... وهو التعلق فى الحياة والابقاء على النفس فهو يريد ان يطعم الغريزة التى تلهب احشاءه بالجوع والمهلك ...
ومهما تكن روادع نفسه ... ومهما تكن قوتها فهو منته الى ساعة لا يجد عندها الا ان يمد يده ليأخذ شيئا يمسك عليه رمقا يوشك ان يتبدد ...وما مد الرجل يده ولكن الحياة هى التى مدتها ... فهو خليق ان لا يكو مسئولا عما فعل ...
هذا على مستوى الفرد .. وكذلك المجتمع الانسانى كله ... فهذا ضلال قديم فى نظام المجتمع الانسانى اراده الانبياء بالاصلاح واراده عقلاء المفكرين بالتغير .. فادركوا شيئا ووقف بهم العجز عن كثير .. لا من عجز فى هدايتهم او ارائهم ... بل من عجز المجتمع عن ادراك سمو الاغراض التى رمى اليها الانبياء والمفكرون ...
وفى عصرنا هذا امثال كثيرة على تغلغل الفساد والجهل والعسف وقلة المبالاة فى قلب المجتمع الانسانى ... امثال يكون فيها الفرد هدفا منصوبا لاضطهاد جماعة الامة او الشعب ... وامثال تكون فيها الامة هدفا لاضطهاد جماعة الدول او الشعوب ...
فليس فى الامم اليوم امة لا تتداعى وتتنادى باسم الحرية ... حرية الفرد .. وحرية الفكر .. وحرية العقيدة .. وحرية التجارة الى اخر هذا الحشد من الحريات .. ولاسيما امتنا المسكينة .....
ولكن ماذا نرى من فعل جماعة الدول اليوم ؟ انها جميعا قد انكرت بأسلوب يجمع بين الخسة والمكر والنفاق .. ان تكون مصر دولة اسلامية كما ينبغى ان تكون ... واردوها ان تكون علمانية تفتح ابوابها لانذال امم الارض ودسوا لذلك اعوانهم من كل حدب ومن كل فج ... وهم يزعمون ذلك تحت اسم الحرية والديمقراطية .. واردوها ان تظل ساكنة هادئة مطيعة حتى تمتلئ جنباتها بالانذال الذين يريدون ان يحولوها عن اسلاميتها الى علمانيتهم ... ولما جهدت ولم تجنى شيئا على يد من زرعتهم من مرتزقة الثقافة .. لجأت الى ادنأ الاساليب .. اذ ارادت تفريق كلمة المصريين بأن يوقعوا الشقاق بين اهل دينين ظلا اجيالا يتعاشر اهلهما بالمعروف ...
فقاموا بتسليط جماعة من المرتزقة يقال لهم مثقفون .. ومراسلون وصحفيون ... يذبعون عنا كل خبيث بكل لسان لا يرعون حرمة ولا ذمة ولا عهدا ...
وشر من ذلك ... نابتة نيتت من يبن اظهرنا ... ولا اظننى اخطئ شيئا فى التقدير اذا زعمت ان هذه النابتة لم يبتل الاسلام بمثلها قط ...على كثرة ما انتابه من النوابت المتتابعة على مدى عصوره كلها ...وهى عندى اخطر النوابت جميعا واخوفها على دين الله ...لانها نجمت فى عصر قد حطم جميع القيم الانسانية العتيقة ودمر ثراث الاخلاق التى فطر عليها ولد ادم عليه السلام ..